رواية قسوة الجبروت الفصل الثامن 8 بقلم هاجر احمد
لفصل الثامن...
كادت تصفعه مره اخرى ولكن امسك برسغيها...
ليردف بخبث وقح : اظهار ان الموضوع عجبك... معنديش مانع نجربه سوا في القصر عندي...
لتردف بغضب : انت ازبل بني ادم شفته في حياتي...
ليقف امامها بهيئته المريبه.. هي لا تنكر وسامته وتلك الرجفه التي اصابت قلبها من نظراته الوقحة المتفحصه لشفتيها .. ولكن لا تنكر ايضاً وقاحته...
لتردف مره اخرى بغضب : بأي وجه حق تبوسني اساساً... لا وبجح وبتشهر بقلة ادبك قدام الناس.. انت ايه حيوان
ليردف بنبره هادئه دبت الرعب في اوصالها ولكن تحلت بالشجاعه امامه: بلاش اوريكي الحيوانات بيعملوا ايه.. وانتي متعرفيش انا ابقا مين ولا حتى انا ممكن اعمل فيكي ايه... انا اشغل امثالك عندي خدامه...
وده مقامك يا حقيرة ...
لتردف بغضب : انا برضو اللي حقيرة اومال انت تبقي ايه.... حيوان بقا على كدا...
ليردف بغضب جام وقد ارتفع صوته : انتي لسانك ده ايه زبالة شبهك.. ده انتي فعلاً حقيرة وزبالة...
حاول ان يعاقبها ثانيا ليقترب منها مره اخري محاولاً لثمها لتمنعه بوضع يدها على فمها.. وقاومته بخدش وجهه باظافرها ..ليبتعد عنها واضعاً يده على وجهه
ليبتسم بسخريه : ده انتي طلعتي قطه وبتخربشي...
لتردف بتحدي : لا بعور.. مش بخربش...
ليبتسم بهدوء اربكها ثم اردف : خلي بالك... انتي كدا دخلتي مزاجي اكتر اصلك ملبن وبطايه في نفسك...
ابتعدوا ليغادروا المكان واستدار لها ليردف : هجيلك تاني يا قطة...
لتردف بغضب : حقير وزباله...
ليبتسم بسخريه ليستفزها اكثر... تاركاً اياها تلعن اقترابه منها... وتلعنه شخصياً ذلك الوسيم الوقح...
وبعدها انصرفت من عملها لمنزلها في غضب... وراحت في سبات عميق...
................................................................
مرت الايام سريعاً لم يحدث شئ يذكر... حتي..
في مقر الشركه...
كان فارس شارداً في تلك الفتاة التي اطلق عليها " الملبن " احتلت تفكيره... وظن ان من الجيد ان يتزوج بمثلها.. جميله.. شرسه.. جريئة... لسانها سليط ولكن لا يستطيع ان يمنع نفسه من ازعاجها... ليرى المزيد والمزيد منها...
ليردف انس بتعجب من حاله : لا ده انت مش معايا خالص...
مين شاغل تفكيرك اووي يا فارس..
ليردف بسخريه : الملبن..
ليعقد حاجبيه مردفاً : ملبن ايه.. ليردف بأبتسامه : البت بتاعه المطعم...
ليغمز له انس : ده حب ولا حاجه تانيه..
ليرد الاخر بجمود : لا حاجه تانيه... مصلحه.. هتجوزها واخلص من زن ام الوصيه... وهي الصراحه بطل..
تعجب انس منه ليردف : بس انت اهنت كرامتها ده غير انك بوستها قدامنا وكنت شويه كمان هتخدها القصر معاك..
ليرفع الاخير حاجبه مبرراً : مهي هي اللي ملبن ومثيره للجدل الصراحه... كل حاجه فيها مثيره...
ليرد الاخر : يابني لسانك شويه انت ايه القذاره بتجري فدمك..
ليرد فارس : مهي لسانها اقذر مني انت مشفتش قالتلي ايه...
