اخر الروايات

رواية طريق القدر كاملة

رواية طريق القدر كاملة 



كعادتها جلست باحد الكافيهات فى ذلك المول الشهير يالاسكندريه شارده فى وجوه الناس حولها علها تجد ضالتها تنظر لتلك الطفله التى تمرح بعربه اخيها الرضيع بينما تتحدث امهم فى الهاتف ثم تنقل نظرها لتلك الفتاه التى تعلو ضحاكتها مع صديقتها ثم لهذه المجموعه التى يبدو عليها انهم مجموعه من السياح ثم الى ذلك الرجل الذي ينظر اليها وهى فاغرا فاه ..مهلا ماله ينظر لى بهذه الطريقه ياله من وقح .. اشاحت بوجهها عنه متأففه ..بينما هو لا يكاد يصدق عينيه اتعقل ان تكون هى مرت ست اشهر عن اخر مره رأها مرت عليه كأنها ستون عاما ..لماذا اشاحت بوجهها عنى بهذا البرود بعد كل ما اجرمته بحقى ايعقل ان تكون تلك الفتاه التى عشقتها بهذا البرود.. قد اكون مخطئا وما هى الا امراه تشبهها فقط ..اقترب منها بخطوات متردده بينما هى تنظر بجانب عينيها لترى هل كف هذا المتطفل عن النظر لها بتلك الطريقه لتفاجئ به يقف امامها نظرت له والشرر يتطاير من عينيها وهمت ان ترحل ولكنها اوقفها قائلا بلهجه متردده : " مليكه .. مليكه حسن الدهشورى ؟؟ "

تسمرت من المفاجأه كيف له ان يعرف اسمها
التفتت له قائله بلهجه متشككه :" ايوا انا حضرتك تعرفنى ؟؟ "
رفع حاجبيه من الدهشه قائلا بلهجه تحمل سخريه لاذعه : " لا ابدا معرفه بسيطه خااالص .. انا جوزك يا هاانم "

