أخر الاخبار

رواية انا والحلوة جارتي الفصل السادس 6 بقلم سما نور الدين

 

 رواية انا والحلوة جارتي الفصل السادس 6 بقلم سما نور الدين 


لمشهد 6
..مد يده وامسك بذقنها وادار وجهها اليه ...كانت مازالت مغمضة العينين ...فهمس بصوت هادئ ...."..اميرة ...افتحي عيناكي..."
فتحت عيناها ببطئ....وما ان فتحتهما حتى جرت دمعاتها كالسيل على وجنتيها ...وما ان نظرت الى عيناه المحدقة بها حتى شعرت بقلبها يهتز بين جنبات صدرها ...حدقتا عيناها تنتقل بنظراتها بين عيناه ...التي احتوت وجهها كاملا..استطرد امجد قائلا بصوت هادىء..
.."..كفى بكاءا ....هل انتي متاكدة تماما مما تقولينه.." .
اجابته بايماءة من راسها بنعم ...ثم قالت ..
.."...لقد سمعتهما باذناي ..كنت ساعتها بغرفتي ..ولكني سمعت صوت صراخ احدهم وكانه بمشاجرة ...خرجت من غرفتي ..وجدت ان الصوت قادم من غرفة اخ زوجة ابي ...كدت ان افتح الباب لاسال عما يحدث ..ولكن وصل لاذني صوت شريف يصرخ قائلا ..
."...قتلت الرجل والان تريد الاستيلاء على ابنته ..كما استوليت على ثروته ..."
شعرت ساعتها ان الدنيا تدور من حولي ...لم اعد ارى شيئا ..استندت على الحائط قبل ان اقع ارضا امام الغرفة ..شعرت ان قلبي كاد ان يتوقف ...كنت اريد ان ادخل عليهم لاصرخ بوجوههم ...ولكني سمعت صوت زوجة ابي وهي تسرع بقولها .."..هشششش...اخفض صوتك ايها الاحمق ..ستسمعنا اميرة ...وساعتها لن ينالها اي منكما.."
.."..وضعت يدي على فمي ..لم يكن يخطر ببالي ان زوجة ابي شاركت بقتله..يااللهي لقد وقعت بين ايدي من لا يرحم ..عصبة من اناس لا تعرف الرحمة ..سرقوا ثروة ابي ثم قتلوه... والان جاء الدور علي..مشيت نحو غرفتي ..كنت اشعر ان الحوائط تميل من حولي ...ولكني تحاملت على نفسي ..نمت بفراشي اتدثر بالغطاء ليحميني منهم ...غرزت وجهي بوسادتي لابكي على ابي المسكين.."
كان امجد لا يحيد بنظره عنها ..يسمع منها ..يتامل كل انش من ملامحها ..يشعر بما تشعر به ويخيل له وكانه كان ساعتها معها ..كان يريد ان يقوم بغرزها بين اضلاع صدره ...ليخفف عنها المها ...لتشعر بانه سوف يحميها حتى لو كان الثمن حياته ..ولكنها انتفضت من امامه وهبت واقفة ..مشت بخطواتها امامه يمينا وشمالا وهي تلوح بيدها وتردد بصوت عال..
.."..قلت لنفسي ..سانتقم لابي من هؤلاء المجرمين ..ولكن ماذا افعل ...ظللت افكر الى ان طلعت الشمس حتى وجدت نفسي ..اذهب الى المطبخ ..امسكت بسكين واتجهت ناحية غرفة قاتل ابي ...و ما ان دلفت داخلها ...وجدت هذا الوحش نائما بفراشه...مشيت نحوه ..رفعت يدي بالسكين ..وقبل ان اغرزها بصدره ..توقفت يدي قبل ان تصل اليه .."
نظرت اميرة ليدها وهي تصرخ بصوت عال ...."..لم استطع ان اقتله .."
