رواية طريق القدر الفصل الرابع 4
الحلقة الرابعة
الساعه الآن الرابعه فجراً ..الشوراع هادئه تكاد تخلو من الحركه ..واذان الفجر يعلو معلناً قدوم وقت الصلاه
قامت ساميه " والده مليكه" من فرشها تبحث عن زوجها وجدته يدخل الغرفه وقطرات الماء تتساقط من وجهه وذراعه ..
ساميه موجهه حديثها لحسن زوجها :" حسن انا قلقانه اووى وقلبى مقبوض عايزه اتصل بملكيه اطمن عليها "
حسن رافعاً حاجبيه " انتى اتجننتى يا ساميه انتى عارفه الساعه كام دلوقتى زمانهم وصلوا الفندق من ساعتين عيب نكلمهم فى الوقت ده الصباح ربااح"
ساميه :" لا لا انا مش هقدر استنى للصبح انا قلبى بيكلنى على البت انا هتصل بيها "
ذهبت لتتناول الهاتف فقال لها حسن " استهدى بالله كدا واعقلى يا وليه هتبتدى شغل الحموات من دلوقتى اتوضى وتعالى نصلى الفجر ونكلمهم الصبح "
ساميه :" بقولك مش قادره اصبر انا .." وقطع حديثها رنين الهاتف انقبض قلبها وكادت أن ترد لولا ان سحب حسن الهاتف من يدها
رد قائلا بتحفز :" ايوا مين معايا ...ايوا انا خير ...ايه حادثه ..مستشفى الشفاء طيب شكرا " اغلق الخط وعيون ساميه متعلقه به " قولى ايه اللى حصل"
قال بلهجه ضائعه "عملوا حادثه "
صرخت ساميه :" مليكه بنتى " .
حسن :" مش وقته دلوقتى البسى بسرعه خلينا نلحق نروح "
***************
وفى مستشفى الشفاء
وصلا سامية وحسن ومعهما مالك شقيق مليكه وفى نفس الوقت جاء والدى احمد واخته
قال حسن لاول ممرضه رأها :" لو سمحت يا بنتى اللى جم فى حادثه من شويه حالتهم ايه وهما فين "
الممرضه :":" فى العنايه المركزه الدور التالت "
اسرعا العائلتين للدور الثالث وجدوا ممرضها اخرى وسألوها فأجابت :" الطبيب المسئول عن الحاله هناك اهو "
اسرعت ساميه تجاهه صارخه :" بنتى يا دكتور بنتى عامله ايه "
الطبيب :" حضرتك والده الحاله مليكه حسن "
ساميه تهز راسها موافقه من بين دموعها :" ايوا انا "
الطبيب " الحاله حصلها سكته دماغيه نتيجه نزيف فى المخ نتوقع انه ناتج عن اصطدام راس الحاله بسقف العربيه لما اتقلبت "
ساميه ببكاء :" يالهوووووى ..يعنى ايه يا دكتور بنتى مش هتبقى كويسه ولا أيه "
الطبيب :" الحاله دلوقتى فى غيبوبه لو فاقت خلال 48 ساعه فطبعا هنقدر نقلل ضرر الاثار الجانبيه الناتجه عن السكته لكن لو المده طولت فالموضوع هيبقى اصعب "
حسن وهو يحاول التماسك :" وهى ايه يا دكتور الاثار الجانبيه دى "
الطبيب :" الموضوع بيختلف من حاله للتانيه والاشعه هى اللى هتحدد انهى جزء من الدماغ اللى حصله الضرر ..مش هقدر اقول حاجه دقيقه دلوقتى الا بعد ما نعمل الاشعه ..عن اذنكم "
انهارت ساميه فى حضن حسن بينما جرى عائله احمد على الطبيب يسألوه :" طب واحمد يا دكتور اللى جه معاها فى الحادثه "
الطبيب مندهشا :" اللى اعرفه ان الحاله جت لوحدها حضراتكوا ممكن تسألوا فى الاستقبال "
جرى عائله احمد ليسألو عنه فى الاستقبال
والد احمد :" لوسمحت يا بنتى عايزين نسأل عن ابننا المفروض انه كان فى حادثه اللى جت فيها مليكه حسن الدهشورى "
موظفه الاستقبال :" لا حضرتك حاله مليكه حسن جت لوحدها مكنش معاها حد "
والد احمد صارخا :" ازاى يعنى هما كانوا مع بعض.. هو جوزها ازاى مش معاها "
فى نفس الوقت جاء احد المسعفين قائلا لموظفه الاستقبال:" دى بطاقه اللى لقينها مع الجثه اللى جايبنها خدى اتصلى بأهله يجوا يستلموه من المشرحه "
اخذت موظفه الاستقبال البطاقه ناطقه الاسم بصوت عالى " احمد عبد الحميد على "
لتسقط والده احمد مغشيا عليها ...
