رواية دمية في يد غجري البارت الثاني عشر 12 بقلم سمسم
لم تنتبه ان كل هذا ومازالت بين ذراعيه يضمها بذلك الحنان الطاغى فهى اخر مرة تتذكر قربه منها يوم زفافهم اثناء رقصهم سويا وعندما كانت ستسقط من على السلم لم تنتبه الا عندما شعرت بضغط يده على ظهرها عند ذلك افاقت لحالها وانسلت من بين أحضانه بخجل شديد وتمنت أن لا يلاحظ احمرار وجههاعندما سحبت نفسها بهذه الطريقة شعر بالضيق فهوكان سعيدا وهى بين ذراعيه
وتين بتوتر:"مش هندخل"
ثائر:"هندخل بس فى حاجة عايزك تعرفيها يا وتين"
وتين:"حاجة ايه دى اللى عايزنى اعرفها"
ثائر:"عايز اقولك ان انا عمرى ما هفكر ان امد ايدى عليكى او ان انا اضربك انا عايزك يبقى عندك شخصية وتدافعى عن حقك قصاد اى حد ومتخليش اى حاجة تأثر فيكى او تخلى دموعك تنزل من عينك"
وتين:" انت ليه بتعتبر ان الدموع دايما ضعف ليه متفكرش ان دى وسيلة الواحد يخرج بيها اللى جواه علشان ميضغطش على اعصابه ويحصله حاجة او يوصل لحالة الانفجار"
ثائر:"انا بالنسبة ليا الدموع ضعف وقلة حيلة وسيلة بيستخدمها الضعفاء دايما "
وتين:"كل واحد حر فى وجهة نظره بس احب اقولك ان انا خلاص مبقتش ضعيفة ولا قليلة الحيلة ولا جبانة زى ما انت دايما تقولى"
ثائر:"امال دموعك اللى كانت من شوية دى ايه يا وتين"
وتين:"كانت ذكرى اليمة فى حياتى ظهرت من غير ارادتى"
ثائر:'شوفتى اديكى قولتى من غير ارادتك فين ارادتك بقى اللى تتحكم فى كل حاجة فين ارادتك اللى انتى لازم تتحكمى فيها مش تسيب الظروف هى اللى تتحكم فيكى"
وتين:"انت ليه عايزنى ابقى حجر مبيحسش زيك او معنديش قلب او ان احس ان قلبى ده لازمته بس انه يدق ويخلينى على قيد الحياة مش لازم يحس مش لازم يحزن مش لازم يفرح انت عايزه ميعملش حاجة غير انه يدق وبس زيك كده انا متأكدة ان قلبك ده حاجة بس مخلياك عايش مش اكتر بس فى الحقيقة ولو اتكلمنا جد انت معندكش قلب من الاساس "
ثائر بغضب:" أنا حجر يا وتين ومعنديش قلب ولا بحس"
وتين باستهزاء:" اه انا أسفة ان انا قولتلك كده المفروض الحجر هو اللى يزعل ان بشبهك بيه عن اذنك"
قالت ذلك تركته واقف مكانه عاقدا حاجبيه مذهولا من تلك الجرأة اللى اصبحت تمتلكها فهل تغيرت "وتين "حقا وهو كان السبب فى هذا التغيير هل ستصبح تتعامل بقسوة معه ولكن ماله ومالها فتفعل ما تريد هى لديها الحرية فتفعل ما تريد.. الحرية... تبا لك يا "ثائر" فأنت من جلبت هذا منذ البداية اردتها انسانة قوية بشخصية عنيدة فلك ذلك ولكن انت من ستذيقه اولا مرارة تمردها وعنادها ولسانها السليط
دلفوا إلى المنزل اجتمعوا جميعا على السفرة كان ينظر اليها من الحين والآخر ولكنها لا تنظر لاحد تأكل بصمت وكأنها لا تريد ان تنظر اليه او انها لا تريد ان تراه فهو يشعر الآن بالسخط الشديد لماذا لا تنظر اليه لماذا لا تجعله يرى تلك العينان التى اصبحت تلتمع بهم تلك القوة من التمرد لماذا لا تجعله يرى انعكاس صورته فى مقلتيها فهو لم ينسى عندما سقطت بين أحضانه ورأى تلك العينان عن قرب تلك العينان التى تطارده فى صحوه وفى منامه ترك الملعقة على الطبق بقوة احدثت جلبة انتبه عليها الجميع فلابد انه الآن يشعر ببعض العصبية وجدهم ينظرون اليه ما عداها فهى حتى لاتهتم بما يفعل هل وصل بها الأمر الى كل هذه اللامبالاة ؟
رمزى بتساؤل:"مالك يا ثائر فى ايه مالك متعصب ليه كده"
ثائر:"مفيش حاجة يا رمزى بتسأل ليه"
رمزى:"انت رميت المعلقة على الطبق كان فاضل شوية وتكسره دا الصوت خرم ودانا"
سيلا بدلع:"فى ايه يا حبيبى فى حد ضايقك يا روحى لو مضايق قولى"
قالت ذلك نظرت الى "وتين" التى رفعت رأسها تنظر اليها بتحدى سافر فهى كأنها تعلم ان سبب ضيقه وعصبيته بس كلامه معها
سيلا:"انا ملاحظة ان بقالك فترة مضايق يا حبيبى اكيد فى حد معندوش دم ولا ذوق زعلك حد مبيفهمش مخليك تخرج عن شعورك هم فى ناس كده وجودهم بيضايق"
