أخر الاخبار

رواية طريق القدر الفصل السادس 6

رواية طريق القدر الفصل السادس 6


الحلقه السادسه

ومرت خمس اعــــوام
مازالت تتذكر الحادث وكأنه حدث بالامس نعم مرت خمس اعوام ولكن الكوابيس لم تتركها يوماً تتناول ادويتها المهدئه بأنتظام حتى تستطيع عيش حياه طبيعيه
او تبدو كالطبيعيه ولكنها فى الواقع لم تعد كما كانت من قبل الحادث ..فقدت القدره على الكلام .. الاطباء يقولون ان السبب نفسي اكثر منه عضوى وانها اذا كانت لديها رغبه حقيقه واستعداد نفسي حقيقى ستعود لها قدرتها على النطق ..تعلمت لغه الصم والبكم مضطره حتى تستطيع التعبير عن نفسها ..
تقضي يومها بين المطعم والبيت ..نعم تعمل شيف فى مظعم" لو كلاسيك " فرغم انها خريجه سياسه واقتصاد الا ان لها شغف خاص بالطبخ وبعد ان استعداد عافيتها من الحادث وتعلمت لغه الصم والبكم عرض عليها صديق عمها ان تعمل فى المطعم الذى يملكه ..فقد اقنع عمها صديقه ان يعرض عليها هذا العمل بعد ان اخبره بشغفها الشديد بالطبخ والمامها بأكلات المطبخ الفرنسى والايطالى فوافق صديقه خاصه بعد ان علم حالتها وتعاطف معها بشده ..وقد كان يعمل فى مطبخ المطعم 7 اشخاص تكفل صديق عمها بتعليمهم لغه الصم والبكم حتى يستطيعوا التواصل معاها وزاد راتبهم مقابل ذلك ..مكثت مليكه معاهم اربع اعوام كامله كمساعد شيف وانسجمت معاهم تماما احبوها واحبتهم ثم بعد ان غادرهم الشيف الرئيسى مسافرا للخارج اصبحت هى الشيف الرئيس بعد ان اثبتت كفائتها ..تُغرق نفسها فى العمل ..فالمطبخ هو المكان الوحيد الذى تنسى فيه نفسها وعندما تعود للمنزل تغلق عليها غرفتها حتى لا تفتح معاها والدتها الموضوع الذى لا يغلق ابدا "الزواج " ..اصبحت تلك الكلمه من المحرمات بالنسبه لها لن تتزوج مره ثانيه لن تنسى احمد لن تنسى كيف مات ليدافع عنها سيظل طيفه يسكن قلبها حتى تلفظ انفاسها الاخيره
**************
على الجانب الاخر
طلق عماد زوجته بعد ثلاث اعوام من الزواج ..ثلاث اعوام كانت بالنسبه له كالجحيم ..خلعت خلاله مروه زوجته وجه البراءه والطاعه ليظهر وجهها الجشع على حقيقته اكتشف انها تعشق المال بشده و لا تريد منه سوى ان يغرقها بالهدايا والممتلكات ..رفضت ان تنجب له طفلا بحجه انها لا تضمن مستقبلها معه ..صبر عليها كثيرا وفى النهايه لم يستطيع ان يتحمل اكثر ..طلقها بعد ان افقدته الثقه فى بنات جنسها جميعهم ولم يفكر فى الزواج بعدها رغم مرور فتره طويله فهو لم يجد بعد تلك التى تستحق ان تحمل اسم عماد الغيطانى
****************
على الجانب الاخر
ترك" على " مصر وذهب الى فرع الشركه بلندن بعد ان طلق امنيه بفتره قصيره لم يتحمل ان يتواجد معها فى نفس مكان العمل ولم تفلح محاولات عماد الكثيره ليصلح بينهم فكلا منهما يرى ان الاخر لم يتمسك به بما فيه الكفايه وتخلى عنه ..ومع ذلك ظل على يتلمس اخبارها عرف انها رفضت الكثير من بعده ..كان الامل يدغغه عندما يسمع اخبار رفضها لاحد تمنى ان تكون لا تزال تحبه ..
..واليوم يحجز تذكرة الطيران للعوده الى ارض الوطن بعد ان قرر ان يعود بشكل نهائى الى مصر فقد عرف ان خديجه اخت امنيه قد تزوجت فعاد الامل اليه مره اخرى ان تعود المياه الى مجاريها فمن المؤكد ان عند والدها معه سوف يخف الان بعد زواج الكبرى
*************************
اما سيف ونور
فقد تخرجت نور من كليه اداره اعمال فى GUC ..وكانت نور تتجنب اى مناسبه عامه قد تجمعها بسيف ولكن سيف كان يتابعها فى الجامعه من بعيد دون ان تعرف هى وخلال تلك الفتره لاحظ التغيير الذى طرأ على شخصيتها ومظهرها الخارجى ايضا..ففى عامها الرابع فى الجامعه ارتدت نور الحجاب بعد ان تعرفت على "ايمان " تلك الفتاه الملتزمه التى اخذت بيد نور الى طريق الالتزام ..اعجبه التغيير فى مظهرها فقد اصبحت اكثر احتشاما وبالتالى اقل لفتاً للانظار ولكن هذا التغيير اثار بعض المخاوف فى قلبه اتُرى تقبل به وهو السكير زير النساء بعد هذا التغيير الكبير فى شخصيتها ..لم تسنح له الفرصه كى يعرف فبعد ان تخرجت نور مباشره ذهبت الى المانيا فى منحه دراسيه حصلت عليها خلال جامعتها لتستكمل الدراسات العليا بها ومكثت هناك عامين انغمس فيهم سيف فى العمل والنساء والخمر لعل صورتها تُمحى من ذهنه ولكن هيهات ..واليوم تعود نور من المنحه الدراسيه وقد يتغير بعودتها كل شئ ..من يعرف ؟
*****************