************************************
على الجانب الاخر فى شركة عماد الغيطانى
دخل "على" مكتب امنيه حاملاً معه ورده وقال معطيا اياها :" صباح الورد للورد" ثم غمز بعينه قائلا :" امنيتى عامله ايه النهارده "
ردت عليه امنيه بابتسامه مقتضبه :" صباح الخير "
على :" مالك شكلك متضايق "
نظرت اليه قائله :" بابا عايزك النهارده "
قال لها :" ايواااا انا عارف اللهجه دى كويس بتقوليها قبل كل مصيبه .. ايه فيه ايه اللى حصل ,,عايزنى فيه ايه "
امنيه :" خديجه اختى "
على بملل " مالها "
امنيه :" امبارح روحت لقيتها بتعيط عرفت ان خطيبها سابها والنهارده بابا قبل ما انزل من الشغل قالى اقولك انه عايزك النهارده ..شكله هيأجل جوازنا تانى بعد ما خطوبته خديحه اتفسخت "
على صارخا :" نعم يا اختى .. احنا بقالنا سنه كاتبين الكتاب وانا مش مستعد اجل الفرح تانى اكتر من كدا انا بنى ادم وليا طاقه "
امنيه وهى تكاد تبكى " انت عارف انه مش ذنبى وعارفه طبع بابا وطريقه تفكيره اعمل ايه طيب "
على موجهاً نظره غاضبه لها :" اقفى جنبى ولو مره واحده مش كل مره هنستسلم ليه..النهارده انا هقوله انى مش هقبل التأجيل تانى وعايزك توافقى على كلامى تمام "
امنيه :" لا مش تمام طبعا .. انت عايزنى اعصى بابا مش هقدر اقف قدامه واقوله لااء "
على غاضبا " ايوا طبعا لكن انا جوزك تقوليلى لاء عادى ..كام مره نأجل كتب الكتاب بسبب دماغ ابوكى وكام مره نأجل الفرح ها .. انا خلاص مش هستحمل اكتر من كدا لو موقفتيش جنبى النهارده صدقينى يا امنيه هتندمى " ثم قام غاضبا تاركا نفسها فى مواجهه صراع لا تعرف كيف ستحسمه ...
*****************************
على الجانب الاخر فى منزل علاء سلطان النائب البرلمانى المشهور كانت نور تستعد فى غرفتها لاولى ايام العام الدارسى الثانى لها فى الجامعه ..
وقفت امام المرأه مرتديه بنطال جينز ضيق نسبيا عليه بلزوه بيضاء رقيقه بكم تاركه لشعرها الاحمر النارى العنان مكتفيه بوضع ماسكرا واحمر الشفاه ..فهى لا تحب وضع مساحيق تجميل على وجهها لتظهر ذلك النمش الذى يجعلها تبدو كممثلين هوليود ..خرجت من غرفتها لتجد ان والدها يتناول طعام الافطار وبجانبه صحيفه اليوم ينظر اليها من وراء نظراته الكبيره .. تناولت قطعه من الجبن وكوب من العصير قائله لوالدها :" يلا بقى يا بابى علشان توصلنى هتأخر كدا "
علاء :" الناس تقول صباح الخير يا بابى ,,عامل ايه يا بابى .."
نور مزمجره :" صباح الخير يا بابى عامل ايه يا بابى ..يلا بقى هتأخر "
ضحك علاء قائلا :" مفيش فايده فيكى "
تناولت مفاتيحه وذهبت للسياره تسبقه وهى يلحقها ركبت قائله له بحماس :" انا اللى هسوق النهارده "
علاء وهى يفتح باب السياره ليخرجها من مقعد القياده :" حد قالك انى مستغنى عن عمرى لفى يلا اركبى من الناحيه التانيه "
نور مزمجره :" يييييييه بقى ماشى يا بابى خليك فاكرها "
انطلق بالسياره موصلا اياها لجامعتها ثم ذهب لشركه الدسوقى ..فاليوم اجتماع مجلس الاداره الذى ينعقد شهريا ..اخذ نفس عميق وزفره متوقعا المشاده المعتاده التى سوف تحدث اليوم بين سيف الدسوقى وعبد الحميد بكرى شريكهم الثالث فى الشركه بنسبه 30 % ..فمنذ ان خطت قدمه تلك الشركه وهو لا يذهب اليها الا شهريا فى اجتماع مجلس الادراه الثلاثى وبدأ ذلك منذ 6 اشهر بعد الضائقه الماديه التى مرت بالشركه فجعلت سيف الدسوقى مضطرا لان يبيع نصف اسهم الشركه كى ينقذها من الافلاس اشترى هو 20 فى المئه وعبد الحميد بكرى 30 % وقد تعمد سيف الا يبيع النصف لشخص واحد حتى يصبح هو المتحكم الرئيسى فى الشركه ..نظر علاء سلطان فى ساعته ليجد انه قد تأخر بالفعل زاد من سرعته عله يلحق الاجتماع من بدايته
...