ليرد انس : طب لما هي قذرة عايز تتجوزها ليه.. متسبها في حالها بقا
ليردف فارس بغرور : علشان هي الوحيده اللي خلتني اول مره اعوز حاجه ومطلهاش... اتحداتني... وانا محدش يتحداني ولا حتى يقولي لا على حاجه...
ده غير طبعاً انها شكلها محترفه في قله الادب... ولا لسانها اللي بينقط زفت بس عليها جوز شفايف احيه... لا.. وبعدين اسيب ايه هي اللي جابته لنفسها
تعجب انس من تأثير كلماته عليه انه بالفعل في حاله يرثى لها... لقد احتلت تلك الفتاه عقله... بارعه وماهرة في جعله يكون في تلك الحاله... ومن غيرها يستطيع ان يفعل هذا بفارس الشرقاوي ... فارس الشرقاوي الذي لم يأبه بأي امرأه... لا يأبه الا بلذاته هو فقط... يريد تلك المسكينه ولما... كان يدعي لتلك المسكينه ان يخلصها من ذلك الذي لا يعرف للرحمة طريق... ولا يأبه لحد الا لنفسه
امسك بمفاتيح سيارته دون ان يسمع رد صديقه متجهاً لها... فقط هي من دلفت لعقله بطريقاتها الوقحة... وصل الي المطعم... دلف للداخل سأل احدى الفتيات عليها...
ليردف للفتاه : انتي..
استدارت الفتاه له وكم رأته وسيماً وظلت ناظره لملامح رجولته المهيبه...
لترد: ايوه.. اساعد حضرتك بحاجه...
فارس : اه.. في بنت شغاله هنا بيضا وعنيها ملونه وقصيره وبطايه في نفسها كدا تعرفيها ؟! عقدت الفتاه حاجبيها مردفه : قصد حضرتك نور..
اردف : مش عارف اسمها بس ده اللي اعرفه عنها...
لتتسأل : محجبه ولا لا ؟
ليردف : اه محجبه...
لتردف : طيب ثواني هنديهالك...
دلفت للداخل وجدت نور جالسه مع الفتيات يقومون بتقطيع الخضروات لتاتي اليها الفتاه مردفه : نور في شاب قمر عايزك بره...
انعقد حاجبيها لتردف : عايزني انا..
لتردف الفتاه : اه انتي...
تركت ما بيدها وخرجت لتعرف من هو..
وجدت ذلك الجسد الصخري متصلب جالساً على احدي الطاولات الفرديه اتجهت نحوه لتردف : تحت امرك اقدر اساعدك بأيه...
صوتها هادئ.. رقيق وناعم... نظر لها بهدوء وابتسامه على وجهه ليجد ملامحها تحولت للغضب مردفه : هو انت يا ساذج... يا حيوان...
وقف قابلتها ليردف : انتي لسانك ده هقطعلك امه زي مقطعت شفايفك اللي كانت هتموتني دي... اقعدي علشان جايلك في حاجه مهمه...
لتردف بعناد طفولي : لا مش قاعده...
ليدفعها بيده لتقع علي المقعد
لتنظر له بغضب مردفه : انت غبي...
ليردف بحده ونبرته تحمل التهديد : لاخر مره يانور هقولك لسانك...
لتردف بتحدي : المفروض اني اخاف واعيط منك... ومن الخوف... حصلنا الرعب يا حضرت..
ليقاطعها واضعاً يده على شفتيها فأرتعشت للمسته المباغته لها
ليردف ببرود: انتي ايه لسانك ده ايه مش بيسكت...مبرد
لتردف : لا مش بيسكت... بيشتم...
ليردف فارس : طيب اخرسي بقا علشان تعرفي انا جايلك ليه...
لتتسأل بعفويه وبراءه : ليه ؟!
ليردف بغرور وابتسامة ثقة: اولا انا اسمي فارس الشرقاوي... بن جاسم الشرقاوي... صاحب شركات الشرقاوي جروب... شركات الشرقاوي هي اكبر شركات في مصر والشرق الاوسط للعقارات ودول اوروبا .. ده غير المطعم اللي انتي شغاله فيه... مفتوح من خيري..