الحلقه الاولى
فلاش بــــــــــــــــــــــــــــاك 7 سنين
نظرت لنفسها بالمرآه لا تصدق ان اليوم هو يوم زفافها كم هى جميله بفستان زفافها وتسريحه شعرها التى ابدعت مزينه الشعر فى تصفيفه
نظرت لها والدتها لا تستطيع حبس دموع فرحتها اطلقت زغروده عاليه
" يلا يا مليكه احمد جه برا يلا نلبسك الكاب علشان تطلعيه بقى "
اليوم زفاف مليكه على احمد زميلها بكليه سياسه واقتصاد
لنتحدث قليلا عن مليكه .. فتاه فى الثانيه والعشرون من عمرها خريجه كليه سياسه واقتصاد بجامعه القاهره جميله هادئه الملامح شعرها بنى مموج متوسط الطول وعينيها بنيه وبشرتها خمريه مشهوره بطبعها الصارم الجاد فى معامله زملائها الذكور بالجامعه رغم اشتراكها فى اغلب الانشطه الطلابيه وهذا ما جذب احمد لها فى البدايه بالاضافه لاسلوبها البسيط وجمالها الهادئ وسمتها الملتزم ..احمد زميلها فى الجامعه مشهور بحسن الخلق وحبه للخير واشتراكه الواسع فى الانشطه الخيريه احب مليكه طيله عامين لكنها ابدا لم تنتبه له حتى انها فوجئت يوم اخبارها والدها انه تقدم لخطبتها ولكنها وافقت لما يُعرف عنه من حسن الخلق وتعلقت به كثيرا فى فتره الخطبه كمان تعلق هو بها واليوم تكتمل سعادتهما بحفل الزفاف ولكن تُرى ما يخبئه القدر لهما ..
*********
على جانب اخر فى غرفه مكتب رئيس مجلس الادره شركه الدسوقى للاستيراد والتصدير
يجلس سيف الدسوقى وسط سحابه من الدخان ناتجه عن سيجاره الخاص
قال موجها حديثه للموظف امامه " قولتلى بقى ان عماد الغيطانى اعتمد مكافاه النهارده للموطفين كلهم "
الموظف : ايوا يا باشا ما هو فرحه النهارده زى ما قولت لحضرتك "
سيف مقاطعا : طب سيبك بقى من الكلام الفارغ ده جبت المعلومات اللى طلبتها عن اخر مناقصه هو دخلها ؟ "
الموظف متعلثما : ها .. ما هو يا باشا .. اصل اللى حصل "
سيف غاضبا : " ما تخلص انطق في ايه ؟؟ "
الموظف بلهجه خائفه : " يا باشا ما هو عماد باشا مكتم خالص على المناقصه دى ومخلى عدد قليل اوى من الموظفين الثقه اللى شغالين فيها فمش عارف اجيب معلومه عنها "
سيف صارخا :" نعم يا روح امك هو انا زرعك فى شركه عماد الغيطانى علشان تقولى مش عارف اجيب معلومات "
الموظف : " ما هو يا باشا .. "
سيف مقاطعا : " اخرس مش عايز اسمع صوتك غوور من وشى دلوقتى ومترجعش الا وانت جايب معلومات عن المناقصه دى مفهوووم "
الموظف " مفهوم يا باشا "
...
عماد الغيطانى خريج كليه ادراه اعمال الجامعه الامريكيه وصاحب شركه الغيطانى للاستيراد والتصدير ورئيس مجلس ادارتها بعد وفاه ابيه و المنافس الاكبر لشركه سيف الدسوقى
كان عماد وسيف صديقين مقربين فى الجامعه رغم اختلافهما فعماد شخصيه جاده ملتزم فى حياته ودراسته ام سيف فكان دنجوان البنات الاول فى الجامعه لا تفلت فتاه فى الجامعه من يديه ودائما ما كان عماد ينتقد تصرفاته ولكن رغم ذلك ظلا صديقين حميمين حتى بعد التخرج وانشغال كلا منهم فى عمله
ولكن فرقتهما المصالح يوم ان اخدت شركه الدسوقى مناقصه من شركه الغيطانى بالاحتيال يومها شعر عماد ان صديقه قد خانه فرد له الصاع صاعين فى مناقصه اكبر وهكذا ظل التنافس بينهما حتى اصبحا عدوين لدودين
و اليوم ليله زفافه عماد الغيطانى على مروه تلك الفتاه التى رشحتها له والدته فتقدم لخطبتها واستطاعت هى ان تخدعه بمظهرها الهادئ وطاعتها الزائفه فى الحقيقه لم تكن ابدا مروه لتتزوج رجل مثل عماد شديد الغيره ومتزمت كما تراه هى حيث اصر ان يكون حفل الزفاف فى قاعتين منفصلتين واحده للرجال والاخرى للنساء قائلا لها انه لا يريد ان تلتهمها عيون احد غيره ..ولكن ثروته الهائله فى البنوك ووضعه الاجتماعى الرفيع كان عاملا رئيسى فى موافقتها على تلك الزيجه
