رواية دمية في يد غجري الجزء الرابع 4 بقلم سمسم
البارت الرابع
عندما سمعت "مريم" أطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة "ثائر" وغيظه
ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"
مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"
وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"
مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"
وتين:"عمك!"
مريم:"ايوة ده عمى ثائر اخو بابا الله يرحمه"
سمعت وتين ذلك ابتلعت ريقها عدة مرات من احراجها فهى نعتته بصفة الحرامى فى حين انه هو مالك تلك الشقة وعم مريم حاولت الاعتذار خرج الكلام منها بصعوبة
وتين باحراج:"اه تشرفنا وانا أسفة على اللى حصل"
ثائر:"حصل خير اهلا يا انسة وتين"
مريم:"بس انت متصلتش ليه تقولى انك جاى النهاردة"
ثائر بابتسامة:"حبيت اعملهالك مفاجئة ايه رأيك"
مريم:"احلى مفاجئة دى ولا ايه الدنيا كلها نورت"
ثائر:"ماشى يا بكاشة انا داخل اغير هدومى عن اذنكم"
مريم:'طب بسرعة بقى علشان نتغدا كلنا سوا"
ثائر:"ماشى مش هتأخر عليكم"
ذهب "ثائر" الى غرفته اخذ ملابس له وذهب الى الحمام
كانت "وتين" تريد الهروب من المكان بأى طريقة وخاصة بعد ماحدث ذهبت "مريم" الى المطبخ لاخبار "حسنية" بحضور "ثائر"
مريم:"دادة عمو ثائر وصل اعملى حسابه معانا فى الغدا"
حسنية:"هو وصل امتى "
مريم:"لسه واصل دلوقتى هو هيغير هدومه ويخرج دلوقتى"
حسنية:"من عنيا الاتنين ثوانى والاكل يكون جاهز"
مريم بابتسامة:"تسلم عينيكى يا دادة"
حاولت "وتين" ايجاد عذر مقبول لتفر من ذلك المكان قبل ان يخرج من غرفته فهى لن تستطيع مواجهته مرة أخرى بعد هذا الموقف المحرج
وتين:"مريم معلش انا لازم امشى دلوقتى"
مريم:"تمشى فين احنا هنتغدا مع بعض احنا مش متفقين"
وتين:"لاء مش هينفع انا لازم امشى دلوقتى حالا"
مشت عدة خطوات ناحية الباب ولكنها سمعت صوت جعلها تقف فى مكانها
ثائر:" انتى راحة فين يا آنسة وتين"
وتين بتلعثم:"انا لازم امشى اصل اصل انا يعنى"
ثائر:"هى مش مريم قالتلك اقعدى اتغدى معانا"
وتين:"مش هينفع انا اسفة لازم امشى"
مريم:"ليه بس مش كنا متفقين نتغدا سوا ولا رجعتى فى كلامك"
ثائر:"انتى عايزة تمشى علشان انا موجود يعنى"
وتين:'لا ابدا حضرتك بس مش لازم أتأخر البيت مش قريب من هنا"
ثائر:"لو كده اقعدوا لوحدكم انا اساسا مش جعان عن اذنكم"
وتين:"لا استنى حضرتك"
مريم:'هو حد يقعد التانى يمشى احنا مش هناكل فى يومنا ده ولا ايه"
ثائر:"جايز تكون محروجة منى ولا حاجة"
لاتجد "وتين" كلام تقوله فهى تشعر بالحرج من اى شخص غريب فهى تريد الفرار من المكان بأى طريقة
وتين:"خلاص حضرتك اتفضل بس انا لازم امشى بعد الغدا على طول"
مريم بمزاح:"ماشى اتغدى وامشى يا ستى ولا تزعلى نفسك"
جلس "ثائر" على رأس المائدة وجلست "وتين" مقابل "مريم "كانت تنظر إلى طبقها ولا ترفع رأسها ابدا كان يأكل طعامه بتأنى شديد وهو متعجباً من سلوك هذه الفتاة لاحظت مريم ان يده اليسرى بها ضماد
مريم بتساؤل:"عمو ايه الرباط اللى على ايدك ده"
ثائر:"دا جرح بسيط "