اهدأى ...اهدأى ...ايتها الفتاة هكذا خاطبت نفسها قبل ان تتفوه بكلام ربما سيحول هذه الجلسة الى كارثة ربما تخبر تلك المتعجرفة انها ليست بغريبة فهى من تحمل اسم هذا الرجل حتى وان كان فى الخفاء تخبرها ان من المفترض ان تكون هى من تكون جالسة بجواره هى من تنعم بقربه هى من تشعر بدفء أحضانه وانها هى من تريد ان تكون ام لاولاده ولكن لن تستطيع التفوه بحرف من كل هذا فيجب ان ترى كل ذلك وقلبها يقطر غيرة ولوعة ولكنها لا تستطيع الكلام
ثائر:"قولتكلم مفيش حاجة انا كويس وانتى عارفة يا "سيلا" لسه متخلقش اللى يقدر يضايقنى وانا اسكتله او سيب حد يتخطى حدوده معايا"
ابتسمت بسخرية له رأى ذلك زادت حدة انفعاله هل وصل بها الامر إلى السخرية من كلامه أيضاً. ارادت ان تذهب الى غرفتها فهى لاتريد سماع المزيد من ذلك الحوار
وتين:"يلا يا مريم علشان نذاكر انا شبعت"
مريم: ماشى يلا بينا"
ثائر:"اقعدوا كملوا اكلكم انتوا مكلتوش كويس"
وتين:"حضرتك احنا شبعنا هتأكلنا بالعافية ولا هتعاقبنا ان احنا مخلصناش طبقنا وتحرمنا من المصروف"
ثائر بمكر:"لو عايزين تتعاقبوا مفيش مانع انتوا مكبرتوش على الضرب يا "وتين" وانا مستعد انسى مبادئ واعملها عادى"
مريم:"لاء وعلى ايه الضرب خلاص انا هاكل"
وتين:"وانا خلاص شبعت كفاية كده عن اذنكم"
ثائر بأمر:"اقعدى كملى اكلك يا وتين مش هتكلم تانى"
وتين بضيق:"بقولك شبعت شبعت احلفلك على مصحف ان انا شبعت ولا تحب اقولهالك بلغة تانية جايز انت مش فاهم جملتى او كلامى"
سيلا بانفعال:"انت ازاى ساكت على قلة ذوقها وادبها دى يا ثائر ها"
وتين:"انا مش قليلة الادب ولا قليلة الذوق انا قولت شبعت هو مش مقتنع هو حر اعمله ايه يعنى"
سيلا:"انتى ايه اصلا علشان تتكلمى معاه كده انتى نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين بصوت منخفض:"انا لعبته اللى بيحب يلعب بيها لما يكون زهقان لعبته اللى خلاص مبقتش قادرة تستحمل اكتر من كده"
"عن اذنكم لما تخلصى يا مريم تعالى هستناكى فى اوضتى علشان نذاكر"
مريم:"ماشى هخلص اكل و هاجى وراكى على طول"
وتين:"عن اذنكم بالهنا والشفا على قلبكم ان شاء الله"
رمزى:'تسلمى يا وتين"
سيلا بصوت منخفض:"واحدة حقيرة بجد وقليلة الذوق"
سمعت "وتين" ذلك وقفت مكانها التفتت لهم بعد ان كانت ذاهبة الى غرفتها نظرت إلى "سيلا"
وتين:"صدقينى انا فى امكانى ارد عليكى بس عاملة احترام لصاحب البيت اللى سيبك تهنينى وسامع وساكت
سيلا:"انا هبقى صاحبة البيت واقول اللى انا عيزاه"
عند هذا تذكرت "وتين" انها مجرد ضيفة هنا لمدة معينة وان هذه المرأة من ستصبح سيدة المنزل وزوجة هذا الرجل الذي يجلس بكل برود ينظر اليهم كأنهم اثنان لا يعنيه شأنهم في شئ
وتين بوجع :"مبروك عليكى البيت وصاحب البيت كمان"
القت كلماتها ذهبت الى غرفتها هو يريد شيئا واحدا الآن ان يعاقبها على ما تفوهت به منذ دقائق ان يعاقب تلك الشفاه التى اصبحت تبتسم بسخرية ويخرج الكلام من بينهما حادا كشفرة السكين ..ولكن هذا ما كنت تريد لماذا الآن انت مستاء لهذه الدرجة فلابد ان تكون سعيدا فدميتك المفضلة اقتربت من قطع خيوطها ...ولكن صبرا هو لا يريدها ان تتخلص من تلك الخيوط يريد ان تكون دائما دميته التى اتضح ان ضعفها لم يكن سوى رماد يتأجج تحته لهيب التمرد فهو نفض ذلك الرماد واحيى تلك النيران التى اصبحت الان تشتعل بداخلها
وصلت الى غرفتها دلفت اليها فهى قد سئمت كل هذا التصنع فهى اصبحت تتصنع امام الجميع انها اصبحت قوية ولكن عندما تختلى بنفسها تعود "وتين" تلك العاشقة لذلك الرجل الذي أصبح معلمها وملقنها فنون القوة والقسوة اثناء تغيير ملابسها وجدت ان رائحة عطره ما زالت عالقة في ملابسها اخذت تستنشق تلك الرائحة بنهم وتلذذ وكأنها تريد ملئ رئتيها من رائحته تذكرت كيف كانت بين أحضانه تذكرت دفء ذراعيه انفاسه الدافئة التى كانت تتململ على وجهها نظره عيناه التى كان يكسوها الحنان صوت دقات قلبه وهى واضعة رأسها على صدره فلو كان الأمر بيدها لكانت ظلت بين أحضانه حتى تلفظ انفاسها الاخيرة ترحل من هذا العالم بقلب قد ارهقه كثرة العشق والشوق
