اخر الروايات

رواية الخطيئة كاملة بقلم سلمي سمير

رواية الخطيئة كاملة بقلم سلمي سمير 


روايتنا من واقع مجتمعنا المريرة بكل سلبياتها وأيجابياتها
تحكي عن فتاة جميلة لا يغرها جمالها فتسقط ولكن يخونها قلبها فتهوي الي الخطيئة
_____
أبطال رواية ( الخطيئة)
عائلة فخري عبد الرحمن
الأب / فخري عبد الرحمن مهندس في شركة الكهرباء
الأم/ أشجان السيد موجهه عامه بوزارة التربية والتعليم
الأبنة الكبري/ مايا فخري طالبه في اولي ا علام ١٩سته
الأبن الأوسط/ مصطفي فخري١٧ سنه
الأبن الأصغر/ مؤمن فخري ١٥ سنه
الدلوعة الصغيرة/ ميار فخري ١٣سنوات
سهيلة فتحي عبد الرحمن / ١٨ سنه في الدبلوم
فوزي فتحي عبد الرحمن ٢٨سنه متزوج
عائلة ياسين سراج
الأب/ ياسين سراج مزارع
الأم/ تحية العوضي ربة منزل
الأبن الاكبر/ نور ياسين شاب مكافح عجلاتي ٢٥ سنه
الأبنة / نجوي ياسين ١٨
الأخ الأصغر / فارس ياسين ١٤ سنه
الصديق / مراد الأسناوي طالب هندسه ٢٢ سنه
الصديقه / غادة شوقي طالبة صيدله ١٩
وبعض الشخصيات تظهر مع الأحداث
انتظروني وراية( الخطيئة)
#بقلمي/سلمي سمير
_______________
#الخطيئة
#البداية
#الفصل_الاول
**__**___**___**___**
في إحدى أحياء القاهرة القديمة، وتحديدا في حي شبرا، منبع الشهامة و الرجولة والجيرة الحسنة، و الورش الصناعية.
في أحد حواري شبرا تدخل بنت رائعة الجمال، ذات قوام ممشوق وقد نحيل، لتخطف لب كل شباب الحارة، لكن الأجمل من جمالها الفاتن الخلاب سمو أخلاقها والتزامها الديني ومظهرها المحتشم، ليزيد من جمالها مع حجابها الذي جعل منها حلم كل الشباب، و أصبحوا يتمنونها كزوجه وشريكة لحياتهم.
تمر من أمام ورشة نور العجلاتي، ويقوم أحد زبائنه بمغازلتها قائلا
" يا جمالو على الغزال الشارد، اسمك إيه يا جميل؟".
لتكمل الفتاة طريقها دون أن تعيره انتباهاً أو ترد عليه
وتسمع صوت جارها نور وهو ينهره بغضب وحدة قائلا
"اسمع يا حضرت، يا تحترم نفسك يا تتفضل تآخد عجلتك وتمشي من هنا، بنات الحاره إخواتنا، واللي يغلط في وحده منهم كأنه بيغلط في كل رجالتها، فاهم وإلا لاء".
ويتركه ويذهب مسرعا نحو الفتاة ويهتف باسمها
"آنسه مايا، آنسه مايا".
تلتف له مايا وتتطلع له بحيرة وترى بعينيه نظرة غامضة لا تستطيع أن تفهمها، لكن بسبب نظرته لها سرت قشعريرة في أوصالها جعلتها ترتعد وتجيبه بتوتر قائلة
"نعم يا أسطى نور".
يرتبك نور من خجلها ويقول لها " أنا آسف من الكلام اللي صدر من الزبون، بس أنا مسكتلوش، لكن كنت عايز أسألك سؤال، إيه سبب الصويت اللي كان في بيتك من شويه؟، هو حصل حاجه عندكم كفا لله الشر؟، قوليلي، أنا في الخدمه".
نظرت له مايا باستغراب وتساؤل " صويت إيه؟، أنا لسه راجعه من الكليه، معرفش حاجه عن إذنك أشوف جرى إيه؟".