مريم بخوف:"وانت انجرحت من ايه وايه اللى حصل بليز قولى"
كانت "مريم" منذ حادث والديها حالتها النفسية غير مستقرة فاصبح لديها هاجس بأن ربما سيحدث اى شئ لعمها ايضا وتصبح وحيدة فى هذا العالم لذلك هى تخشى على "ثائر "جدا من ان يصيبه اى مكروه
ثائر:'حبيبتى اهدى انا كويس انا بس جرحت نفسى وانا مش واخد بالى"
مريم:"مش تحاسب على نفسك انا مليش غيرك"
ثائر:"متخافيش مش الجرح ده اللى هيموتنى يعنى يا مريم"
مريم:"بعد الشر عليك مش عايزة اسمع الكلام ده تانى هو مش كفاية عليا لا اب ولا ام ولا اخ ولا اخت عايز تحرمنى منك انت كمان"
ثائر بمزاح:"متخافيش ان شاء الله قاعدلك وهجوزك واجوز ولادك واحفادك"
مريم:"ان شاء الله ربنا يباركلى فيك يا عمو"
تستمع "وتين" إلى حوارهم فما اجمل تلك العلاقة التى بينهم فهو يخشى عليا كابنته وهى ايضا متعلقة به تذكرت حالها فهى لا تسمع كلمة حسنة من احد لايوجد من يكون سندها فهى لا تلقى سوى المهانة فقط فلابد ان يكون هذا الرجل له شخصية فريدة تجعل ابنة اخيه متعلقة به بهذا الشكل فهو يعاملها بحنان واهتمام كبير
اخذت بعض اللقيمات الصغيرة وهبت واقفة تريد الذهاب
وتين:"عن اذنكم انا همشى"
مريم:"انتى لحقتى كلتى يا وتين انتى مكلتيش حاجة"
وتين:"الحمد لله شبعت عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت الى الباب فتحته وخرجت سريعا من الشقة
ثائر:"هى مالها البنت دى"
مريم:" مالها فى ايه"
ثائر:"زى ما يكون فى حد هيموتها لو هى اتأخرت برا البت او زى ما تكون فى عفريت مستنيها"
مريم:"انت بتقول فيها يا عمو'
ثائر:"هو باباها ومامتها قاسيين معاها اوى كده"
مريم:"هى باباها ومامتها متوفين اصلا "
ثائر:"امال هى خايفة من مين بالشكل ده والرعب اللى على وشها ده"
مريم:"من الناس اللى هى عايشة معاهم"
ثائر:"يا سلام للدرجة دى يعنى الناس دى مخاوفينها"
مريم:"واكتر دى عايشة معاهم فى جحيم يا عمو معذبنها"
ثائر باهتمام:" ازاى يعنى يا مريم"
قصت عليه "مريم" كل ما أخبرتها به "وتين" عن حياتها من يوم وفاة والديها الى اليوم
ثائر:"وانتى عرفتيها ازاى يا مريم واتصاحبتى عليها"
مريم بحذر:"كنت هغرق وانقذتنى وجابتنى لحد الشقة هنا"
ثائر بعيون متسعة:'كنتى هتغرقى ومقولتليش يا مريم على الموضوع ده"
مريم:"محبتش اسببلك قلق او اخوفك عليا"
ثائر بعصبية:"قلق! يعنى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ازاى"
مريم:"اهدى بس وبلاش تتعصب"
ثائر:"اتعصب ! انتى بتستهبلى يا مريم"
مريم:"مش حكاية استهبال والله انا محبتش اخضك والموضوع عدى على خير الحمد لله"
ثائر:"الظاهر بعد كده مش هخليكى تخرجى من البيت وتسافرى لوحدك وتفضلى تحت عينى"
مريم:"علشان كده مكنتش عايزة اقولك لان انا عارفة انك هتعمل كده"
ثائر بحنان:"مريم انتى عارفة غلاوتك عندى وانا بخاف عليكى قد ايه"
مريم:"عارفة بس انا مبقتش صغيرة لكل ده انا دلوقتى عندى ٢١ سنة"
ثائر:"عارف انك كبرتى بس يا مريم"
مريم:'قصدك تقول ان من يوم الحادثة وانا مش مركزة فى حاجة وان انا فى عالم تانى"