انتهى العشاء صعدت "مريم" الى "وتين" فى غرفتها وذهبت "سيلا" الى منزلها كان يذرع الصالة ذهابا وإيابا تتأجج بداخله نيران حارقة وغضب عارم لو اخرجه من داخله ليحرق من حوله كان" رمزى" جالسا واضعا يده على وجنته ينظر اليه فهو يعلم الآن انه كالبركان بانتظار اى شئ حتى يثور وينفجر
رمزى:'مش تقعد بقى انت خيلتنى يا اخى رايج جاى رايح جاى روشتنى معاك"
ثائر:"مش عايز اقعد يا رمزى انا مرتاح كده واسكت خالص مش عايز اسمع صوت ولا طايق اسمع كلمة من حد"
رمزى:هو ايه اللى حصل لده كله يا ثائر وخلاك بالشكل ده'
ثائر:"انت مش شايف" وتين" اسلوبها بقى عامل ازاى ولسانها الطويل"
رمزى:"مش هو ده اللى انت عاوزه اشرب بقى يا ثائر انا حذرتك افتكرتنى بهزر متلومش غير نفسك"
ثائر:"انا اه عايزها شخصية قوية تدافع عن نفسها بس مش لدرجة انها بقت تسخر من كلامى وترد عليا بالطريقة دى"
رمزى:"ما تسيبها فى حالها بقى يا ثائر وكفاية عليها كده اللى انت بتعمله فيها"
ثائر:'اسيبها فى حالها ازاى يعنى مش فاهم"
رمزى:"يعنى ملكش دعوة بيها بقى وسيبها تخلص دراستها وينتهى العقد اللى بينكم ده بقى"
ثائر:"العقد !"
رمزى:"هو انت ناسى ان فى بينكم عقد اتفاق على الجواز"
ثائر:"فى ستين داهية العقد ده مش هخلى ورقة تبعدها عنى"
رمزى:"انت عايز ايه منها بالظبط يا" ثائر" علشان انا مبقتش فاهمك خالص وجننتنى معاك"
ثائر:"ولا انا بقيت فاهم نفسى ولا عارف انا عايز ايه"
رمزى:'يعنى ايه الكلام ده بقى"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف بالرغم من اللى انا بعمله بس عايزها لما تكون معايا تبقى بضعفها مش بتمردها ده"
رمزى:"سبحان الله فى طبعك انت عايزها ضعيفة ولا قوية ولا انت عايز ايه بالظبط دلوقتى"
ثائر:" عايزها تتعامل مع الكل زى ماهى عايزة لكن معايا عايزها بضعفها باحتياجها ليها أحس انها متقدرش تعيش من غيرى"
رمزى:'غريبة ما انت كنت دايما تقول انك عايزة واحدة تعتمد على نفسها تكون صاحبة قرارات ومتفضلش تزهقك بطلباتها علشان كده انت خطبت "سيلا"
ثائر :" الكلام ده كان زمان قبل ما اقابل وتين"
رمزى:"وايه اللى اتغير لما قابلت "وتين "يا ثائر"
ثائر:"حاجات كتير اوى اتغيرت يا رمزى"
رمزى:"زى ايه بقى الحاجات دى قولى يلا انا سامعك ومعاك للاخر"
ثائر بصراح:"بقيت حاسس انى متلغبط مش فاهم حاجة بقيت دلوقتى مش عايزها تغيب عن عينى عايزها قريبة منى ومتبعديش عنى عايزها تحسسنى ان اللى بين ضلوعى ده قلب مش لوح تلج ولا حجر عايز اعرف يعنى ايه حب يعنى ايه عشق يعنى ايه لهفة وشوق "
رمزى:"كلامك ده بقى خطير يا ثائر"
ثائر:"خطير ازاى يعنى يا رمزى"
رمزى:"انت دلوقتى ابتديت تتعلق بيها والمصيبة ان حضرتك خاطب ولسه مكمل فى خطوبتك دى لاء وكمان قربتوا تتجوزوا"
ثائر:"خايف اخطى خطوة اتصدم فيها جايز تكون مش عيزانى او ان يكون فى حد تانى فى حياتها اول يوم جت فيه هنا البيت نامت فى العربية بصحيها كانت بتنادى على حد وبتقوله يا حبيبى يعنى ممكن تكون هى مشغولة بحد او بتحب حد تانى او فى واحد شاغل تفكيرها"
رمزى:'ولما هى مشغولة بحد اتجوزتك ليه"
ثائر:"مش عارف جايز لسه مشغولة باللى اسمه "أسامة" ده"
رمزى:"اسامة مين ده كمان"
ثائر بغيرة:"دا الواد اللى خاطب هيام قريبتها دى واد تحس انه فرفور وملزق كده معرفش هى عاجبها فيه ايه"
رمزى:"وايه علاقة وتين بيه"
ثائر:"اللى عرفته انه كان عايز يرتبط بيها وهى كانت موافقة بس هيام وقعت بينهم وخطبها هى ويمكن علشان كده هى وافقت تتجوزنى علشان تبعد عن اسكندرية وعنه الظاهر انها كانت بتحبه وحبت تبعد عن هناك ولقت الجواز متى فرصة علشان تهرب منه ومتشفهوش قدامها وهو بيتجوز قريبتها"
رمزى:"انت بقيت عامل زى اللى بيلف فى دايرة مقفولة اللى خطيبتك مش حاسس بحاجة ناحيتها واللى المفروض مراتك مشدود ليها بس خايف لتكون بتحب حد تانى لاء دا كده فل اوى يا ثائر وكده تمام اوى"
ثائر :"مش يمكن "وتين" تنساه و تحبنى انا يا رمزى"
رمزى:"جايز ليه لاء بس كله يتوقف على معاملتك ليها"
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"يعنى عاملها باسلوب كويس حاول تبين اهتمامك بيها عاملها بحنية خليها تشوف منك معاملة تانية"