********
وفى قاعه نرمان بالقاهره ذلك المكان المخصص للافراح الاسلاميه حيث تتكون من طابقين كل طابق بها ثلاث قاعات كان الطابق الاول مخصص لقاعات الرجال والطابق الثانى لقاعات النساء
كان يقام بتلك القاعه فرحين الليله فرح عماد ومروه وفرح مليكه واحمد
....
كان عماد متأنقا ببدلته التى زادته وسامه خارجا من باب القاعه المخصصه له وخلفه صديق طفولته على ..
على :" يا بنى انت رايح فيه وسايب المعازيم "
عماد : " بص غطى عليا بس نصايه كدا عامل مفاجاه لمروه قبل ما الفرح يخلص "
على غامزا بعينيه " يا زيدى يا زيدى ايوا كدا اظهر وبان اللى يشوفك دلوقتى ما يقولش انت عماد الدسوقى بجلاله قدره اللى بيقعد يشخط وينطر فى الموظفين وميبتسمش غير مره فى الشهر "
عماد دافعا اياه " بطل يلا غلبه وسبينى اشوف حالى "
يرى عماد طفل صغير يمر من امامه فناداه قائلا : " تعالى يا حبيبى هنا عايزك فى حاجه "
الطفل : " ايوا يا عمو"
عماد : " بص يا حبيبى خد الشكولاته دى ليك ..عايزك تطلع فوق تنادى على العروسه اقولها العريس عايزك تحت 10 دقايق بس فى الاوضه اللى مكتوب عليها غرفه خاصه هناك دى ماشى "وشاور لها على تلك الغرفه
الطفل ينظر بسعاده للشكولاته قائلا :" ماشى يا عمو"ويسرع صاعدا الدرج بينما عماد قال له بصوت عالى :" العروسه فى القاعه اللى على اليمين يا حبيبى مااشى "
لم ينتبه الطفل لما قاله له ولكنه هز رأسه موافقاً
بعد ان صعد الطفل للطابق الثانى وقف محتارا قائلا فى نفسه " هو عمو قالى انهى قاعه اللى على اليمين ولا الشمال " ثم قفز قائلا بمرح " ايوا قالى الشمال .. هييييه انا شااطر "
هم ان يدخل القاعه ولكنه وجد احد الفتيات تستوقفه وكانت احدى صديقات العروس قائله :" انت رايح فين يا حبيبى "
الطفل ببراءه :" عايز اقول للعروسه حاجه "
ليلى صديقه العروس :" عايز تقولها ايه يا حبيبى وانا ابلغها "
الطفل يدب برجليه على الارض : " يوووه انا هقولها بنفسي ..ثم ينظر للشكولاته يريد التهامها قائلا "ولا اقولك اقوليلها عمو العريس بيقولك عايزك تحت فى الاوضه اللى مكتوب عليها غرفه خاصه ماشى "
ليلى :" خلاص ماشى يا حبيبى هقولها انزل انا تحت بقى "
الطفل : " ماشى باااااااااى "
وذهبت ليلى الى مليكه وابغلتها الرساله
نظرت لها مليكه قائله باستغراب : " احمد عايزانى تحت ؟؟ "
ليلى : " ايوا يا بنتى بعت رساله مع عيل صغير "
مليكه بحرج :" طب انا هنزل ازاى واسيب المعازيم كدا "
ليلى قالت ضاحكه : " يا بنتى دلوقتى البوفيه هيدخل وتعرفى تنزلى عادى محدش هياخد باله كله هينشغل فى الاكل ..ثم وجهت نظرها للباب الذى فتح قائله :"شوفتى لسه بقول اهو البنات بيدخلوا علب الاكل اهو "
مليكه : " طب تعالى لبسينى الكاب ووصلينى طيب يا اختى "
وبالفعل ارتدت مليكه الكاب الخاص بها ونزلت مع صديقتها من الدرج الخلفى
وعندما ذهبت لباب الغرفه التى قال عليها الطفل قالت لها ليلى غامزه بعينيها : " اسيبك بقى هنا انا يا جميل مبحبش ابقى عزول "
وبالفعل تركتها ليلى غير عابئه بنداءها :" يييه كده يا ليلى يا ندله تسبيى اما اشوفك بس "
ودخلت مليكه الغرفه التى كان ضوئها خافت ثم رفعت الكاب لتستطيع الرؤيه بوضوح فوجدت الغرفه مزينه بالورود فى كل مكان ومضاءه بالشموع وعلى الحائط قلب كبير وفى وسطه حرف M وبها مشغل موسيقى ينشد اغنيه

أى حب صار نورا *** أى شمسٍ لاتغيب

زوجتى يا شمس عمرى *** لا يواريها غروب

أنت يا معنى وجودى *** فى دمى الشوق يذوب

زوجتى لا تسألينى *** هاهو القلب يجيب

أنت عنوانى وبيتى *** وأنا هذا الغريب
لم تسطع ان تتمالك نفسها من فرط السعاده ودق قلبها بجنون من تلك المفاجأه الجميله
سمعت صوت الباب يفتح والتفتت خلفها لترى احمد كما كانت تتوقع
وكانت المفاجأة ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close