رفعت راسها تنظر لامجد ورددت وهي تبكي .."..لم استطع امجد ...لم استطع ..حاولت ..اقسم اني قد حاولت ..ولكني خفت ..ارتعشت يداي ..كاد السكين يقع من يدي ..هرولت الى غرفتي ..وانا العن نفسي .."
..وضعت كلتها يديها على وجهها وصوت بكائها يعلو ويعلو ..هب امجد من مكانه ومشى مسرعا ناحيتها ..اخذها بين ذراعيها واحتواها بحضنه..تشبثت بقميصه وظلت تبكي بصدره ..يملس بيده على شعرها وظهرها ..يهمس قائلا .."..هشششش...اهدئي...اهدئي...حمدا لله انكي لم تقتليه ... لقد فعلتي الصواب .."
رفعت وجهها اليه ورددت وهي تبكي..
.."..لا ..لا امجد ..انا ضعيفة هشة..شخص جبان..لم استطع ان اخذ بثار ابي ...انه الان غاضب مني لاني قد خذلته ...اليس كذلك امجد ...ولكن..ولكن القتل هذا.. شئ صعب..صعب.."
استندت براسها علي صدره واستطردت قائلة بين شهقاتها .."..كيف استطاعوا ان يقتلوه ..كيف ..؟؟.."
اجابها امجد وهو يقبض بيده على كتفها لتنظر اليه..."..انظري الي جيدا ...اريدك ان تهدئي ..واعلمي ان ابيك ليس غاضبا منك ..بل على العكس هو فخور بك..فخور بك لانك لم تصبحي مثلهم...تذكري هذا دائما.. "
هز راسه لها بنعم ليؤكد لها بانها ليست مخطئة بحق ابيها ..ردد بقوله امامها وهو ينظر لها بقوة وكان نظراته تخترق عيناها ..
.."..انتي ..مشاكسة ..مثيرة للمشاكل ..قوية وذكية .."..ارتسمت على شفاها شبح ابتسامة ..مسحت دموعها وهي تهز راسها امامه
تنهد امجد وهو يقول .."..سنكمل حديثنا فيما بعد ..لاعرف ماذا حدث بعد ذلك..انتي متعبة الان ..وانا ايضا .."..
.اشار لها بيده نحو ارجاء الغرفة وهو يقول .."..الغرفة بها كل شىء تحتاجينه ..من الممكن ان تستبدلي فستانك هذا ..يشىء من عندي ..وهذا البراد به فاكهة وعصائر ..وهناك حمام صغير .."
ثم نظر اليها ومد يده ناحيتها قائلا .."..اعطني مفتاح شقتك ..غدا ساتي لك بكل حاجياتك وملابسك من هناك.."
نظرت ليده الممدودة ثم لعيناه قائلة .."..لماذا ..لقد انتقلت اليها منذ يومان ..لقد احببت تلك الشقة ..لا اريد ان اتركها .."
اجابها بصوت قوي .."..اميرة ..من فضلك ..لا تجادليني كثيرا ..قضيتك ليست بالهينة ..ستاخذ وقتا حتى اضمن سلامتك من هولاء المجرمين ..وساعتها ستعودين لشقتك ثانيا .."
استطرد قائلا بصوت قوي .."..المفتاح من فضلك .."
مدت يدها داخل حقيبتها الصغيرة تبحث عن المفتاح وهي تتافف بضيق ..اعطته المفتاح ..ثم اشارت نحو وجهه بسبابتها .."..لا اريد العبث بحاجياتي .."
ذم امجد شفاه وهو يضع المفتاح بجيبه .."..لا تقلقي على حاجياتك الثمينة ..سيدتي .."
انتفض امامها وهي تصرخ بوجهه .."..يااللهي ..كيف ساذهب الى عملي صباحا ..لقد انذرني هذا المدير الاحمق ..باني اذا تاخرت ..سيقوم باقصائي عن العمل تماما .."