ثائر بتنهيدة:"انا عارف ان الموضوع مش سهل عليكى ولا عليا بس نحاول يا مريم ان احنا نعيش الواقع متفتكريش انه سهل عليا اشوف اخويا الكبير واللى كان مربينى انه خلاص اختفى من حياتى دى مش حاجة سهلة بس المسئولية اللى سيبهالى كبيرة انتى والشغل والشركة وانا لازم اكون قد المسئولية دى يا مريم"
مريم:"وانت يا عمو مش مقصر فى حاجة ابدا ربنا ما يحرمنى منك"
ثائر:"يبقى خلاص بقى ترجعى كليتك علشان تتخرجى وتيجى الشركة تشتغلى علشان انتى ليكى نصيبك فى الشركة بتاع باباكى ولازم تحافظى على مالك"
مريم:"انا نصيبى فى الحفظ والصون طالما معاك"
ثائر:"برضه يا مريم ده حقك حتى كمان دلوقتى الارباح السنوية لازم تعرفى نصيبك ايه"
مريم:"شوف نصيبى ايه وحطهولى فى حسابى فى البنك زى ما بتعمل كل سنة"
ثائر:"من غير ما تعرفى ولا تشوفى الحسابات وتعرفى ليكى ايه"
مريم:"مفيش بنا الكلام ده يا عمو انت معاك الفلوس تزيد"
ثائر:"ايوة يا اونطجية اضحكى عليا زى كل مرة بالكلمتين دول"
مريم:"انا اونطجية! ثم انت يعنى بسم الله ماشاء الله مش محتاج انك تظلمنى او تاكل حقى انت مش محتاج تعمل كده"
ثائر:'وانا مش قد ان انا اتحاسب على اكل مال يتيم يا مريم لم اقف بين ايدين ربنا"
مريم:"ربنا يباركلى فيك مقولتليش هى سيلا فين"
ثائر:"مسافرة عندها صفقة هتخلصها فى دبى"
مريم:"هى مبتقعدش ابدا على طول مسافرة كده"
ثائر:'انتى عارفة هى عاشقة للبزنس والاعمال"
مريم:"وانت ياعمو هترضى بعد جوازكم انها تفضل تسافر من مكان لمكان ووقتها كله لشغلها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا مريم"
مريم:"بس يعنى لازم يكون عندها وقت ليك وللبيت"
ثائر:"ربنا يسهل يا مريم"
هو يعلم جيدا ان "سيلا" بعد زواجهم ستقضى معظم وقتها بين العمل والسفر فأحيانا يفكر لماذا ارتبط بها هل لانه اعجب بعقلها وتفكيرها؟ فهى مثال للمرأة القوية التى لا تنحنى لاى ظروف فأحيانا يشعر ان ليس لديها قلب يخفق بين ضلوعها
ثائر:"انا هقوم ارتاح شوية من المشوار ماشى"
مريم:"ماشى علشان باليل تعزمنى على العشا برا وتفسحنى فسحة حلوة انت وعدتنى"
ثائر:"بس كده احلى عشاوفسحة لاحلى مريومة فى الدنيا"
مريم...ربنا ميحرمنيش منك يارب احلى عم ده ولا ايه"
ثائر:"تصدقى انا مبسوط ان حالتك النفسيه اتحسنت شوية وابتديتى تتكلمى وتضحكى وتبتسمى وتهزرى"
مريم:'جايز ده بسبب وتين"
ثائر باستغراب:"ازاى يعنى بسببها مش فاهم"
مريم:"جايز لما سمعت حكايتها وظروفها حمدت ربنا ان انت لسه موجود جمبى وكمان الحمد لله عايشة كويس وانت مش مخلينى محتاجة حاجة اه انا خسرت بابا وماما بس دى ارادة ربنا زى المثل اللى بيقول اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"
ثائر:"ايه العقل ده كله خلاص بقى ان شاء الله لما نرجع البيت ترجعى كليتك"
مريم:"ان شاء الله يا عمو ادخل ارتاح انا صدعتك"
ثائر..."ماشى"
دخل "ثائر "الى غرفته لينال قسط من الراحة من عناء السفر ولكن ذهنه مازال مشغولا بسبب تعلق ابنة اخيه بتلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان
