أخر الاخبار

رواية انا والحلوة جارتي الفصل الخامس 5 بقلم سما نور الدين

 

 رواية انا والحلوة جارتي الفصل الخامس 5 بقلم سما نور الدين 




ضرب مكابح السيارة بقوة ...كادت ان يرتطم راسها بتابلوه السيارة ..لولا حزام الامان التي تضعه على صدرها ..شهقت بصوت عال ..والتفتت براسها تنظر اليه شزرا ...وقبل ان تصرخ بوجهه الذي ينظر اليها باستهجان واضح لما قالته .. سمعت صوت ارتطام سيارة بسيارة امجد من الخلف ..اغمضا هما الاثنان اعينهما ...مع ارتجاج السيارة بهما..وسمعا هما الاثنان سيل الشتائم من سائقي السيارات التي مرت بجانبه...ضرب امجد مقود السيارة بيده بقوة وهو يصيح .."..الن تنتهي مصائب هذا اليوم بعد ..لقد اكتفيت ...حقا لقد اكتفيت .."
..ونظر اليها بغضب وهو يزفر بقوة ..تخصرت بكلتا يديها وهي تنظر له مستنكرة وصاحت به..
.."..ماذا ..لما تنظر لي هكذا ..هل انا من يقود هذه السيارة اللعينة ام انت .."..
سكتت واتسعت عيناها وهي تحملق بمن ينظر لهما من خلال نافذة امجد...التفت امجد لما تنظر اليه ...فوجد شخصا ضخما يضرب زجاج النافذة بقوة ويشير له بان ينزل من السيارة..اغمض امجد عينه وتنهد بعمق ...ثم التفت لاميرة قائلا بهدوء ..
.."..اياكي والنزول من السيارة ..هل تفهمين .."..
ارتسم الخوف على ملامح وجهها ..واشارت براسها بالايجاب ..فتح امجد باب سيارته ..فابتعد هذا كتلة العضلات عن الباب ليفسح له المجال ليخرج ويواجهه ..
نزل امجد ووقف بمواجهة الرجل ..صاح به الرجل قائلا .."..اذا كنت تريد قتل نفسك ومن معك ...فقم برمي نفسك من اعلى الجبال ..ولكن لا تقف فجاة هكذا ايها الغبي.."
وقبل ان يرفع امجد قبضته ليضرب بها وجه هذا الرجل ...سمع صراخ اميرة من خلفه وهي تجرى مهرولة باتجاههم..صارخة بقولها .."...ارجووووك دع زوجي ..لا تؤذيه ..فقد سمعنا توا ان ابننا احمد بالمستشفى بعد ان ساءت حالته مرة اخرى .."
قطب امجد جبينه وضاقت عيناه وهو يسمع لما تقوله تلك الحمقاء ..التي وقفت حائلا بينه وبين ذلك الرجل ..اخذت تبكي بشدة وتشهق بصوت عال وهي تقف بموجهة الرجل تستعطفه ليتركهما ..صاح امجد بها بصوت عال .."..اميرررة ...ماذا تفعلين .."
التفتت اليه وهي تغمز له بعينيها وتعض على شفتيها ..قائلة بتردد ..وبتمثيل يفوق نجمات السينما ..
.."..حبيبي هيا ..لقد تاخرنا على احمد ..وارتمت على صدره وهي تبكي .."
ارتخت ملامح الرجل وصاح بصوت قوي..
."..حسنا ..هيا اغربا عن وجهي .."
..والتفت ومشى باتجاه سيارته
كاد امجد ان يدفع باميرة بعيدا عن صدره ..ليلحق بالرجل ..ولكن اميرة تشبثت بصدره ..وظلت تبكي ..حتى استدار الرجل بسيارته وسار بجانبهما ..
نزعت اميرة نفسها من صدر امجد وهي تزفر ..عكس الحالة التي كانت عليها منذ دقيقة ..ونظرت اليه قائلة بثقة ..
.."ها انا قد انقذتك من براثن هذا الوحش الذى كاد ان يلتهمك....هيا ..لقد تاخرنا ..."