زفر امجد بضيق واجابها .."..انتي لن تذهبي الى اي مكان .."
صاحت به .."كيف ..يجب ان اذهب الى عملي ..انا تعبت كثيرا لكي احصل على هذا العمل ..خاصة وانا لم احصل على شهادتي الجامعية بعد..انا احتاج لهذا العمل ..."
زفر امجد وصاح بها .."..اميرة ..اذا كنت تحتاجين الى العمل ..لا تقلقي ..ساقوم بتعيينك هنا بشركتي .."
شبكت ذراعيها امام صدرها ..ثم قالت بنبرة ساخرة .."..وماذا ساعمل هنا بشركتك ..هل ساقوم بحراسة احدا ما.."
شبك امجد ذراعيه هو الاخر ..وهو يقلدها ولكن بصوته القوي .."..لا ايتها الذكية ..ستكوني سكرتيرتي الخاصة ..ها ..ما رايك .."
تنهدت وربتت باصبعها على وجنتها وكانها تفكر بامر هام ..ثم قالت "..حسنا ..لا مانع لدي بالعمل هنا ..مؤقتا فقط ..حتى اجد بديل اخر .."
كتم امجد غيظه ثم قال من بين اسنانه .."..لكي جزيل الشكر سيدة اميرة ..كم انا سعيد حقا لقبولك العمل معي ..والان يجب ان لا تذهبي الى اي مكان بدون ان اكون على علم به اولا ..اتفهمين .."
صاحت بصوت عال .."..ماذا ..ماذا تقول ..هل ساكون حبيسة هذا المكان "
زفر بضيق ..ثم قال لها بنبرة جادة ..
.اميرة لا اعرف كيف اشرح لكي ..انا لا اعرف اذا كان شريف او والده يعرف انك تعلمين بجريمتهم ام لا ..ولذلك يجب اخذ الاحتياطات الكاملة حفاظا على حياتك ..هل فهمتي .."
اخذت اميرة تفرك بكلتا يديها امامه ..ورفعت كلتا حاجبيها وهي تقول بتردد واضح .."..انهم ..انهم .."
اقترب منها وهو ينظر اليها بريبة .."..انهم ماذا ..اميرة .."
رجعت خطوتين الى الوراء وهي تقول بصوت خافت.."..انهم يعرفون ..لاني تركت لهم رسالة قبل ان اهرب منهم ..بعد ان ..بعد ان.."
صاح بها امجد قائلا .."..بعد ان ماذا اميرة ..تكلمي.."
تاففت وهي تلوح بيدها امامه .."..اوووف امجد ..لقد قلت سنكمل حديثنا فيما بعد ..انا متعبة .."
تنهد امجد امامها بقوة وهو ينظر لها ويضيق بعينيه قائلا .."..حسنا اميرة ..كما تريدين ..ساتركك الان .."
التفت ومشى ناحية الباب ..وقبل ان يخرج ..نادته اميرة بصوت عال .."..امجد .."
تسمر مكانه ..اغمض عيناه ..شعر بضربات قلبه تزداد ..التفت اليها ورسم بشق الانفس الجمود على وجهه ..واجابها .."..نعم .."
ارتسمت على وجهها ابتسامة واضحة ..وقالت وهي تفرك بكلتا يديها .."..شكرا ..."
همس لنفسه .."..بل شكرا لكي انتي ياصاحبة اجمل ابتسامة واجمل وجه ..شكرا لانك اقتحمتي حياتي ..هكذا بدون سابق انذار ..كعاصفة هوجاء تدمر كل يقف امامها .."
تنحنح قائلا بصوت متحشرج .."..اذا اردتي شيئا ..انا بالمكتب ..تصبحين على خير اميرة .."
هزت راسها ومازالت الابتسامة تزين وجهها .."..وانت من اهل الخير امجد .."