ثائر:"بس برضه خايف تستغل ده وتزيد فى تمردها وعنادها وانت عارف انا من النوع اللى مبحبش شغل ان فى واحدة تذل واحد بسبب حبه ليها دا انا كنت ادوس على قلبى بالجزمة ولا ده يحصل ابدا وانها ييجى عليها اليوم اللى تحط فيه من كرامتى ورجولتى وان انا اتقبل ده منها تحتى مسمى الحب"
رمزى:'صدقنى لو هى حبتك هتحسسك انك ملك قلبها وانك الرجل الوحيد فى عينيها وان مفيش حد ينافسك فى مكانتك دى عندها وعمرها ما تفكر انها تقلل من شأنك قدام حد بالعكس دى هتدافع عنك قدام اى حد يقول عليك كلمة مش كويسة"
ثائر:'ممكن ده يحصل فعلا"
رمزى:"ممكن اوى ليه لاء بس تصدق انا فرحان فيك يا "ثائر" ههههه
ثائر:"فرحان فيا ليه يا اخويا"
رمزى:"علشان ابتديت تحس باللى انا حاسس بيه جايز يكون فى قلبك شوية رحمة وتقدم ميعاد ارتباطى بمريم"
ثائر:"خلاص يا "رمزى" هى تخلص امتحانات ونشوف لو هى موافقة هخليكم تتجوزوا مش لازم تستنوا لما تنهى دراسة خالص"
رمزى بفرحة:"يا قلبى ياما انت بتقولى انا كده يعنى ممكن كام شهر و"مريم" تبقى مراتى اه قلبى انا مش مصدق"
ثائر...انت هتموتلنا فيها من الأول ما تثبت ياض انت رجالة ايه دى والنبى مش عارف"
رمزى:"والنبى ما انت كمان عمال تلف حوالين نفسك بسبب وتين وتاكل فى نفسك بسببها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف ايه اللى جرالى يا رمزى كأن انا مش أنا"
رمزى:"انا قولتلك عاملها بشوية حنان وحب وبلاش غباوة فالدنيا هتظبط ان شاء الله الستات عموما دايما بيحبوا يسمعوا كلام حلو يحسوا باهتمام اجوازهم بيهم وصدقنى الست لما جوزها يكون كويس معاها ويعاملها بما يرضى الله لو جابلها وردة كأنه جابلها العالم كله ودايما بتبقى عايزة تحس بالأمان وانها تكون واثقة ان فى سند وراها"
ثائر:"الظاهر من معرفتى ب"سيلا" افتكرت ان كل الستات بقت كده"
رمزى:"جايز "سيلا" استثناء لان برضه زى ما فى اللى عايزة يبقلها سند فى اللى عايزة ان مفيش راجل يتحكم فيها وانها عايز توصل وكل ما توصل عايزة اكتر كأنها عايزة تبقى ملكة العالم ناسية جانب مهم فى حياتها انها تبقى انثى وانا مش قصدى ان "سيلا" كده "سيلا" طبعا انت شايف هى جميلة قد ايه وطبعا مهتميه بمظهرها ومفيش فى شياكتها بس قلبها وعقلها ميعرفوش حاجة غير انها لازم تبقى سيدة اعمال ما حصلتش ده يحصل ازاى متعرفش المهم توصل والنوع الوصولى ده متعب لانه مبيشبعش كل ما ياخد عايز اكتر"
بات يفكر كيف سيكون تعامله مع تلك المتمردة الذى كان هو السبب فى تمردها فهولا يشغله الآن سوى ذلك الشعور الذى بدأ ينمو في قلبه بسبب تلك الفتاة
***
"فى منزل أسامة"
كانوا مجتمعين لتناول العشاء عندما بدأ والده يسأله عن مخططاته المستقبلية التى ينوى فعلها قريبا "
رفعت:"انت ناويت على ايه يا أسامة"
أسامة باستغراب:"ناويت على ايه فى ايه يا بابا مش فاهم"
رفعت:"فى موضوع جوازك يا ابنى هيكون ايه يعنى"
أسامة:" برضه مش فاهم ماله موضوع جوازى"
نادية:"يعنى يا حبيبى هتبتدى تجهز شقتك امتى وتشوف هتختاروا ايه فى عفش الشقة"
رفعت:"ايوة لان خطيبتك خلاص كلها كام شهر وتخلص دراسة"
أسامة ببرود:"واحنا مستعجلين على ايه الدنيا هتطير"
رفعت"ليه انت ناوى تقعد خاطبها طول العمر ولا ايه"
أسامة:"مش طول العمر ولا حاجة بس كله بأوانه وزى ربنا مايريد بقى"
نادية:'احنا مش فاهمين حاجة من كلامك ده يا أسامة وقصدك ايه بده كله"
أسامة:"مقصديش حاجة يا ماما"
رفعت:"انت بتلف وبدور على ايه ما تفهمنا انت بتفكر فى ايه متسبناش زى الأطرش فى الزفة كده"
نادية:'اوعى تكون بتفكر تسيبها يا أسامة"
أسامة:"وايه يعنى لو سبتها هو كل المخطوبين بيتجوزوا"
رفعت:"عايز تطلعنا عيال قدام الناس تخطبها شوية ولما تزهق تسيبها"
أسامة:'هو انتوا يعنى شوفتونى سبتها"
نادية:"انت من امتى وبقيت كده انت مبقتش ابنى اللى اعرفه كأنك واحد تانى انا معرفوش"
أسامة:"ده كله علشان ممكن اسيب هيام"
نادية:'علشان انت بقيت تتصرف تصرفات غريبة تيجى الاول تقولنا عايز تتجوز "وتين" ولما نروح نخطبها واحنا قاعدين تقول انا عايز اخطب" هيام" وتخطبها انتقاما من "وتين" دلوقتى عايز تسيبها بعد ما" وتين" اتجوزت "