على الجانب الاخر
فى مطار القاهره يُعلن عن وصول الرحله رقم 9852 القادمه من لندن ..يقف عماد منتظرا صديقه على الذى يظهر من بعيد ..يحتضن الصديقان بعضهما البعض
عماد :" يااه يا على ليك وحشه جامده يا جدع "
على :" وانت والله وحشتنى جدا ..اخبارك ايه واخبار البلد "
عماد :" تعالى نركب العربيه ونتكلم فى السكه "
..
وما زالنا فى مطار القاهره حيث اُعلن عن وصول رحله رقم 7145 القادمه من المانيا
سيف يقف من بعيد يراقب علاء والد نور وقلبه يهتز ..اخيرا سيراها بعد فراق عامين ..وجدها قادمه من بعيد فى زيها الراقى وحجابها الطويل ..كانها لما تغب عنه يوما ..وقف ينظر اليها طويلا يُشبع روحه من رؤيتها وجدها تخرج هى وابيها فخرج هو الاخر وهو يُمنى نفسه ان تكون من نصيبه قريبا ..فى الواقع لقد وضع خطه محكمه لذلك حتى وان كانت لا تطيقه الان سيوقعها فى حبه وستوافق على الزواج منه فقد عليه ان يتحلى ببعض الصبر ..
***************************
وعلى الجانب الاخر
على :" انا مش فااهم انت بتقول ايه بالضبط .. واحده واحده كدا عليا "
عماد :" بقولك هشترى مطعم "لو كلاسيك" خلاص ,,هنمضى العقود اخر الاسبوع ده "
على :" يا بنى احنا شركه استيراد وتصدير ايه علاقتنا بالمطاعم والكلام ده نفهم ايه احنا فيه"
عماد :"افهمك ..صاحب المطعم يبقى صديق والدى الله يرحمه ما انت عرفه محمود الشربينى والراجل واقع فى ازمه ماليه الفتره دى وعرض المطعم للبيع واللى بيجى يشترى بيستغل ظروفه وبيعرض عليه مبلغ قليل ..عرض عليه انى اساعده لغايه لما يمر من الازمه دى رفض ..ملقتش حل غير انى اشترى المطعم منه علشان اقدر اساعده "
على :" اه دلوقتى فهمت.. طب واداره المطعم هتوكلها لمين "
عماد :" هعمل اجتماع يوم السبت بالعاملين فيه وبعدها هقرر"
على :" طيب الله المستعان "
سكت على قليلا ثم قال مترددا " وايه اخبار الناس فى الشركه "
نظر له عماد وقد فهم قصده وقال :" انساها يا على ..امنيه اتخطبت "
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close