وتتركه وتذهب مسرعة إلى بيتها، بينما يعود نور إلى ورشته وهو حزين، ليقابله صديقه مراد وهو يضحك بسخرية
" بقى كنت عايز تعرف إيه سبب الصويت يا نمس؟، مش سألت من شويه وقالوا إن أخو المهندس فخري مات، وإلا كان نفسك تسمع صوتها، بس بصراحه البنت تستاهل، انت ليه ما بتفكرش تتقدم ليها بدل ما بتقعد بالساعات منتظر رجوعها كل يوم من الكليه، وتتحجج بأي حجه علشان تكلمها وتسمع صوتها".
يشرد نور ويتنهد بحرقه
"صعب يا مراد، دي بنت ناس، ومتعلمه، وأبوها مهندس، وأمها موجهه عامه بوزارة التربيه والتعليم، معقول يقبلوا بواحد فقير زيي، وأقل منها كمان في التعليم، حتى لو كنا جيران وعارفين بعض طول العمر، مايا دي حلم، وكمان أنا ماقدرش أتقدم ليها وأترفض، لازم الأول أتاكد إنها موافقه عليا، أنا علشانها كملت تعليمي وآديني دخلت الهندسه، وهابقى مهندس زي أبوها، ومن هنا لحد ما أخلص تكون هي خلصت كليتها، وأقدر أعرف حاسه بيا وإلا لاء، وادعيلي بقى يا زميلي واتفضل بينا على الكليه، وإلا ناسي إننا عندنا محاضرة مهمه يا باشمهندس".
تطلع له مراد بإعجاب ودهشة
"بقى هي السبب في إنك تدخل هندسه، أول مره تقولي السبب، ورغم فارق السن اللي بينا مش ناسي يوم ما نجحت في الإعدادية ،وجيت تقولي أنا عايز نبقي أصحاب ونذاكر سوا، ساعتها كان عندك تسعتاشر سنه، و قدمت لثانوي منازل واتفوقت عليا ودخلنا سوا الهندسه، وبتعتمد عليا في الأيام اللي مش بتروحها، بس إفرض بعد كل تعبك ده رفضتك، هتعمل إيه؟".
ارتسمت على محيا نور علامات الحزن وتنهد قائلا
"هادور على بنت الحلال اللي تشاركني حياتي، ومتنساش إن أختي نجوى هتتجوز في الأجازة، وأمي وأبويا هيسافروا الصعيد يعيشوا هناك، وأخويا فارس معاهم، وهافضل أنا لوحدي، يعني محتاج لحد يآخد بحسي ويملى حياتي، ولو ماكانتش مايا هتكون واحده شرياني وباقيه عليا بوضعي الحالي من غير ما تعرف إني مهندس لإني باعتز بصنعتي وورشتي، اللي خلتني أقدر أصرف على أهلي وأجهز أختي وأكمل تعليمي وتعليم أخويا، شرف ليا إني أبقى الأسطى نور".
ابتسم له مراد قائلا
"طيب يلا بينا يا عم الرومانسي، ده انت طلعت عاشق ولهان، بس بصراحه البنت تستاهل جمال وأخلاق وجسم ولا المنيكان، بجد يا بخته اللي تبقى من نصيبه".
ينظر نور لبيت مايا بتحدي وإصرار
"إن شاء الله هاكون أنا نصيبها، لإني أنا الوحيد اللي هيقدرها، ويصونها ويعرف قيمتها، مايا دي زي الجوهرة، اللي يملكها لازم يحافظ عليها بضي عيونه"
ً"وانت احسلك تلم لسانك ومتجبش سيرتها تاني وتتغزل فيها قدامي لطلع عينيك."
يضحك مراد في مرح
"لا، انت حالتك صعبه، يلا يا هندسة، هنتأخر على المحاضرات".
ويذهبا سويا لكليتهم التي لا يعلم عنها أحد غيرهما شيئا.
....................
أما في بيت مايا
تصعد إلى شقتها مسرعة وتفتح الباب لتجد أمها تبكي، متشحة بالسواد وأبيها بعيون دامعة، وأخيها مصطفى يحمل حقائب السفر في يده.