لوحت له بيدها ..التفت سريعا ومشى بخطوات قوية ناحية الباب ..كاد ان يفقد السيطرة على نفسه ..يريد ان ياخذها بين ذراعيه ..يريد ان يقبل كل انش بوجهها ..اغلق الباب خلفه بقوة ..مسح على راسه بقوة ..مشى بخطوات قوية تدب الارض من تحته ..رمى نفسه على الاريكة ..تمدد عليها ..وضع ذراعه على عيناه واخذ يتحدث مع نفسه قائلا .."..اشعر وكاني كنت كتاب باوراقه المرتبة والمنظمة ..ثم جاءت هذه الاميرة وبعثرت كل تلك الاوراق بكل مكان .."
زفر وقام واقفا ينظر ناحية باب غرفتها ..ثم تمدد مرة اخرى محاولا باستماتة ان ينام ..كل هذا وكانت اميرة ..تجول بانحاء الغرفة لاستكشافها ..كانت غرفة تبدو بسيطة ..تحتوي على اثاث محدود ..فقط سرير ودولاب ومنضدة صغير وكرسي واحد ..اتجهت الى الدولاب ..اخذت تنظر لملابس امجد ..وهي تزفر ..همست لنفسها .."..حسنا هذا القميص يبدو ملائم .."
اخذته وذهبت الى الحمام ..اغتسلت وارتدت القميص ..نظرت لنفسها بالمراة ...كادت ان تضحك بصوت عال ولكنها كتمت فمها بيدها ..خرجت من الحمام ..واتجهت ناحية السرير ..تمددت وتدثرت بالغطاء جيدا ..ودون ان تشعر اغمضت عينيها ..وراحت بسبات تام ..بعد عناء يوم طويل
لم يستطع امجد النوم ..قام واقفا ..اخذ يمشي بارجاء مكتبه دون ان يحيد نظره عن باب الغرفة ..حتى وجد نفسه امام الباب ..وقبل ان يرفع يده ليطرق الباب ..سمع صوت اميرة وكانها تصرخ ..طرق امجد الباب وهو يقول .."..اميرة ..افتحي الباب .."..
لم يجد رد منها ..ففتح الباب بهدوء ..دلف داخل الغرفة ..وجد اميرة تلوح بكلتا يديها وكانها تدافع عن نفسها ..وهي تصرخ .."..لا ..ابتعد عني ..ابتعد عني .."
ارتسمت الدهشة على ملامح امجد لانه وجدها انها مازالت نائمة ..مشي بخطوات سريعة ناحيتها ..جلس بجانبها ومال ناحيتها ..نادى باسمها .."..اميرة ..افيقي ."
ولكنها لم تستمع اليه ..كانت مازالت تحلم بذلك الكابوس الذي كان يرافقها منذ ان هربت من بيت ابيها ..جذبها امجد داخل صدره وقام بتهدئتها ..احاطها بذراعيه القوية ..واخذ يربت على ظهرها ويقول بصوت هادىء خافت..
.."..اطمئني اميرتي ..اطمئني ..انتي بخير الان ..لا تخافي انا معك .."
..شعر بها تهدا شيئا فشيئا ..انخفضت حدة لهاثها ..وبدات تتنفس بانتظام ..دفنت وجهها بعنقه ..وغرزت نفسها اكثر بحضنه .حتى عاودت النوم دون قلق ..
.ابتسم امجد وردد بصوت خافت .."..الم اقول لكي ان امانك وملجئك الوحيد هو حضني ايتها الاميرة .."
ويبدو ان النوم الذى كان بعيد المنال بالنسبة له ..قد اصبح قريبا جدا ..ارتخت جفونه واغلق عيناه ..وذهب هو الاخر في سبات النوم ..ولكن نوم لذيذا لم يشعر به من قبل.
حتى فتح عيناه مذعورا على صوت صراخ قريب جدا من اذنه..ليجد من تنظر له بغضب ووجهها امام وجهه..تصرخ قائلة ..

الفصل السابع من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close