تذكر "أسامة" كيف أصبحت "وتين" زوجة رجل آخر رجل ليس له سبيل لمنافسته لماذا لا يستطيع نسيانها لماذا كلما يحاول اقناع نفسه انها فتاة لا تستحق ان يتذكرها يجد ان قلبه رافضاً هذا الكلام الذى يقنع به عقله ولكنه مقتنع الآن ان لا يستطيع اكمال زواجه من" هيام" اراد التحدث معها بشأن فسخ الخطبة قام بالاتصال عليها
أسامة:"الو ايوة يا هيام"
هيام:"انت لسه فاكرنى يا أسامة"
أسامة"انا كنت عايز اقابلك علشان موضوع مهم عايز اكلمك فيه"
هيام:"خير موضوع ايه ده اللى عايز تكلمنى فيه"
أسامة:"مش هينفع الكلام في التليفون لازم اقابلك واشوفك"
هيام:'ماشى خليها كمان يومين علشان انا اليومين دول مش فاضية"
أسامة:"ماشى ان شاء الله سلام"
هيام:"مع السلامة"
بعد انتهاء المكالمة ظلت "هيام" تفكر ماهو الموضوع الذى يريد" أسامة" ان يتحدث معها بشأنه
هيام:ياترى هو عايز ايه منى أسامة وعايز يكلمنى فى ايه"
عايدة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام" ولا ايه"
هيام:'لاء بس" أسامة "اتصل عليا قال عايز يشوفنى ويكلمنى فى موضوع مهم"
عايدة:'جايز عايز يكلمك فى ميعاد الفرح ولا حاجة"
هيام:"ادينى هشوف عايز ايه كمان يومين"
***
حاولت "وتين" إلهاء نفسها من هذا لكى تكف عن التفكير ب"ثائر' ولكن كيف السبيل الى ذلك وهى تراه امامها دائماً حتى فى أحلامها تجده دائما موجودا لاحظت" مريم" تغيرها أرادت أن تسألها مابها
مريم:"مالك يا وتين فى إيه"
وتين:"مالى فى ايه انا كويسة"
مريم:"ملاحظة انك من فترة وانتى مش على طبيعتك"
وتين:"لاء انا تمام بس جايز علشان الامتحانات قربت فمتوترة شوية"
مريم:"متأكدة ولا فى حاجة تعباكى انا دلوقتى بقيت اختك وصاحبتك وحبيبتك فقوليلى فى ايه"
وتين بابتسامة...صدقينى يا حبيبتى مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"ماتيجى نستأذن من عمو ونروح سينما بكرة الواحد زهق من قاعدة البيت"
وتين:"وتفتكرى هيوافق ان احنا نخرج لوحدنا ونروح السينما"
مريم:"اهو هنقوله ونشوف يمكن يوافق"
وتين:"ماشى قوليله وشوفيه هيقول ايه"
مريم:"بس انتى كمان قوليله معايا يمكن نأثر عليه احنا الاتنين"
وتين بدون وعى:"هو عمك ده فى حاجة بتأثر فيه او بتأثر عليه"
مريم:"ليه بتقولى كده دا عمو حنين جدا"
وتين:"فعلا منكرش بس يمكن قاسى وصعب شوية"
مريم باعجاب:"وده اللى محليه زيادة دا فى ستات بتموت فيه بسبب شخصيته دى"
وتين بغيرة:"آه انتى هتقوليلى هو عمك بيحب خطيبته يا مريم"
مريم:"مش عارفة والله مش شايفة بينهم الحب اللى الواحد بيشوفه ده بين المخطوبين او اللى على وش جواز تحسى كأنهم اتنين داخلين صفقة يا تنجح يا تفشل"
وتين:"وهى دى تبقى عيشة"
مريم:'انتى تعرفى ان "سيلا' زى ما تكون لقت كنز ومش عايزة تسيبه او تفرط فيه"
وتين:"ازاى يعنى"
مريم:"سيلا عندها شركة بس مش هقولك انها كبيرة اوى زى شركتنا وان اللى عامل صيت لشركتها ارتباطها بعمو "ثائر" لان ليه اسم ومركز وساعات هو اللى بيمولها صفقات لشركتها وهى طبعا حابة ان يكون لها اسمها ولو على حساب اى حد"
وتين:"وعمك عارف انها كده وساكت"
مريم:"عمو من النوع اللى مبيخليش قلبه يتحكم فى تصرفاته بيحكم العقل بس"
وتين:"ودى هتبقى حياة بينهم لما يكونوا هم الاتنين عايشين مع بعض زى الآلات"
مريم:'اقولك على حاجه يا "وتين" ومتقوليش عليا هبلة"
وتين بمزاح:'قولى وانا مش هقول عليكى هبلة هقول عبيطة'
مريم:'كده ماشى يا "وتين" مش هقولك"
وتين:'لاء قولى بقى متعلقنيش وتسيبينى"
مريم:"انا نفسى انك تبقى انتى اللى مرات عمو بجد وتفضلى عايشة معانا هنا ومتسبيناش انا نفسى اشوف عمى عايش سعيد فى حياته يحب ويتحب مش يعيش مع واحدة تكلمه بالارقام والصفقات اقولك على حاجة مش هتصدقيها"
وتين:"حاجة ايه دى"
مريم:'ان عمو بالرغم من وسامته دى كلها والستات اللى عينها منه انه معرفش واحدة فى حياته غير" سيلا" بس وكمان ارتبط بيها علشان هو عاجبه تفكيرها وشخصيتها القوية زى المثل اللى بيقول اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش"