***
عادت "وتين" الى المنزل وجدت" سمير "ينتظر فى الصالة برفقة امه واخته ينظر لها نظرات تهديد فعلى الاغلب ان امه واخته قاموا بتحريضه عليها وستنال منه حاليا إهانة ربما ستصل إلى الضرب
سمير:"كنتى فين لغاية دلوقتى يا وتين"
وتين:'كنت فى الكلية كان عندى محاضرات كتير"
هيام:"كدابة محاضراتك خلصانة من اكتر من ساعتين"
عايدة:"كنتى بتتسرمحى فين لدلوقتى"
وتين:'حضرتك ميصحش كده"
هيام:"عملالنا فيها الست المؤدبة أوى وانتى ماشية على حل شعرك"
وتين بغضب:"انا مسمحلكيش باللى بتقوليه ده يا هيام ماشى"
قام "سمير" من مكانه وقف امامها وبدون مقدمات رفع يده وصفعها على وجهها بقوة لدرجة ان شفتيها نزفت من قوة قبضة يده على وجهها
سمير:"وكمان ليكى عين تردى عليهم يا قليلة الادب يالى ما تربتيش انتى مفكرة ان هسيبك تحطى راسنا فى الطين بعمايلك"
وتين بدموع وخوف:"والله ما عملت حاجة ولا ليا فى الكلام ده خالص"
قام بامساكها من حجابها بقوة لدرجة المتها وظل يهز فى رأسها بتهديد
سمير:"انتى عارفة لو ملمتيش نفسك واحترمتى نفسك مش هتعرفى انا هعمل فيكى ايه هخلى عيشتك اسود من السواد"
وتين ببكاء:"أكتر من الله انا فيه ده انا عايشة فى عذاب"
سمير:"اللى اقول عليه يتسمع ويلا غورى على اوضتك"
جرت "وتين" من أمامه دخلت الى غرفتها وضعت يدها على وجهها وهى تذرف من الدموع ما يمزق قلب من يراها وعندما نظرت الى يدها وجدت دماء شفتيها على أصابعها قامت باحضار بعض الاسعافات الاولية لتعالج جرح شفتيها
كانت "هيام" تجلس بشعور الفرح فهى عندما ترى "وتين" تبكى تشعر بسعادة غامرة تلك الفتاة الحقودة التى تتمنى هى وامها زوال "وتين" من الدنيا بأسرها
عايدة:"أظن انتى فرحانة فيها دلوقتى"
هيام بابتسامة:"اوى اوى يا ماما انا مش عارفة ايه قوة التحمل اللى هى فيها دى كل مرة اقول هتسيب البيت وتطفش برضه قاعدة على قلبنا جايبة الصبر ده كله منين مش عارفة"
عايدة:'هتروح فين يا حسرة هى ليها مكان الا هنا هى ملهاش حد غيرنا هتروح فين يعنى"
هيام:'ما تغور فى اى داهية احنا كنا نقصينها هى كمان"
عايدة:"سبيها اهى بتخدمنا يعنى شغالة ببلاش كده"
هيام:"على رأيك اهى بتشوف شغل البيت بس مش عارفة بتقدر تعمل ده ازاى شغل البيت وكليتها والمحاضرات والمذاكرة بتلحق تعمل كل ده ازاى"
عايدة:"شوفى انتى بقى مش زيك بتاخدى السنة فى سنتين "
هيام بغل:"انتى بتغظينى يا ماما ولا ايه"
عايدة:"لا اغيظك ولا غيره انتى جهزى نفسك خلاص خطوبتك بعد بكرة"
هيام بهمس:'ايوة ولازم اكون احلى واجمل منها"
هى تعلم من داخلها ان ليس لها منافسة امام جمال "وتين" ولكنها تقنع نفسها انها ستتغلب عليها فى الجمال بوضع بعض المساحيق الخاصة بالتجميل
كانت تلك المسكينة ساجدة لله تدعو من قلبها ان يبعث لها بالخلاص من هؤلاء الناس فهى تفكر أحيانا فى ترك المنزل ولكن اين ستذهب فالراتب الذى تقبضه من معاش والدها الراحل لا يكفى لدراستها ولاستئجار غرفة لتعيش فيها بعيدا عنهم فماذا تفعل؟ فلو لديها الوقت كانت ستبحث عن عمل وتستطيع تدبير المال اللازم لها ولكنهم لا يتركونها فى حالها فهم يتعاملون معها على أنها الخادمة الخاصة بهم التى يجب ان تطيع اوامرهم وليس لها حق الاعتراض وأيضاً تخشى على نفسها من العيش بمفردها فهى اولا واخيرا فتاة جميلة تخاف على نفسها من الوقوع بين براثن بعض الذئاب البشرية ويحدث لها مثلما تقرأ عن تلك الحوادث فى الجرائد من حوادث الإعتداء والقتل