حملق بها وظل ينظر لها بتعجب وهي تلتفت عائدة لمكانها بكل هدوء ..لم يستطع ان ينطق ..ركب سيارته وهو ينظر لها ..عاود القيادة بسيارته ...وبعد برهة من الوقت واميرة تراقب الطريق ..التفتت الى امجد قائلة بتساؤل .."..ليس هذا طريق البيت .."
اجابها بهدوء وهو ينظر للطريق امامه .."..لن نذهب الى البيت ...لقد راكي شريف بالحفل واكيد عرف انك معي..وتاكد انك تسكنين تلك الشقة ..ولذلك لن ترجعي لهناك مرة اخرى ..ساذهب بكي لمكان امن ..لا تقلقي .."
اجابت بتردد.."..ولكن ...هذا ..لا ...انا اريد ان اذهب الى بيتي .."
نظر لها قائلا بحدة.."..الا تفهمين ...هذا الوغد الذي كاد ان يقتلك بالفندق... الان امام بيتك يبحث عنك ..وانتي تريدين الذهاب الى هناك..اهدئي ..قلت لكي سنذهب لمكان امن ...ستظلين هناك ...ودعي لي مواجهة هؤلاء ..لن يقف امامهم غيري .."
نظرت له وهي تشعر لاول مرة منذ وفاة والدها ببعض الامان ..ها هو رجل غريب لم تعرفه سوى اليوم ..واخذ على عاتقه مسئوليتها وحمايتها ..ولكنها عاهدت نفسها ان لا تثق باحد ..ولا تستند على احد سوى نفسها فقط ..فاشاحت بوجهها ونظرت للطريق قائلة وهي تشبك ذراعيها امام صدرها ..
."..شكرا لك ..انا لا اريد احدا يحميني ..انا استطيع حماية نفسي بنفسي ..اذا سمحت اعدني الى البيت .."
ضحك ساخرا من كلماتها ..قائلا باستهزاء .."..
.."..حقا ...بعد ما مر بنا نحن الاثنان من احداث هذا اليوم ..اكاد اجزم انك لست قادرة على حماية قطة صغيرة ...انت تجتذبين المصائب كالمغناطيس ..وليس وحدك من تقعين بها ..بل تلتصقين بي لاقع معك في كل مرة .."
ذمت شفتاها واحتقن وجهها من شدة الغضب من وصفه لها ولكنها حافظت على هدوئها قالة بنبرة باردة..
.."..واذا كنت كذلك كما تقول ..لما تحوم حولي وتمشي ورائي كظلي ..فلتتركني وتنجو بنفسك من تلك المصائب .."
تنهد قائلا بصوت هادىء..
.."..للاسف لا استطيع ذلك ..واجبي يحتم علي ان اساعدك .."
صاحت به قائلة .."..اي واجب هذا .."
اجابها .."..انا ضابط شرطة وواجبي ان اساعد الناس ..وانتي جارتي ..واولى الناس بمساعدتي..لذلك لا يسمح لي ضميري بتركك هكذا .."
..ردت بسخرية..."..تقصد ضابط شرطة سابقا .."
رد عليها بنبرة باردة.."..وان يكن ..انا الى الان اساعد من يلجا الي ..طبيعة عملي تحتم عليا ذلك.."
تاففت قائلة..
.."..اووووف ..ولكني لا اريد مساعدتك ..اعدني الى بيتي ..او قف هنا ..وانا ساخذ تاكسي وارجع بنفسي .."
.رد عليها بحزم وحدة ..
."..قلت لن اسمح بان تعرضي نفسك للخطر اكثر من ذلك ..الا تفهمين.."
صرخت قائلة
.."..الا تفهم انت ..قلت لك لا اريد مساعدتك ..انزلني هنا .."
صاح بصوت عال
.."..كفى ..واصمتي ..لقد وصلنا .."
نظرت حولها وجدته يركن سيارته بجانب الطريق امام بوابة كبيرة تعلوها لافتة معلقة مكتوب عليها ..شركة امجد صابر للامن والحراسة
التفتت اليه ..قائلة بتساؤل ..
.."..ما هذا ..هل سنقضي الليلة هنا بشركتك .."
اجابها بعد ان سحب المفتاح من زر تشغيل السيارة..
.."..نعم ..هذه الليلة مؤقتا ..حتى اجد لكي مكان اكثر امانا .."
