الفصل التاسع 🌷🍒
خرج مازن من عند الطبيب وهو في أوج سعادته ... مازال كلام الطبيب يرن في أذنه ...
" مبدئيا التشوهات ممكن تتعالج ... فيه أمل كتير بده ... بس لازم اعاينها واكشف عليها بنفسي الاول ... حضرتك لازم تجيب المدام واشوفها ..."
ركب سيارته وهو يكاد يطير من الفرحة ...فرحة ما زال يجهل سببها ...كل ما يعرفه انه سعيد اكثر من اي شيء ...
وكأن الامر يخصه هو ... وصل أخيرا الى الفيلا ... هبط من سيارته واتجه راكضا الى غرفته ... دلف اليها ليجد سالي جالسه على السرير تبدو وكأنها في انتظاره ..." مساء الخير ..."
قالها وهو يخلع سترته لتنهض سالي من مكانها وتجيبه بخفوت :" مساء النور ..."
خلع سترته وعلقها على الشماعة واستدار ناحيتها ليجدها مخفضة رأسها نحو الأسفل وهي تفرك يديها الاثنتين بتوتر... عقد حاجبيه بتعجب من هيئتها وشعر بان هناك شيء ما خلف هذا فسألها بقلق :
" مالك يا سالي....؟ شكلك مش طبيعي ...؟"
اجابته سالي بخوف واضح :
" عاوزة أقولك حاجة ... بس اوعدني انك متزعلش ..."
هز مازن رأسه بتفهم طالبا منها ان تكمل حديثها لتردف سالي بتردد :
" انا عاوزة اخد حبوب منع حمل ..."
اضمحلت عيناه بشدة مما قالته ... حاول استيعاب ما تفوهت به ... من اي جاءت بهذا الكلام ولماذا ...
" ليه ...؟"
سألها بجمود لتجيبه بارتباك جلي :
" عشان خايفة لنكون اتسع ما بجوازنا ده ... بلاش نجيب أطفال من دلوقتي واحنا ممكن منكملش مع بعض ..."
قاطعها بنبرة عالية :
" ليه هي المدام ناوية تطلق ولا حاجة ..."
هزت رأسها نفيا بسرعة وهي تقول :
" ابدا ... بس انا خايفة انك تندم انوا تجوزتني وتطلقني ..."
ثم انسابت الدموع على وجنتيها بغزارة ...
اخذ نفسا عميقا محاولا إكساب روحه الهدوء ... تقدم ناحيتها وضمها بقوة هاتفا بها :
" انا مش قلتلك قبل كده اني مش هسيبك ... انا مش وعدتك بده ...ردي عليا ..."
هزت رأسها مؤكدة كلامه دون ان تنبس بكلمة واحدة بينما أردف هو قائلا بجدية :
" أكال بتعملي كده ليه ... بتتعبيني معاكي ليه ..."
" انا اسفه ..."
هتفت من بين دموعها ليبعدها عن احضانه ويحتضن وجهها بين كفي يده ... تطلع الى عيونها بنظرات ولهه ثم اخذ يقبل جفنيها بخفة ... قبل انفها ثم شفتيها ... تجاوبت معه بقبلاته بلهفة وشوق ... هي معه تشعر انها أنثى بحق ... تشعر بمشاعر غريبة تدركها لأول مرة ... مشاعر هو وحده نجح في ايصالها اليها ...
*********************************************************************************
كان هاني جالسا على مكتبه يتابع أعماله حينما دخلت دينا مقتحمة مكتبه ... نهض من مكانه بسرعة قائلا بدهشة شديدة :
" دينا ... بتعملي ايه هنا ...؟"
اقتربت دينا منه حتى وصلت الى مكتبه ... انحنت ناحيته متسائلة بحدة :
" صاحبك فين يا هاني ... مش بيرد عليا بقاله كم يوم ليه ...؟"
هاني بكذب :
" معرفش ... هو مسافر مع مراته ..."