وتين بدموع ورجاء:"يارب ارحمنى من الناس دى يارب انا تعبت ومش قادرة استحمل أكتر من كده يارب ابعدهم عنى يارب وابعد عنى شرهم"
ظلت تناجى ربها وتدعوه حتى غفت على سجادة الصلاة
***
سعدت مريم بقضاء ذلك الوقت برفقة عمها فهو اخذها الى مطعم فاخر لتناول العشاء وايضا قاموا بزيارة بعض الاماكن فاليل كان ساحرا شعرت بالسعادة كطفلة صغيرة
كان كلما يراها تبتسم لا يصدق ان هذه هى ابنة اخيه الذى كانت تعيش بعالم خاص بها بعد موت والديها فهى حتى كانت لا تنتظم فى حضور محاضراتها لذلك أرسلها إلى هنا لتبتعد عن الجو الخانق بالقاهرة الذى يذكرها بما حدث بعد انتهاءهم من التجول في الشوارع عادوا إلى الشقة
ثائر:" الفسحة عجبتك يا مريم"
مريم بحماس:" اوى اوى يا عمو انا مكنتش اعرف ان فى اماكن جميلة كده هنا دا كأن انا اول مرة اشوفها"
ثائر:" اهم حاجة انك انبسطتى يلا بقى روحى اوضتك وانا هروح انام انتى فرهدتينى النهاردة ههههه"
مريم:" لاء ما انا كل يوم هتفسحنى كده مليش دعوة"
ثائر:" بس كده الجميل يأمر يلا بقى علشان ادخل اصلى وانام"
مريم:" ماشى تصبح على خير"
ثائر:"وانتى من اهله يا حبيبتى"
ذهبت "مريم" الى غرفتها وهو أيضاً توضأ أدى صلاته تمدد على سريره يتابع اخبار العمل عن طريق الهاتف فهو يفعل ذلك دائما قبل نومه وجد مكالمة هاتفية واردة من خطيبته المدعوة "سيلا " اعتدل فى جلسته وترك سريره كان يقف فى الشرفة الخاصة بغرفته قام بفتح كاميرا الفيديو حتى يستطيع ان يراها عندما وقع نظرها عليه ابتسمت تلك الابتسامة المغرية التى تليق بها فهى جميلة جدا بل فاتنة فى جمالها القادر على سلب عقول الرجال ولكنها تفضل ان يغرم ويعشقها الرجل بدون ان تفرط فى قلبها فكأنها تحيط قلبها بسور من ثلج
سيلا بابتسامة:"حبيبى عامل ايه النهاردة وحشتنى"
ثائر:"تمام الحمد لله اخبارك ايه"
سيلا:"تمام اوى الصفقة قربت تنتهى"
ثائر:"لسه فاضل كتير على ما ترجعى"
سيلا:"لسه حوالى اسبوعين على ما ارجع مصر"
ثائر:"لسه ده كله يا سيلا"
سيلا بدلع:"ايه وحشتك اوى كده يا حبيبى"
ثائر:"اصل مش ظريفة ان انتى تكونى مسافرة وانا قاعد مستنيكى ده كله يا سيلا على ما ترجعى وكل لما اكلمك فى موضوع الجواز تقوليلى نستنى شوية مش دلوقتى الصراحة مبقتش عارف انتى عيزانى ولا مش عيزانى ولا عايزة ايه بالظبط"
سيلا:"انت عارف يا ثائر الجواز مش حاجة سهلة دى خطوة مهمة جدا فلازم اخد وقتى فى التفكير"
ثائر:"براحتك يا سيلا على الاخر خدى الوقت اللى يريحك"
سيلا:"انت زعلت منى يا حبيبى"
ثائر:"لاء مزعلتش عادى هى دى اول مرة نتكلم فى الموضوع ده"
سيلا:"انت فى القاهرة ولا فين"
ثائر:"لاء فى اسكندرية انا ومريم علشان تغير جو شوية"
سيلا من غير نفس:"اه مريم قولتلى بقى"
ثائر:"قصدك ايه بكلامك ده يا سيلا علشان انا مبيعجبنيش طريقة كلامك بالشكل ده"
