أخر الاخبار

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة علي

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة علي 


فصل الثاني عشر
تطلع نزار الى نغم المقيدة امامه بملامح باهتة وقد سيطر الخوف عليه بشدة ... لا يعرف اذا كان خوفا على نفسه او عليها ... لكنه في تلك اللحظة شعر بنيران تندلع داخل صدره وهو يتخيل ان يأخذوها معهم او يؤذوها ...
شعر بشخص ما يتقدم ناحيته من الخلف لكنه لم يستطع الالتفات بسبب المسدس الموضوع على رأسه ...
تقدم الرجل منه ووقف قبالته قائلا بلهجة متهكمة وهو يشير الى نزار بيده :
" انت اذا البطل المنقذ للانسة الصغيرة ..."
صدرت همهمات غير مفهومة من نغم بسبب تقييد فمها فاقترب الرجل منها وازال الشريط اللاصق الموضوع على فمها لتقول بسرعة غير مبالية بأي شيء يدور حولها :
" اتركه ... لا ذنب له ... انا من جئت اليه ... هو حتى لا يعرف من انا وما قصتي ..."
" وتدافعين عنه ايضا ..."
قالها الرجل وهو يقبض على شعرها بكف يده ليصرخ نزار به :
" اتركها ... اياك ان تلمسها ..."
وحينما اراد الاندفاع نحوها غير ابه بالمسدس الموضوع على جانب رأسه كان الرجال قد تحركوا بسرعة وقيدوه ليصرخ بهم ان يتركوه ...
مرت اللحظات عصيبة على الجميع ... نزار يصرخ بهم ان يتركوه وذلك الرجل ما زال قابضا على شعر نغم وهو يحاول اجبارها على التحدث عن علاقتها بهذا الشاب ...
لحظات قليلة وتفاجئوا بالشرطة تقتحم المكان ... والذي يبدو انها كانت تراقب ما يحدث منذ بداية الحدث ... سيطرت الشرطة على المكان والقوا القبض على خطيب نغم وجميع الرجال الذين معه والذين استسلموا فورا دون ادنى مقاومة منهم ...
تقدم نزار بسرعة ناحية نغم وحررها من تلك الحبال التي تقيد جسدها ... نهضت نغم بسرعة من فوق الكرسي وضمته بشكل فاجأه للغاية ورغما عنه بادلها ضمتها ...
ابتعدا عن بعضهما حينما وجدا الضابط يتنحنح بحرج ...
قال الضابط بجدية :
" يجب ان تأتيا معنا لتسجلا افادتكما بخصوص ما حدث ..."
تسائل نزار باستغراب :
" لكن كيف عرفتم انهم هنا ...؟ وكيف جئتم في الوقت المناسب وقبضتم عليه ...؟"
رد الضابط مجيبا على تساؤلاته :
" الانسة نغم هي من ساعدتنا ... "
التفت نزار الى نغم متعجبا مما قاله الضابط فهو لم يكن يعلم ان لديا اتصال بالشرطة بينما قالا نغم موضحة:
" في تلك الليلة التي جئت بها اليك ... كنت قد ذهبت مسبقا الى الشرطة ... طلبت منهم المساعدة ... واعطيتهم ملفات تخص هذا الحقير تثبت تورطه في العديد من الجرائم ... حينها طلب مني الضابط ان اساعده في خطته للقبض عليه ...."
قاطعها الضابط مكملا :
" وكان مجيء الانسة نغم الى هنا من ضمن الخطة ايضا ... كما أننا من اخبرنا الرجل بمكان نغم ... وضعنا كمين له دون ان يشعر ... وقد ساعدنا احد رجاله المقربين في هذا ... حتى استسلام رجاله كان بتوصية من الرجل الذي ساعدنا بعد ان وعدناهم بتخفيف العقوبات عليهم ..."
تطلع نزار الى نغم باستنكار شديد فهو لا يصدق ان مجيئها اليه كان من ضمن خطة وضعتها الشرطة ...
وما ضايقه اكثر انها لم تثق به وتخبره بهذه الخطة ...
شعرت نغم بضيقه مما سمعه فاخفضت رأسها خجلا بينما قال الضابط بتحذير :
" لكن كما سمعتي من قبل يا انسة ... انت لا يجب ان تبقي في البلد هنا ... هذا الرجل له العديد من الانصار والشركاء وبالتاكيد لن يمرروا ما حدث على خير..."