" بتكدب ليه يا هاني ... هو رجع النهاردة الصبح ... عاوز تقنعني انوا مجاش ليك او اتصل بيك حياتي ..."
" وحياتك يا دينا مجاش ولا عبرني ..."
تحدثت دينا بملامح غاضبة ونبرة متبلدة :
" انا عارفة انوا بيحاول يهرب مني ... بس انا مش هسيبه كده ... مهو مش انا اللي ينضحك عليها بالسهولة دي ... "
هاني بضيق :
" انتي عاوزة ايه بالضبط يا دينا ...؟"
اجابته دينا بنبرة متوعدة :
" مش عاوزة حاجة منك يا هاني ... بس خليه يعرف اني مش هسكت... ومش هرضى انوا يسبني بالشكل ده ..."
*********************************************************************************
نهض مازن من السرير وارتدى بنطاله بينما لفت سالي الغطاء على جسدها العاري وهي تنظر اليه بتعجب ...
سألته باستغراب :
" رايح فين ...؟"
اجابها وهو يتجه الى الخزانة ويفتحها :
" هفهمك دلوقتي ..."
اخرج قطعة زهرية اللون من الخزانة وأشار بها اليها لتسآله بعدم استيعاب :
" ايه ده يا مازن ...؟"
اجابه بسخرية :
" معقولة مش عارفة ايه ده ... ده مايوه يا حبيبتي ..."
" طب وبعدين ...؟"
" بعدين ايه يا سالي ... ده مايوه ليكي هتلبسيه وتنزلي معايا عشان اعلمك السباحة ..."
" مازن انت مجنون ... عاوز تعلمني السباحه فنص الليل ... وثانيا مين قلك اني عاوزة اتعلَّم السباحة اصلا ..."
حك ذقنه بانامله وهو يشعر بالضيق من عنادها ثم قال بلهجة إمرة :
" قومي يا سالي ... ننزل جوه نتعلم السباحة في البسين... قومي يا حبيبتي وخلي ليلتك تعدي على خير ..."
عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تثبت اللحاف على جسدها جيدا ثم قالت بلهجة غاضبة :
" هو كله تهديد يا مازن ... ولو موافقتش هتجبرني يعني ..."
عض على شفته السفلى بغيظ منها ثم اقترب منها ومال عليها مزيحا تلك الخصله التي انسابت على جبينها مما جعلها ترمش عينيها بارتباك شديد ثم قال بلهجة حاول ان يجعلها لطيفة :
" انتي مش سبق وقلتي انك بتحبي البحر ..."
هزت رأسها مؤكده كلامه ليردف قائلا بحب :
" انا بقى عاوز أعلمك السباحة عشان تقدري تغوصي فالبحر براحتك ..."
تطلعت اليه بعدم اقتناع ليكمل هو :
" ده احسن وقت على فكرة ... محدش صاحي ... "
رمقته بنظرات مستنكره ليتطلع اليها ببراءة مصطنعه ... استسلمت للامر الواقع وأخذت المايوه منه وأرتدته ... كان مايوه من قطعة واحده وحمدت ربها انه يغطي تشوهات جسدها ...
بعد لحظات تقدما سويا ناحية حمام السباحه ... شعرت سالي بالخوف يدب داخل أعماقها وودت لو انها تتراجع عما تفعله الا ان مازن اصر عليها وهو يضغط على يدها متقدما بها داخل حمام السباحه غاطسا بها في وسط الماء ...
في الاول تصلب جسدها من الخوف والرهبة الا انه بعد فترة وبمساعدة مازن أسترخي جسدها تدريجيا وبدأت تشعر بالاستمتاع في الماء وبرودته التي تنعش جسدها ...
.............................................................................................................................................