سيلا:"هو بعد جوازنا برضه هتفضل مشغول بمريم وحياة مريم كل حاجة مريم مريم"
ثائر:"ايوة طبعا دى بنت اخويا يعنى لحمى ودمى ومش هخليها تبعد عنى"
سيلا بتأفف:"هى مبقتش صغيرة علشان تفضل شايل همها كده يا ثائر"
ثائر:"لاء هفضل شايل همها حتى بعد ما تتجوز هى ملهاش غيرى بعد ربنا وانا معنديش استعداد اسيبها او افرط فيها لمجرد انك مش عاجبك الحال او مش جاى على هواكى"
سيلا:"انا مش حابة ان حد يقاسمنى او يشاركنى فيك"
ثائر:"تقاسمك فيا ازاى هى بنت اخويا وانتى هتبقى مراتى كل واحدة ليها مكانة عندى مختلفة عن التانية وعلشان تبقى عارفة يا سيلا كله الا مريم حتى لو اضطريت ان انا وانتى ننفصل بس مش هخليها تبعد عنى مفهوم كلامى ولا مش مفهوم علشان بس ابقى واضح وصريح معاكى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة للدرجة دى انا قولتلك دى لحمى ودمى ومش هفرط فيها وخلى الكلام ده حلقة فى ودنك علشان منتعبش مع بعض بعدين وكل حاجة تبقى واضحة من اولها"
هى تعلم انه اذا اراد شئ فهو يفعل المستحيل كى يحصل عليه فهى من الافضل ان تسايره حتى تتمكن منه ثم ستتصرف هى فى ذلك الموضوع فهى تريد ان تصبح سيدة منزله بدون منازع
سيلا:"خلاص اهدى يا حبيبى كل اللى انت عاوزه اعمله"
ثائر:"ايوة كده انتى عارفة مبحبش حد يعاندنى فى الكلام ولا يمشى كلامه عليا حتى لو كان مين"
سيلا:"عارفة يا ثائر الكلام ده وانا عندى ليك مفاجأة لما ارجع هنبتدى نجهز لفرحنا انا وانت"
ثائر:"ان شاء الله ترجعى بالسلامة"
سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى سلام"
ثائر:"مع السلامة"
انهى مكالمته معها ولكنه لم ينتبه لتلك الفتاة التى تقف على بعد مسافة صغيرة منه وكانت دموعها على وجهها فهى سمعت تلك المكالمة وسمعت ايضا ان خطيبته لا تريدها ان تعيش معهم نظر اليها وعلم من منظر وجهها انها سمعت كل شئ فكانت الشرفة ايضا متصلة بغرفة "مريم" لذلك هى سمعت حوار عمها مع خطيبته
ثائر:"بتعيطى ليه يا مريم"
مريم بدموع:"عمو لو انا هسببلك مشكلة مع سيلا انا هرجع اعيش فى بيت بابا الله يرحمه"
ثائر بغضب:"ايه اللى انتى بتقوليه ده ترجعى فين انتى مش هتسيبى بيتى الا وانتى راحة بيت جوزك انتى فاهمة يا مريم"
مريم:"مش عايزة اكون السبب فى ان يحصل خلاف بينك وبينك خطيبتك"
ثائر:'لو هى مش عاجبها مع السلامة تروح واحدة ييجى الف بدالها لكن انا مليش غير بنت اخ واحدة هى انتى يا مريم وانتى عارفة معزتك وغلاوتك عندى"
مريم:"عارفة يا عمو وسمعت كلامك وانك مش عايز تفرط فيا"
ثائر:"ومش هيحصل دا حتى لما تتجوزى لو جوزك زعلك انا هعلقه من رجليه"
ابتسمت "مريم" رغما عنها اقترب منها اخذها فى أحضانه بحنان يمسح دموعها
ثائر:"مش عايز اشوف دموعك تانى ماشى انا ما صدقت ان انتى بقيتى تضحكى وتبتسمى"