قال نزار بتوجس وخيفة:
" هل من الممكن ان يؤذوها ...؟!"
اومأ الضابط برأسه واردف :
" بالطبع ... لذا يجب ان تترك البلد هنا باقرب وقت ..."
" ولكنني لا اعرف احد خارج هذا البلد ..."
قاطعها نزار بسرعة :
" تعالي معي ... نعود الى البلاد ...."
تطلعت اليه نغم بحيرة ليقول الضابط بسرعة :
" لا يوجد وقت للتفكير انسة نغم ... قدما افادتكما وسافرا فورا ..."
" ولكن كيف سأسافر معك وانا لا اعرف احدا هناك ...؟!"
اجابها نزار محاولا فض حيرتها :
" انا معك واهلي هناك ايضا ... سوف تتعرفين عليهم و..."
قاطعته بارتباك:
" وسوف تعرفني عليهم بصفتي من ...؟! ماذا ستخبرهم عني ...؟!"
ليرد نزار عليها ببساطة :
" صديقتي ... "
قالت نغم بضيق :
" انت تعرف العادات في بلدنا ... كيف بالله عليك تخبرهم بأني صديقتك ...؟! ماذا سيقولون عني ...؟!"
هز نزار رأسه بحيرة لتقول نغم بعد تردد :
" هناك حل واحد يجعلني اذهب معك ..."
فيسألها نزار بسرعة :
" ما هو ...؟!"
لتجييه بسرعة لا تعرف من اين جلبتها :
" زوجتك ... ان اصبح زوجتك ...."
.............................

بعد مرور اسبوعين
استيقظت نوران من نومها لتجد الفراش خالي بجانبها ... لقد اعتادت طوال الاسبوعين الماضيين ان تنام بين احضان تميم ... وتستيقظ قبله ... لكن اليوم يبدو انها تأخرت بالنوم واستيقظت بعده ...
نهضت من فوق سريرها وعدلت من بيجامتها قبل ان تدلف الى الحمام لتأخذ حمام سريع ...
العلاقة بينها وبين تميم باتت رائعة للغاية ... طوال الاسبوعين الماضيين بدئا يتعرفا على بعضيهما ...
عرفت الكثير من الاشياء عنه ... طباعه ... ما يحبه ... وما يكرهه... وفهمت بعض ما حدث في الماضي...
هو ايضا تعرف عليها عن قرب ... احب شخصيتها اكثر وتلك التفاصيل الناقصة والتي لم يعرفها في بادئ الامر ...
كل شيء كان يسير معهما بشكل رائع ... يتصرفان طوال اليوم كزوجين حقيقيين وفي اخر الليل ينامان وهما يحتضنان بعضيهما كأي زوجين يعيشان حياة طبيعية ...
خرجت نوران من الحمام وهي تلف شعرها بمنشفة وكذلك جسدها ...
خلعت المنشفة من فوق شعرها واخذت تجففه بالسشوار ثم سرحته ... خلعت بعدها المنشفة التي تحيط بجسدها وارتدت فستان صيفي قصير اخضر اللون لاق بشدة عليها وخصوصا على عينيها ذات اللون الاخضر ...
خرجت من الغرفة بحماس شديد فاليوم اجازة وتميم سوف يكون موجود بالتاكيد ... سوف يقضي اليوم معها بطوله ...
هبطت على درجات السلم بسرعة واتجهت الى غرفة مكتبه فوجدتها خالية ...
عقدت حاجبيها بتعجب فهو غالبا ما يقضي وقته فيها ... اتجهت الى المطبخ فوجدت الخادمة هناك تعد طعام الافطار ... سألتها عن تميم فأجابتها بانه خرج منذ قليل بعد ان جاءه اتصال من احدهم دون حتى ان يتناول فطوره ...
ازداد قلق نوران اضعافا فما السبب الذي جعل تميم يخرج بسرعة من المنزل ومن يكون الشخص الذي اتصل به وخرج بسرعة لاجله ...
في هذه الاثناء رن هاتفها بنغمة تدل على وصول رسالة ... فتحت الرسالة فورا والتي كانت من رقم غريب غير مسجل على هاتفها لتتسع عيناها بصدمة مما قرأته :
" زوجك يخونك مع اخرى ... واذا اردت التأكد فهذا عنوان الشقة التي يلتقيان بها ............"