تصيح فيهم مايا بقلق وخوف
"حصل إيه يا ماما؟، وفين ميار ومؤمن؟، جرالهم حاجه طمنوني".
تغمرها أمها بحضن قوي لتهدأ روعها قائلة
"متقلقيش يا مايا، اخواتك بخير، هما لسه بمدارسهم، بس عمك فتحي تعيشي انتي وأنا و أبوكي مسافرين دلوقتي ومعانا أخوكي مصطفى، وانتِ هتفضلي مع اخواتك لحد ما نرجع، يمكن نغيب يوم أو يومين هناك".
بكت مايا بحرقة على فراق عمها ،وذهبت إلى أبيها لتحضنه وتواسيه وتعزيه في فقدانه لأخيه الوحيد، وسألت أمها
"هو أنا مش هاجي معاكم؟، أكيد سهيلة بنت عمي محتاجاني جمبها، وبالذات إننا تقريبا في نفس السن".
تتنهد أمها بنفاذ صبر
"واخواتك ودراستهم، مين هيآخد باله منهم، وإذا كان على سهيلة، أنا هافضل جمبها، ده غير مرات أخوها معاها مش هتسيبها، المهم لو عندك كليه بدري خدي اخواتك في طريقك، لكن لو متأخر متروحيش، مش عايزاكي تسيبي اخواتك لوحدهم وبالذات ميار انتي عارفه إنها شقيه ومينفعش تتساب لوحدها،وكمان مؤمن عليه بكره امتحان اقعدي راجعي معاه، مش هاوصيكي اخواتك يناموا بدري علشان يصحوا فايقين لمدارسهم، ولو احتاجتي حاجه اتصلي بينا، يلا يا أبو مصطفى خلينا نلحق أخوك قبل ما يندفن".
و قبلت ابنتها مودعة لها و احتضنها والدها معطيا لها مبلغاً من المال
"خدي خلي الفلوس دي معاكي علشان لو اخواتك احتاجوا حاجه، وزي ما ماما قالتلك لو احتاجتي حاجه اتصلي بينا، سلام يا مايا وخلي بالك من نفسك واخواتك".
وتركوها مغادرين، لتغلق مايا الباب خلفهم، وتدخل غرفتها، وتسحب مذاكراتها وتكتب بها كل ما حدث لها بالتفصيل.
....................
بعد أقل من ساعتين يصل فخري وزوجته وابنه إلى منزل أخيه، ويقابلهم ابن أخيه فوزي ويحضنه وهو يبكي
"نورت يا عمي دار أخوك اللي نورها انطفى بموته".
يربت عليه فخري بحزن
"البركه فيك وفي أولادك، تمدوا اسمه فيكم وتكبروا سلساله، فين سهيلة؟، عايز أعزيها أنا ومرات عمك، وانت يا مصطفى خليك هنا جمب ابن عمك لحد ما أرجعلك".
يرافقهم فوزي ليدخلوا لإحدى الغرف و يسمعوا نحيب وعويل، لينهرهم فوزي بحدة وغضب
"اللي هاسمعها بتصوت هاطردها بره، تعالي يا سهيلة عمك فخري عايزك هو ومرات عمك".
تخرج سهيلة مهرولة وتغمر عمها بحضن قوي وهي تبكي وتصيح بحرقة
" أبويا مات يا عمي ومافضلش ليا حد بالدنيا يحن عليا ويرحمني، أرجوك يا عمي خدني معاك، أنا مش هاقدر أعيش مع فوزي ومراته، هما سبب موت أبويا من ظلمهم ليا".
تطلع فخري لفوزي في غضب وسأل سهيلة
"ليه؟، حصل إيه بينهم؟، وليه ماتصلتيش بيا مدام أخوكي افترى على أخويا، كنت جيت علمته الأدب، مدام أخويا ماقدرش عليه".