وتين:"انتى عايزة تقنعينى ان عمك ايام جامعته مكنش خاربها زى اى شاب بيحب يصاحب بنات والجو ده وخصوصا انه وسيم وغنى والكلام ده كله"
مريم:"فعلا مصاحبش حد ولا كان فى حياته واحدة لما كان بابا يسأله على الموضوع ده يقوله طب هستفاد ايه لما اصاحب واحدة واضحك عليها بكلام وفى الاخر هسيبها وادور على غيرها هم برضه ولاد ناس اهلهم تعبوا فيهم فليه اكسر قلب واحدة ويييجى عليا الوقت اللى ربنا يبعتلى اللى يكسر قلبى"
استمعت "وتين" لكلام مريم بشئ من الاعجاب والتعجب ما تركيبة هذه الشخصية الغريبة كأنه يجمع جميع المتناقضات فى شخصيته
وتين:"عمك ده فعلا غريب أوى يا مريم"
ثائر:"وغريب فى ايه بقى يا وتين"
سمعت صوته نظرت خلفها وجدته واقفاً يحمل فى يده عدة حقائب ينظر اليها يرفع احدى حاجبيه من تعجبه من كلامها ظلت تنظر اليه بدون التفوه بكلمة واحدة فكلما تحاول فتح فمها للكلام و لكنها لا تجد كلمات تقولها ولكنها لا تعلم بأن حركة شفتيها الصامتة جعلته يدرك ان تلك الفتاة ستأخذه الى طريق الهلاك
مريم:"عمو ايه الشنط دى كلها"
ثائر بابتسامة:"كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى"
مريم:"تصدق والله ماكنت فاكرة ان بكرة عيد ميلادى"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:"وانتى طيبة يا "وتين" جبتلى ايه بقى"
ثائر:"دى حاجتك ودى حاجة وتين"
وتين باستغراب:''حاجتى انا ! بس انا مش عيد ميلادى بكرة"
ثائر:'عارف انه مش عيد ميلادك بس مش معنى كده ان مجبش ليكى هدية زى مريم"
وتين باستفزاز:" اه افتكرت ان انا زى" مريم" عندك ولازم اللى تجبهولها تجبلى زيه"
ثائر:" ودى حاجة مضيقاكى يا وتين"
ارادت القول انها حقا لا تريد تلك المعاملة التي يتعامل بها مع ابنة أخيه هى تريد معاملة من نوع آخر تريد الاقتراب أكثر منه تريد ان تغفو على صوت نبضات قلبه تريد ان يكون اول ما تراه عينيها عندما تفيق من نومها تريد ذلك القلب الذى علمت للتو انه ربما لم تسكنه أنثى من قبل
فتحت "مريم" و"وتين" الحقائب كانت عبارة عن فستانين بمشتملاتهم وايضا لكل منهم قلادة عبارة عن قلب يتوسطة زمردة جميلة اتسعت عيونهم من جمال تلك القلادتين
مريم:"الله ايه السلسلة الجميلة دى يا عمو"
ثائر:"عجبتك يعنى يا حبيبتى"
مريم:"دى تهبل يا عمو ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب"
ثائر:'ولا منك يا حبيبتى عجبتك يا وتين"
وتين بانبهار:"انا اول مرة اشوف حاجة بالجمال ده انا متشكرة جدا"
ثائر:"بكرة ان شاء الله عايزكم تلبسوا الفساتين دى علشان هنخرج نتعشى برا "
مريم:'احنا التلاتة بس"
ثائر:'لاء رمزى جاى معانا او بالاصح هو اللى عازمنا على العشا"
وتين:"احنا النهاردة كنا هنطلب منك نروح سينما بكرة"
ثائر:'مفيش مشكلة نروح سينما وبعدين نروح نتعشى"
مريم:'دا احلى عيد ميلاد ده ولا ايه"
ثائر:"مبسوطة يا مريم"
مريم بفرحة عارمة:"دا انا هموت من الانبساط ياعمو"
كانت تختلس النظرات له من حين لآخر ولا تجد ما تقوله فهو يجعلها تطير لسابع سماء ثم يجعلها تهبط لسابع أرض بمجرد كلمة ينطقها فهو بات يحيرها فكيف السبيل الى فهمه.اخذت كل من هن هديتها وذهبت الى غرفتها تتبعها نظراته وهى تتهادى فى مشيتها بتلك الخطوات الهادئة وتبتسم ل"مريم" تلك الابتسامة التى عندما يراها يشعر بنيران تشتعل بداخله تلتهم قلبه وتحرق اوردته التى صارت صارخة باسمها الآن فهو ان لم يسيطر على تلك الانفعالات ربما سيصل به الأمر إلى مرحلة هوس الامتلاك سيجعلها ملكه راغبة او معترضة فلن ينعم أحد غيره بالنظر اليها اوالاقتراب منها فهى ستكون له ولن تكون لسواه .افاق من حديثه مع نفسه متعجباً من كل تلك الافكار التى تراوده بشأنها فمنذ متى وهو هكذا تمتلكه رغبة الاقتراب من اى انثى كانت ولكنها ليست اى انثى فهى زوجته فياله من مسمى جعل تلك الابتسامة الجذابة ترتسم على شفتيه بالتزامن مع ضربات قلبه الجنونية