في صباح اليوم التالي
كان يسير داخل رواق الشركة بملل شديد حينما لمحها تجلس على مكتبها وأمامها يجلس شاب غريب يراه لأول مره ... تقدم ناحية المكتب بفضول شديد ليراها تضحك بعذوبة وهي تتحدث مع الشاب بأريحية ... رفع احد حاجبيه بتعجب ومط شفتيه بتهكم شديد ... ولج الى داخل المكتب لتتوقف عن ضحكاتها وهي ترميه بنظرات متعجبه من اقتحام مكتبها هكذا بدون استئذان ... اما الشاب الذي كان معها فنهض من مكانه قائلا بجدية :
" طيب يا رزان ... انا هروح دلوقتي ... نكمل كلامنا بعدين ..."
نهضت رزان من مكان وودعته بحرارة شديده تحت أنظار وسام المغتاضه ... ما ان خرج الشاب من المكتب حتى سألها بسرعة قائلا :
" مين ده ...؟"
اجابته بلا مبالاة :
" موظف في البنك ..."
" وانتي من امتى علاقاتك بالموظفين قوية كده ..."
جلست على كرسيها بأريحية وهي تقول بسخريتها المعهودة :
" دي حاجة تخصني انت حاشر نفسك ليه بقى ... وثانيا انت اللي جابك مكتبي اصلا ...؟ كنت عاوز حاجة مني ...؟"
اجابها بكذب :
" كنت عاوز اشوفك اذا خلصتي ملفات الصفقة الجديدة ولا لسه ..."
" منا خلصتها وبعتها ليك امبارح ..."
تنهد بضيق فهاهي كذبته انكشفت بسهوله أمامها ... تحدث اخيرا بصوت جدي وملامح متحفزة :
" متخلينيش نتكلم بصراحة يا رزان ... احنا هنفضل لحد امتى كده ...؟"
سألته رزان بعدم فهم مصطنع :
" كدة ازاي ...؟"
" رزان ...... بلاش طريقتك المستفزة دي ..."
قالها بعصبية خفيفة لتقول باستنكار :
" انا طريقتي مستفزة ... "
اقترب منها على عجل وقبض على ذراعي كرسيها بكفي يده محيطا جسدها بجسده وذراعيه مما جعلها تشعر بالتوتر الشديد والارتباك الملحوظ ... ابتسم ساخرا من توترها وارتباكها فسألها بسخرية :
"مالك ...؟ متوترة كده ليه ...؟"
اجابته وهي تحاول ابعاد جسدها عن جسده :
" انا مش متوتره ..."
" بجد ...؟"
" بجد ..."
ابتعد عنها قليلا وهو يهز رأسه بتفهم ثم صمت للحظات قصيرة تبعها قائلا :
" رزان ... هو انتي ليه ادايقتي لما شفتيني انا والسكرتيرة في وضع مش حلو ..."
رزا ن وهي تجاوز نفس التهمة عنها :
" وانا ادايق ليه ... انا مدايقتش نهائيا ..."
" متأكدة ...؟"
" متأكدة ..."
أردفت قائلة بملل :
" ممكن افهم انت بتتصرف كده ليه وعاوز ايه ...؟"
" متحاوليش تتغابي يا رزان ... انتي عارفة انا عاوز ايه بالضبط ..."
رزان مدعية عدم الفهم :
" عاوز ايه ..."
" بحبك وعاوزك ... من زمان مَش من دلوقتي ... نفسي اعرف انتي بترفضيني ليه ...رغم اني عارف ومتأكد انك عاوزاني زي منا عاوزك ..."
صمتت رزان ولم تجبه فهي نفسها لا تجد الإجابة المناسبة له ... نعم هي تحبه ... ليس الان فقط وإنما من وقت طويل ... لكنها لا تريده ... تخاف قربه ... فهو زير نساء محترم وليس اهلًا للثقه ... شعر بترديدها هذا وتخبط افكارها فرفع ذقنها بانامله هامسا لها :
" رزان انا بحبك ... صدقيني ..."
". انا كمان بحبك ..."