..........................
دلف تميم الى شقة دينا والتي اغلقت الباب خلفه ثم سارت وراءه متجهة نحو صالة الجلوس ...
التفت تميم إليها ليسألها بضيق ظهر واضحا في صوته وملامح وجهه :
" خير يا دينا ... ماذا تريدين مني في هذا الوقت المبكر جدا ...؟!"
اجابته دينا بسخرية :
" وهل يجب ان اكون اريد شيء لأرى زوجي العزيز ..."
زفر انفاسه بضيق قبل ان يسألها بنفاذ صبر :
" بالله عليك تحدثي واخبريني ... ماذا هناك..؟!"
تسائلت دينا بصوت حزين :
" هل ما زلت تتذكر بأني زوجتك يا تميم أم نسيت...؟!"
رد تميم بصوت غاضب عالي :
" ما هذا الهراء ...؟ هل جلبتني الى هنا بهذا الوقت المبكر لتسأليني سؤال سخيف كهذا ...؟!"
قالت دينا بصياح ودموع هطلت من وجنتيها لا اراديا :
" لأنه يبدو انك نسيت هذا ... اسبوعين كاملين لا اراك فيهما الا لدقائق معدودة ... دقائق وتذهب عائدا إليها ... تتركني لوحدى في هذه الشقة الواسعة دون ان تسأل عني حتى ... دون ان تخاف علي ..."
صمتت للحظات قبل ان تكمل بمرارة :
" انت حتى لم تلمسني الى الان ... وحينما احاول الاقتراب منك تنهض بسرعة كمثل الذي لسعته حشرة فيهرب منها ..."
شعر تميم بالشفقة من اجلها فيبدو انه ظلمها كثيرا دون ان ينتبه ...
" دينا انا لا اعرف ماذا اقول حقا ....ولكن ..."
قاطعته وهي تمسح دموعها:
" لا تقل شيئا ... انا فقط اريد معرفة شيء واحد فقط ... لماذا تزوجتني ...؟ ولا تكذب علي وتقول بأنك تزوجتني لتحبني ... انا لست غبية واعرف انك لم تعد تحبني منذ وقت طويل..."
شعر تميم بالحيرة ولم يعرف بماذا يجيبها ... هل يخبرها بأن زواجه منها زواجه مصلحة ... تزوجها لأجل أسهم الشركة التي يرغب في الحصول عليها؟! ... أم يخترع سبب اخر ...؟!
قالت دينا بتهكم :
" هل الجواب يحتاج هذا الوقت الكبير من التفكير ...؟! سأخبرك انا اذا بالجواب ...."
اخذت نفست عميقا قبل ان تقول :
" انت تزوجتني من اجل الحصول على اسهم الشركة ... التي حلمت طويلا بأن تتملكها وتصبح باسمك ..."
سيطر الذهول على تميم الذي سألها بعدم تصديق :
" كيف عرفت ..؟!"
لتجيبه ببساطة :
" عرفت منذ اول يوم ..."
" ولماذا وافقت ...؟!"
اجابته بحسرة جلية :
" لأنني ظننت انك ما زلت تحبني ... ظننت أن بمقدوري ان استعيد حبك ..."
" انا اسف دينا ... لم اكن اريد ان اخذلك ...."
" لماذا ...؟ هل أحببتها ...؟!"
سألته بالم ليرد بحيرة واضحة :
" كلا ... او بالاحرى لا اعرف ..."
منحته إبتسامة مريرة قبل ان تقول :
" بلى أحببتها... ونسيتني ..."
" دينا ماذا افعل لك ... كيف بإمكاني ان أريحك ...؟!"
تساؤله كان صادقا فهو مستعد ان يفعل اي شيء ليريح قلبها الذي انكسر على يده ...
اغمضت عيناها للحظات قبل ان تقول بألم :
" فقط ارحل... ارحل واتركني لوحدي ..."
هز تميم رأسه متفهما وقد شعر بحاجتها للبقاء لوحدها فخرج من الشقة ...
انهارت دينا باكية وقد سيطر اليأس والوجع عليها .... جذب انتباهها كأس زجاجي موضوع على الطاولة حملته ورمته ارضا ليتحطم الى قطع حملت احداهما ووضعتها على رسغها واغمضت عيناها مستسلمة لنهاية اختارتها بذاتها ....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close