اما نور فقد اكتشفت انها نسيت المحفظه الخاصه بها فى سياره والدها تأففت قائله " ايه الحظ ده "
نرمين صديقتها من خلفها :" مالك يا بنتى بتبرطمى على الصبح ليه "
التفت لتكون فى مواجهتها قائلة :" نسيت المحفظه فى عربيه بابى "
نرمين :" مش مشكله تعالى نحضر المحاضره الاولى وبعدين هوصلك بعربيتى نجبها ونرجع"
امنيه "خلاص اوك "
*****************************
على الجانب الاخر فى المستشفى
يجلس حسن والد مليكه بجانب ساميه مبتهلا الى الله ان تسترد مليكه عافيتها ..ليلاحظ وجود ضابط شرطه بجانب الدكتور الذى يشير فى اتجاهه ..اقترب منهم ضابط الشرطه محييا ً اياهم ثم قال لحسن :" حضرتك والده الاستاذه مليكه حسن الدهشورى "
حسن :" ايوا انا يا افندم "
الضابط :" طب اتفضل معايا عايز حضرك فى كلمتين "
قام معه حسن وسط نظرات ساميه المشككه
حسن :" خير "
الضابط :" ان حبيت اوضح لحضرتك ملابسات الحادثه اللى اتعرضت ليها بنتك .. بنتك اتعرضت لحادث سرقه "
حسن بعدم فهم " نعم ازاى يعنى "
الضا بط :" انا هشرح لك ... احنا كان من المفترض اننا هنعمل لجنه على طريق القاهره الغردقه فى الكيلو 250 الساعه 9 لكن حصل اننا تأخرنا بسبب عطل فى عربيه الشرطه فاللجنه اتعملت الساعه 12 تقريبا .. سمعنا صوت طلق نارى يبعد كيلو مثلا طبعا اتحركنا بتجه الصوت..لقينا بنت حضرتك بتركب العربيه بسرعه وحد بيلحقها ..عربيه مننا جريت وراها والتانيه وقفت تقبض على الراجل ..حاول يهرب هو وتلاته معاه وبعد مطارده دامت لساعه قدرنا نمسكهم ..اكتشفنا بعدكدا وجود جثه قرب المكان عرفنا انها لزوج الاستاذه مليكه ..بطريقتنا قدرنا نخلى المتهمين يعترفوا بجريمه القتل وجريمه السرقه بالاكراه طبعا مكنش صعب خاصه ان الرصاص فى المسدس اللى وجدناه معاهم طابق الرصاصه اللى اتضربت فى قلب الضحيه .ان شاء الله هنحتاج ناخد اقوال الاستاذه مليكه لما تفوق ...كاد الضابط ان يترك حسن الذى اجهش فى البكاء بعد سماع خبر وفاه احمد ..لكنه تراجع و شد على يده قائلا " شد حيلك يا حاج البقاء لله "
***************************
على جانب الاخر فى جامعه نور
خرجت نور ونرمين من المحاضره ثم استقلا سياره نرمين وانطلقا
نرمين : " هنروح على البيت صح "
نور :" لاء بابا مش فى البيت بابا فى الشركه بصى العنوان ........"