تجاهلت سهيلة نظرات أخيها الغاضبة الموجهة لها وتحدثت وهي تبكي بحرقه
" أخويا عايز يجوزني واحد أكبر مني بخمستاشر سنه، علشان عنده أرض و مزرعه، وكان هيدي لأخويا فدان مهري، كان عايز يبيعني وأبويا وقف له، لكن أخويا قرا الفاتحه، وحطه أمام الأمر الواقع فاتحسر ومات".
صفع فخري فوزي على وجهه وصاح فيه
"خلاص، رجلك شالتك، و شايف نفسك راجل، وجيت على أبوك الراجل الكبير، وكنت عايز تبيع أختك، ليه؟، ما انت عندك الكتير اللي أبوك سايبهولك انت وأختك، مبسوط كده لما قضيت على أبوك!!، بس اسمع، أنا االي هاقف ليك وهاحمي بنت أخويا من ظلمك، بعد العزا ما يخلص أنا هآخدها تعيش معايا في مصر، وهاربيها وهاجوزها، ومش عايز حاجه من ميراثها، أنا كفيل بيها، يلا غور من وشي مش طايق أشوفك، لولا العزا والناس اللي جايه تآخد بخاطري في أخويا أنا كنت سافرت دلوقتي ".
صاح فوزي فيه بغضب
"عمي، حكمك على بيتك، مش عليا، سهيلة أختي وأنا اللي عارف مصلحتها وهأجوزها اللي هيصونها وهي مخطوبه، وخلصنا من الموضوع ده وبموافقة أبويا الله يرحمه، العريس هيصبر تخلص شهادتها و هتدخل، ومفيش كلام غير اللي قولته".
ينظر له فخري بغضب ويقول بحدة
"أنا كبير العيله، وكلمتي اللي هتمشي، ومدام أختك مش عايزاه مش هتتجوزه، وكلمتك معاه انت بس الملزم بيها، لكن من النهارده أختك هتبقى تحت وصايتي ومدام عند بعند، كل ميراثها هآخده هي أحق بيه منك، واسمع كويس أنا فخري مش فتحي اللي كسرته وموته بحسرته".
وتصيح فيه اشجان بغضب
"اخص عليك يا فوزي بعد الخير اللي ماعيشك فيه ابوك يكون ده جزاته تموته بحسرته الف خسارة علي الرجاله"
ونظر لسهيلة
" اطلعي يا سهيلة جهزي شنتطك، هندفن أبوكي وهنسافر، وأنا هاعرف أجيبلك حقك كويس".
وأزاح فوزي من أمامه، ودخل على جثمان أخيه، وقبله و هو يبكي بحرقة
"سامحني يا أخويا إني ماقدرتش أنقذك من بطش وظلم ابنك، لكن هاعوضه في بنتك اللي من النهارده هتبقى بنتي وزيها زي مايا وميار، وهتعيش في كنفي وتحت رعايتي".
وألقى عليه نظرة الوداع قبل بدء الغسل.
وتم دفنه قرب المغرب ،وأقيم سرادق العزاء إلى قرب منتصف الليل، وبعدها طلب من زوجته وابنها أن يستعدا للسفر وبرفقتهم سهيلة.
ذهب له فوزي ليعتذر منه لعله يسامحه ويؤجل سفره للصباح بدلا من السفر في منتصف الليل، لكن فخري أصر على موقفه، وهدد فوزي بأنه لن يتنازل عن حق سهيلة في ميراث أبيها.
سافروا إلى القاهرة في ظلمة الليل، ليصلوا قرب الفجر، و يدخلوا الحارة التي يعمها السكون، وقلب سهيلة تسكنه الراحة لأنها تخلصت من أخيها الظالم، وتلك الزيجة التي كان سيفرضها عليها، وعيونها تبكي حزناً لفراق أبيها الحنون، لم تعد تحتمل كل تلك الضغوطات التي مرت بها لتنهار وتحس بدوار وكادت أن تسقط أرضا، لكن يداً أنجدتها قبل أن تسقط.
نظرت سهيلة لمن أنقذها من السقوط، لترى عيون ملونه ووجه بشوش ينظر لها في قلق ويخطف قلبها الحزين وهو يقول
"إلحق يا باشمهندس، البنت اللي معاكم أغمى عليها".

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close