لم يعطي لها فرصة لاستطراد حديثها معه ونزل من السيارة ..واستدار حول السيارة متجها لناحيتها ..فتح الباب وقال لها بصوت قوي .."..انزلي .."
ظلت مكانها وشبكت ذراعيها وقالت بعناد واضح وهي تنظر امامها..
.."..لن انزل ..اعدني الى بيتي ..وليس لك شان بي بعد ذلك .."
ضرب بقبضته على سقف سيارته بقوة ..انتفضت بمكانها ولكنها لم تظهر الخوف على ملامحها ..ولكن ازدادت ضربات قلبها بقوة
صاح بها بصوت عال..
.."..اقسم بالله ..اميرة ..ان لم تنزلي الان من السيارة ..فسوف احملك كشوال البطاطا .."..
.مال بجزعه ناحيتها وصرخ بوجهها .."..هيااااا."
التفتت ناحيته بعد ارتجفت من صراخه ..وصرخت هي الاخرى بوجهه قائلة .."..لن انزل ..اعدني الى بيتي .."
اماء براسه قائلا .."..حسنا ..انتي من جلبتيه لنفسك ..ساكسر راسك فيما بعد ..لتعرفي جيدا كيف تسمعين الكلمة.."
مال بكامل جذعه داخل السيارة وبات قريبا منها حد الالتصاق ..ومد يده يفك حزام الامان..والتفت براسه مواجها لوجهها ..كادت شفاهما ان يتلامسا ببعض ..ضرب انفاس كل منهما وجه الاخر ..حاولت بكلتا يديها ان تبعده عنها ..ولكن بدون فائدة ..صرخت بوجهه .."..ابتعد عني ايها الوغد ..ماذا تفعل .."
اجابها ببرود..وهو يمسك بخصرها ويخرجها من السيارة بالقوة .."..افعل هذا .."
شهقت بصوت عال بعد ان وجدت نفسها ترتمي على كتفه ..اخذت تضربه بيدها على كتفه وتصرخ وتشتم ..اما هو ..اغلق سيارته واستدار ناحية البوابة ..لا يلقي بالا بمن تصرخ على كتفه ..دلف الى الداخل ..حتى وصل الى مكتبه ..دلف اليه ..ومشى باتجاه باب اخر بنهاية مكتبه ..فتحه ودخل حتى وصل الى سرير صغير ..امسك بخصر اميرة مرة اخرى ..ورمى بها بقوة..تأوهت بصوت عال..اعتدلت وهبت واقفة لمواجهته...رفعت راسها تنطر اليه شزرا ...اشارت بسبابتها امام وجهه وصاحت بحدة .." ..كيف تجرؤ ..من انت لتحملني هكذا وتدخلني عنوة لشركتك .."
اجابها بهدوء..
..".. انا الذي أنقذت حياتك عدة مرات وقد انقذتها اكثر من مرة في يوم واحد.. الا تعرفين أن حياة الشخص الذي يتم إنقاذه تصبح ملك منقذه؟ .."..
ضاقت عيناها وردت ببلاهة واضحة ..." ..ماذا .."
اجابها بحزم..
..". .كما سمعتي ...والان تجلسين امامي ..وتحكي لي ..من انتي ...ومن الذين يتربصون بك ...ويدعون انفسهم اقربائك.."
تنهدت بياس واضح على وجهها قائلة بصوت هادئ وهي تجلس على الفراش وهو يجلس بجانبها و عينيه لا تحيد عن وجهها ....
.."..انا اميرة فؤاد ...طالبة بالسنة الاخيرة بالجامعة...ادرس تجارة .."..
استطردت قائلة وهي تشبك قبضتيها وتضعهم على رجليها ..وتنظر للفراغ امامها..." هذا الذي يقول انه خالي ...انه اخ لزوجة ابي ...هو واخته وابنه سرقوا ثروة ابي ..بعد ان....." اجتمعت الدموع بعينيها حتى نزلت على وجنتيها وهي تغمض عيناها ...وتستطرد قائلة بصوت باكي .."..بعد ان .. قاموا بقتله .."..

الفصل السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close