نرمين:" طيب تمام .. بقولك ايه مش هتنزلى معانا خروجه النهارده "
نور بضيق :" انتى عارفه انى مبحبش الاماكن اللى انتى بتروحيها دى انتى والشله انا ماليش فى جو الديسكوهات والكلام ده "
نرمين :" يا بنتى جربى مش هتخسري حاجه "
نور :" لا شكرا مش عايزه اجرب وقفلى على الموضوع ده بقى احسن "
نرمين :" خلاص انتى حره AS you like "
اوصلتها نرمين للشركه
نور :" ميرسى يا نيمو ..بصى امشى انتى انا هروح مع بابى اوك "
نرمين :" اوك لو غيرتى رايك فى موضوع الخروجه اتصلى بيا ..يلا بااااى "
نور بملل :" بااى "
وداخل الشركه التى تدخلها نور لاول مره قالت لموظفه الاستقبال :" لو سمحت انا جايه لبابى مستر علاء سلطان ..انا بنته "
قالت لها الموظفه هو فى فى اجتماع مجلس ادراه دلوقتى تقدرى يا افندم تستنيه فى مكتبه الدور الرابع اخر طرقه على الشمال "
نور :" اوك ميرسي "
صعدت نور للغرفه المنشوده..دخلت وتأملت غرفه المكتب لم تتوقع ان تكون بتلك الفخامه ثم وقفت امام النافذه تتأمل منظر النيل المطله عليه ..خرج سيف من غرفه الاجتماعات غاضبا بعد ان استطاع عبد الحميد بكرى اثاره غيظه ..دخل مكتبه فوجد فتاه ذات شعر احمر تنظر من النافذه اعتلته الدهشه لوجودها فقال :" افندم ..مين انتى "
صعق عندما ادرات وجهها لتنظر اليه .. انهت هى تلك الفتاه التى صدمته بالسياره امس ابنه علاء سلطان كما قالت له ..فهم لما جاءت من المؤكد انها تريد اباها ..قال لها متعمدا اغاظتها :" ايه مالك زى ما تكونى شفتى بعبع "
كانت تنظر له مصعوقه هى الاخرى اهذا الوقح الذى بالكاد صدمته بالسياره امس ,,تُرى ماذا يفعل هنا ..
قالت له بين اسنانها " مستنيه بابى ,,انت اللى بتعمل ايه هنا "
قال لها بسخريه :" بس ده مكتبى مش مكتب بابى "
نظرت له بدهشه قائله :" مكتبك ازاى يعنى "
قال سيف بابتسامه مستفزه:" انا سيف الدسوقى رئيس مجلس الادره وده مكتب رئيس مجلس الادراه "
قالت نور :" يعنى تعرف بابى امال ليه قلت معرفوش ؟؟"
قال متجاهلا سؤالها :" مكتب والدك الاوضه اللى جنبى لو عايزاه "
قالت مستشعره الحرج والغضب فى نفس الوقت :" ميرسي عن اذنك "
ذهبت للغرفه المجاوره ووجدت والدها فيها الذى استغرب من وجودها ..اخبرته انها نسيت محفظتها فى السياره اعطها المفاتيح لتأخذ المحفظه
اخذتها منه قائله :"تمام انا هستناك فى العربيه علشان نورح سوا اوك "..لم تكد تنهى جملتها حتى وجدت سيف يدخل وفى يده بعض الاوراق نظرت له نظره غاضبه ثم قالت لوالدها "عن اذنك يا بابى "
قال علاء :" استنى يانورا اعرفك ..سيف الدسوقى رئيس مجلس الادراه ..نور بنتى يا سيف باشا "
قال بابتسامه مستفزه :" تشرفنا يا انسه نور "
ثم قال موجها حديثه لعلاء :" على كدا بقى متخرجه ولا لسه بتدرس "
قال علاء :" لا لسه بتدرس فى سنه تانيه اداره اعمال "
قال سيف :" طب ممتاز مكانها فى الشركه محجوز اول ما تتخرج "
ابتسم علاء وكاد ان يرد لولا ان رن هاتفه استأذن منهم ليرد على الهاتف مغادرا الغرفه
قال سيف :" على كدا بقى يا انسه ناار قصدى نور انتى مرتبطه ولا عانس "
نظرت له وهى تجز على اسنانها قائله " انت انسان وقح "
غير الحوار سيف مستمتعا بأغظتها قائلا :" اوعى تفتكرى انى هشغلك فى شركتى واسطه لا انا همتحنك الاول"
احمر وجهها من الغضب بينما هو وقف مستمعا وهو ينظر اليها كان محقا عندما نادها نار فهى عندما تغضب يحمر وجهها ويصبح كلون شعرها فهى كتله من النار بحق
تركته ومشت وهى تقول :" انت انسان لا تطاق مستحمل نفسك ازاى "
خرجت من الشركه متجهه لسياره ابيها بينما وقف سيف ينظر اليها من نافذه غرفه المكتب ليراها تركب سياره ابيها لا يعرف لما يغيظها فهو معتاد ان يعامل أمثالها من الفتيات الجميلات برقه وذوق ولكنه يريد مشاكستها ويستمتع بأغضابها قال فى نفسه وهو يعود للمكتب :" لا بس يجى منها بردو "
************************
على الجانب الاخر فى مستشفى الشفاء
تجرى الممرضه خارجه من غرفه مليكه وهى تنادى على الطبيب شعرت عائله مليكه بقلق ليخرج الطبيب قائلا لها :" الحمد لله يا جماعه .. الحاله فافت بس ا.." ..