***
كان وضع خطته التى ستكون سبب دمار " ثائر العمرى" وهى التخلص من إبنه اخيه تلك الفتاة التى يعلم الجميع من تكون بالنسبة له فهو سيمحى اى احد يفكر فى ايذاء تلك الذكرى المتبقية من اخيه الراحل لذلك هو يريده ان يحترق قلبه ايضا على تلك الفتاة مثلما احترق على أبيها ثم سيمحيه هو ايضا من الوجود وكأنه على تصميم بجعل اسم عائلة ( العمرى) ينحدر وينحسر ولا يبقى احد منهم
" المرة دى مش عايز غلطة انتوا فاهمين "
الحارس:" بس يا باشا دى مبتخرجش لوحدها لو خرجت هو بيبقى معاها ولو راحت الكلية بيبقى السواق معاها بيوديها ويجيبها وهى من البيت للجامعة مش بتخرج فى اى حتة تانية الا اذا كان عمها معاها وانت عارفه اخر مرة ضرب الراجل بتاعنا وكسرله ضلعين وهو بس كان فاكر انه بيعاكسها دا لو كان عرف انه كان ممكن يقتلها كان زمانه خلص عليه"
" انا مش جايبك علشان تذكرلى محاسنه بسلامته انا عايز اشوف فعل انا مش مشغل معايا شوية اغبياء"
الحارس:" والله يا باشا بنفذ كل كلامك بالحرف بس مش عارف عمها ده بيطلع منين ذى ما يكون عارف احنا بنفكر فى ايه دايما يكون حاضر فى الوقت اللى هى بتكون فيه فى خطر"
" وايه اخبار البت اللى جت عاشت معاهم دى كمان عرفتوا حاجة عنها"
الحارس:" انت يا باشا بتقول انك عرفت انها قريبته احنا منعرفش حاجة تانية غير كده"
" والله يعنى انا اللى اعرف واجيب الاخبار وانتوا مبتعملوش حاجة كويس ان انا مبعتمدش عليكم انتوا بس يا شوية اغبياء"
الحارس بخوف:" اؤمر يا باشا اللى هتقول عليه هنفذه بالحرف الواحد"
" وهى خارجة من الكلية قبل ما تركب عربيتها تكون مجهز واحد يخبطها بالعربية"
الحارس:" طب ما ممكن نضربها بالرصاص"
" تضربها بالرصاص يا غبى فى مكان عام زى ده انا عايز الموضوع يبان انه حادثة مش حاجة متخططة"
الحارس:" أوامرك يا باشا ننفذ بعد بكرة علشان بكرة اجازتها من الكلية"
" ماشى ولو حصل غلط المرة دى قول على نفسك يا رحمن يا رحيم"
سمع الحارس هذا الكلام ابتلع ريقه بخوف فهو اذا اخفق فى تنفيذ كلامه سيرسله هو الى الجحيم سريعاً وبدون تردد
***
تجلس على تلك الارجوحة مغمضة العينين تشعر باهتزاز جسدها من حركة الارجوحة المستمرة لم ترى ذلك الذى يقف على مسافة ليست ببعيدة يتأمل تلك الملامح القاتلة والتى ربما ستكون بوابة عبوره الى جحيم الغيرة اذا صح ظنه وكانت تحب أحد آخر او ربما ما زالت تفكر فى ذلك الشاب المدعو " أسامة"الذى كرهه منذ ان رأه فتحت عيناها اعتدلت فى جلستها تنظر اليه باستغراب لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟
وتين:" حضرتك بتبصلى كده ليه فى حاجة"
ثائر:" لاء مفيش "مريم" فين"
وتين" دخلت البيت علشان تجيب حاجة تاكلها"
ثائر:"آه متنسيش النهاردة هنخرج نحتفل بعيد ميلاد مريم"
وتين:" مش ناسية حضرتك وفاكرة"
ثائر:" عجبتك الهدية والفستان حلو ولا مش عاجبك"
وتين باقتضاب:" كويس شكرا لكرمك"
ثائر باستفزاز:" الشكر لله وانا قولتلك انتى زيك زى مريم عندى يا وتين"
وتين بغيظ:" اه عارفة يا عمو"
ثائر باندهاش:" عمو"
وتين باستفزاز قوى:" مش بتقول انا زى" مريم "يبقى لازم اقولك يا عمو زى هى ما بتقولك عن اذنك بقى يا عمو علشان اشوف هعمل ايه علشان بالليل نخرج نتفسح يمكن ربنا يرزقنى بعريس حلو كده وتجوزهولى"
قالت ذلك ارادت الذهاب وجدته يجذبها من يدها بقوة مرة واحدة حتى ارتطمت بصدره وقفت مذهولة بسبب قوة قبضة يده على معصمها الذى كان على وشك تحطيم عظامه ينظر اليها نظرات جحيمية تنبعث من عيناه جازاً بقوة على أسنانه يتحدث بنبرة صوت تحمل غضباً شديداً
ثائر:" انتى عايزة تتجوزى يا آنسة وتين"
وتين باستفزاز:" مش انت اللى كنت بتقول لما احب حد هننفصل وهتجوزهولى مش هو ده اتفاقنا ولا انت نسيت العقد اللى بنا والى حضرتك كاتب فيه شروط العبودية بتاعتى يبقى خلاص انا ربنا يكرمنى بحد كويس كده يعجبنى واخلص من العقد ده واعيش زى البنى ادمين الطبعيين"
ثائر بغيظ:" ومين ده بقى اللى عاجب الآنسة مراتى"
وتين بابتسامة سخرية:" مسيره هييجى بس انت بتقول انامراتك! تصدق انا كنت اصلا ناسية الحكاية دى خالص يا..عمو "
ثائر:" ناسية! مفيش مشكلة انا عندى استعداد افكرك واخليكى متنسيش الحكاية دى أبداً ولا تنسى انك مراتى”