***
أدت ماعليها من مهام يومية قبل ذهابها الى كليتها أثناء ارتداءها حجابها لمحت اثار الضرب على وجهها جمدت عيناها فهى اصبحت لا تقوى على ذرف الدموع أيضاً وكأن كل شئ حى بها قد مات اصبحت نجمة بلا بريق مظلمة معتمة وربما ستظل حياتها هكذا حتى تترك هذا العالم اخذت كتبها وحقيبتها وخرجت من المنزل تمشى بلا هدف تاركة قدميها تسوقها الى حيث تريد وجدت نفسها فى الجامعة خفضت وجهها حتى لا يلاحظ احد ما اصاب وجهها جلست مكانها فهى حتى لا تستمع الى ما يقوله الدكتور فهى فى عالم اخر انتهت المحاضرة قامت من مكانها قاصدة ذلك المكان الذى ربما تجد به تلك الفتاة الوحيدة التى تشعرها أنها إنسانة ومازالت على قيد الحياة
تناول "ثائر" افطاره مع "مريم" اراد الاقتراح عليها ان يذهبوا الى الشاطئ
ثائر:" بقولك ايه ما تيجى ننزل نروح البحر"
مريم:"فكرتنى انا كنت ناسية خالص"
ثائر باستغراب:"ناسية ايه بالظبط"
مريم:"وتين ممكن تكون قاعدة على الشط دلوقتى وانا كنت بحب اقعد معاها"
ثائر:"خلاص روحى شوفيها"
مريم:"مش هتيجى معايا تنزل تتمشى شوية"
ثائر:"لاء هنزل معاكى انا اصلا كنت عايز انزل اتمشى انا وانتى على البحر"
لايعرف هل سيخرج ليتمشى معها ام لانه يريد ان يرى تلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان التى استطاعت ان تعيد لابنة اخيه ابتسامتها مرة اخرى
***
"فى منزل أسامة"
أفكار كثيرة تعصف بعقله هل ما فعله خطأ فعلا هل يمكن ان تكون تلك الفتاة مظلومة هل تسرع فى خطبة" هيام" فالغضب كان مسيطرا عليه واعماه ولم يفيق مما حدث الا وهو طالب يد" هيام" فماذا يفعل اذا صح كلام والديه وكانت "وتين" مظلومة هل اذا اتضحت الحقيقة وعاد اليها ستقبل به ام كرامتها ستثور عليها
أسامة:"لاء لاء هى مش مظلومة انا شفت الصور بعنيا طب لو طلع كل ده كدب وهى فعلا مظلومة هيبقى ايه الحل ساعتها هبقى انا ورطت نفسى فى جوازى من هيام"
اثناء حديثه مع نفسه جلست والدته بجواره فهى تعلم حيرته لانها تعلم انه كان يريد الزواج من "وتين"
نادية:"ايه لسه مش عارف تاخد قرار وهتفضل تفكر كده كتير وتسأل نفسك هل انت ظلمتها ولا لاء"
التفت لها فكيف علمت انه يفكر فى هذا الموضوع وان ما يشغله هل "وتين" بريئة او لا
أسامة :"قصدك على ايه"
نادية"على موضوع جوازك اللى انت مش عارف ترسى على بر فيه ومحتار وعمال ضميرك يأنبك على اللى عملته وانت بتحاول تسكته ومش عارف"
أسامة بدهشة:"وانتى عرفتى ازاى يا ماما ان انا بفكر فى الموضوع ده"
نادية بابتسامة:"انا أمك واعرفك كويس وحاسة بحيرتك يا ابنى لان انا كنت عارفة ان عينك من وتين وانك كنت عايز تتجوزها"
أسامة بتنهيدة:"تفتكرى اعمل ايه يا ماما انا حاسس ان انا تايه ومش فاهم ولا عارف حاجة"
نادية:"مسمعتش ليه من صاحبة الشأن نفسها مواجهتهاش ليه وعرفت الحقيقة بدل الحيرة دى"
أسامة:"وهى فى واحدة هتقول على نفسها انها تعرف شاب او ليها علاقات مع زمايلها فى الكلية"
نادية:"على الاقل كان ضميرك ارتاح بدل ما انت تايه ومش عارف راسك من رجليك كلمها يا ابنى واكيد يعنى انت هتحس اذا كانت بتكذب ولا بتقول الحقيقة"
أسامة:عندك حق انا لازم اشوفها واتكلم معاها واعرف ايه حكاية الصورة دى بدل ما ادبس نفسى فى جوازة انا مش عايزها اصلا"
نادية:"ربنا يصلح ليك الحال يا حبيبى انا برضه ميهمنيش غير سعادتك ومش عيزاك تكمل فى جوازة تتعسك يا ابنى"