عندما اراد الاقتراب منها لمح خروج ابنة اخيه اليهم وهو يقسم انه اذا لم تحضر " مريم " فى تلك اللحظة كان سيتصرف معها بطريقة أخرى تلك الطريقة التى ستجعلها "وتين ثائر العمرى" حقاً وليس مجرد حبراً على الورق وستظل تتذكر ذلك لما تبقى من عمرها
حضر "رمزى" الى المنزل مرتديا ملابس أنيقة جدا فاليوم ذكرى مولد حبيبته ويريد ان يجعله يوما مميزا لها كان "ثائر" ايضا يحرص على ان يكون يوماً مميزا لابنة أخيه فهو يشعر الآن بالسعادة بسبب خروجها من عزلتها وكل هذا بسبب تلك الفتاة التى ساعدتها على تحسن حالتها النفسية ولكن اوصلته هو إلى حالة اسوء بسبب تلك البراءة التى تمتلكها والتى ستكون السبب فى تحطيم كل حصونه المنيعة فتلك الحصون بدأت بالتصدع وقريبا ربما تتحطم وتنهار بشكل كامل
كانت كل من "وتين" و"مريم" فى غرفتها تنتهى من ارتداء تلك الملابس التى اهداها لهم "ثائر" فكانت الملابس متشابه باختلاف اللون فستان "مريم" باللون النيلى وفستان" وتين' باللون الوردى
نظرت الى نفسها فى المرآة بعد ان انتهت سحبت القلادة من علبتها الخاصة بها وارتدتها فهى اول مرة ترتدى شئ ثمين كهذا وليس من اى أحد فهى هدية من زوجها ابتسمت لنفسها فى المرآة فمن يراها لا يصدق انها هى نفسها "وتين" تلك الفتاة التى عانت الامرين بعد موت والديها ولكن اراد الله ان يجعل" ثائر" منقذها من كل هذا ولكنها عندما تذكرت ان اقامتها هنا اقامة محددة وان زواجها منه مجرد جواز شكلى وجدت نفسها تبكى بمرارة على حالها وضعت يدها على وجهها وبكت هل سيأتى يوم وتغادر هذا المنزل هل سيأتى يوم ويكون "ثائر" ذكرى فى حياتها فهى كيف ستتحمل ذلك؟ كيف تتحمل ان لا تسمع صوته حتى وان كان غاضباً ان لا ترى وجهه حتى وان كان عابساً؟ سمعت طرق على الباب ظنت انها "مريم"
وتين بدموع: "ادخلى يا مريم الباب مفتوح"
انفتح الباب ولكن الطارق لم يكن سوى "ثائر" استغربت وتين لماذا اتى الى غرفتها لماذا اتى اليها الآن و هو بتلك الجاذبية المهلكة لقلبها واعصابها بتلك الوسامة التى باتت تلعنها فبمجرد رؤيته يغلبها الشوق والحنين؟ فمسحت دموعها سريعا ولكنه لمحها
وتين:"ايوة فى حاجة حضرتك عايز حاجة خير"
ثائر:"وتين انتى كنتى بتعيطى ولا ايه"
وتين بتوتر:"لا ابدا وهعيط ليه ايه اللى يخلينى اعيط يعنى مفيش حاجة"
ثائر:"انتى بتكذبى عليا يا "وتين" ولا على نفسك"
وتين بقلة حيلة ونبرة حادة:''حضرتك عايز ايه دلوقتى هو انت واقفلى على الواحدة بتعد عليا حركاتى ناقص تعد عليا انفاسى اللى بتنفسها كمان حتى لما اعيط تقولى بتعيطى ليه هو ممنوع ان اعيط كمان حرام يعنى ولا ايه"
ثائر بعصبية:"انتى مش ملاحظة انك بقيتى حادة في كلامك معايا اوى يا "وتين" ولسانك بقى طويل أوى ومش عاملة احترام لحد"
وتين:"ماهو انت السبب فى اللى انا فيه عياط مش عايزنى اعيط لو حد كلمنى تزعقلى وتقولى ردى عليه تقولى يا جبانة انتى معندكيش شخصية انت عايز منى ايه بقى حرام عليك سيبنى فى حالى انت مفيش حاجة تشغلك عنى وترحمنى بقى انت دلوقتى زعلان من حدتى فى الكلام ولسانى الطويل مش هو ده اللى انت عايزه وانا مقدرش ازعلك وخلاص هو ده هيبقى اسلوبى من هنا وجاى خلاص "وتين" لعبتك خلاص قطعت خيوطها ومش هتسيبك انت او غيرك يضايقها بعد كده خلاص"
كانت تتحدث بسرعة حتى انها لا تلتقط انفاسها كأنها تريد ان تبوح بما داخلها والا وصلت الى حافة الانهيار لم يعلم ان وصل بها الأمر الى هذا الحد من التمرد
ثائر بتأثر"وتين انتى بتكرهينى علشان اللى بقولهولك ده بتكرهينى علشان كنت عايزك تبقى قوية قولى يا وتين"
لم تنطق بكلمة فماذا تقول له ؟هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر بحدة:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا وتين علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى"عيزاك انت انت يا "ثائر "ومش عايزة حاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:"عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"