اخذ قراره فهو سيذهب ليتحدث معها ويعرف حقيقة هذه الصور ويعرف هل هى مظلومة حقا ؟ام ان هناك شئ لا يعرفه
***
ذهبت "مى" الى الشركة ولا تعرف لماذا ذهبت فهى تريد ان تراه وحسب ولكنها ستقابله بأى مبرر ماذا ستقول له قابلها "رمزى" قبل ان تذهب الى غرفة مكتب "ثائر" عندما رأها علم انها لم تأتى سوى لرؤية "ثائر"
رمزى:"اهلا يا انسة مى"
مى:"ازيك يا استاذ رمزى"
رمزى:"الحمد لله تمام انتى جاية لثائر فى حاجة"
مى بتوتر:"لاء بس كنت جاية علشان علشان"
رمزى:'علشان ايه فى حاجة ولا ايه"
مى:'لا ابدا بس كنت جاية اعرف لو عنده ملاحظات بخصوص الشحن"
رمزى:"بخصوص الشحن! اه بس يا خسارة ثائر مش هنا"
مى:"ليه هو فين"
رمزى:"مسافر اسكندرية"
مى بفضول:"ليه فى حاجة ولا ايه"
رمزى بلؤم:'لاء رايح يريح اعصابه اصله عقبال عندك فرحه قرب فقال بقى يروح يستجم كده يومين علشان داخل على جواز عقبال عندك يا آنسة مى"
عندما سمعت "مى" ذلك ابتلعت ريقها فهى لا تعلم انه خاطب وعلى وشك الزواج أيضاً فكيف لم تنتبه لذلك
مى:"هو خاطب"
رمزى بلؤم:"ايوة ازاى متعرفيش انتى مشفتيش الدبلة اللى فى ايده"
مى:"لاء ما اخدتش بالى على العموم مبروك ربنا يوفقه"
رمزى:"عقبال عندك يا آنسة مى"
مى:"متشكرة عن اذنك"
رمزى:"مش تستنى تشربى حاجة"
مى:"لا شكرا عن اذنك"
قالت ذلك وانصرفت من أمامه وهى تلعن غباءها فكيف لم تنتبه لكل ذلك فرجل مثله لابد ان يكون مرتبطاً فهى رسمت فى مخيلتها انها تستطيع ان تقترب منه ويكون من نصيبها
بعد انصرافها ظل "رمزى "يفكر هل ما فعله الصواب فهو لا يريدها ان تتأمل فى شئ لن يحدث
رمزى:"اقول عليك ايه يا ثائر بس مش كفاية مصايبك بس انا بلومه ليه وهو ماله ماهى اللى كانت بترسم عليه يا ترى محضرلى مصيبة ايه تانى"
سحب هاتفه من جيبه قام بالاتصال عليه ظل بضع لحظات حتى جاءه الرد على الطرف الآخر
رمزى:"اهلا باللى محطم قلوب العذارى ودنچوان عصره واوانه"
ثائر:"انت اتهبلت ياض ولا ايه مالك "
رمزى:"عارف كانت مين هنا دلوقتى فى الشركة"
ثائر:"هتكون مين يعنى"
رمزى:"مى هى اللى كانت هنا"
ثائر باستغراب:"مى !وبتعمل ايه ما العقود خلاص اتوقعت حتى اول شحنة وصلت"
رمزى:"ماهى كانت جاية تطمن على الشحنة وصاحب الشحنة"
ثائر:"والله يا ظريف"
رمزى:"على العموم انا صدمتهالك "
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"قولتلها انك خاطب وقربت تتجوز علشان متعشمش نفسها اكتر من كده"
ثائر:"خير ما عملت اول مرة تعمل حاجة تعجبنى يا رمزى"
رمزى:"بقى كده هى دى اخرتها ماشى يا ثائر"
ثائر:'انا اقدر برضه يا صاحبى"
رمزى بتوتر:"قولى مريم عاملة ايه دلوقتى"
ثائر بلؤم:"وانت بتسأل على مريم ليه"
رمزى:"بلاش يعنى اطمن عليها"
ثائر:"هى كويسة حتى كمان متقدملها عريس"
سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها
رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"
ثائر:"مالك كده متنرفز كده ليه"
رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"
ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"
رمزى:"......