ألجمت الصدمه شفتيها.. لقد سمعت عنه وعن ظلمه وقسوته و عدم مقدره احد على الوقوف بطريقه.. ومهابه الجميع منه...
ليكمل بثقه : يعني لو ملمتيش لسانك انا كفاءه اطردك من هنا عادي... ومش بس كدا... انا ممكن اخليكي تقعدي في البيت بمكالمة تليفون واحده مع عميد كليتك
ليكمل بنبره حملت الجديه : فلمي الدور معايا لاحسن انا زعلي وحش اووي... وانا صراحة جايلك في موضوع مهم ... انا عايز اتجوزك
نور بصدمه : نعم! انت بتكلمني انا !
ليردف : اه انتي هو في حد غيرك قاعد معايا...
نور ببرود : ولو قولت لا
ليردف بأبتسامه : معتقدش انك كنتي تحلمي تناسبي حد زيي...
نور : ميشرفنيش اساساً..
فارس بتهديد : خلي بالك مستقبلك ومستقبل شغلك واخوكي في ايدي... فأهدي كدا على نفسك واسمعيني للاخر
ثم حادثها عن وصيه والده...
لتردف : 6 شهور.. طب اشمعنا...
ليردف : مهو ده اللي مجنني..
اكيد في مغزى انا معرفهوش..
لتردف : وهنطلق بعد 6 شهور..
ليردف : اه اكيد هديكي حريتك تاني.. الا لو غيرتي رأيك...
لتردف بأستفهام : مش فاهمة ؟!
ليردف فارس : بمعني انتي هتعيشي معايا 6 شهور وتحكمي هتستحمليني ولا لا... هتقدري تكملي معايا ولا لا...
لتردف: ده انا مش طيقاك دلوقتي.. هطيقك 6 شهور..
ليردف بتهكم : معلش تعالي على نفسك وطقيني...
لتردف : والمقابل...
ليردف : المبلغ اللي انتي عايزاه وهتعقدي في فيلا انتي واهلك وهفتحلك حساب بأسمك في البنك... ولو حابه تشتغلي.. ممكن اشغلك عندي.. في اي فرع من شركاتنا جوا مصر او بره..
ظلت تفكر وتفكر ان عرضه هائل بالنسبه لها... وليكن لديها سند بعد وفاه والدها بدلا من تلك الحيه التي تسمم بدنها ذهاباً واياباً وهي تحرض شقيقها عليها...
لتردف : بس عندي شرط
ليبتسم وقد استطاع اقناعها...
مردفاً: أؤمري...
لتبتسم لطريقته المهذبه مردفه : مش هتقرب مني ولا هتلمسني الا ...
قاطعها ليطمئنها مردفاً : اطمني انا مش هقرب منك الا لما انتي تطلبي ده لاني مش بأخد حاجه غصب عن حد...
لتردف بتهكم طفولي : مهو واضح.. محترم اووي... ملاك يا ربي
ليقهقه على طفولتها التي يبدو ستأثر وتسحر قلبه لتزيد الضحكات من وسامته... وقد اقسمت بداخلها انه لأوسم رجل قابلته بحياتها...
ولاول مره بحياتها تظل شارده بشاب بملامحه الرجوليه الصارخه...
لينظر لها وجدها شارده به وهو يعلم تأثيره على النساء جيداً
ليردف بهدوء : ايه سرحانه في ايه ؟!
لتردف بتشتت من نظراته : هااه.. لا ابداً بفكر في اللي اتكلمنا فيه...
ليردف : انا عايز نمره والدك...
لتردف بحزن : والدي متوفي...
ليردف تلقائياً : البقاء لله.. طيب نمره والدتك او اخوكي..
لتردف : هات موبايلك..
مد يده بهاتفه لتقوم بتسجيل نمره شقيقها...
ليهب واقفاً مودعاً اياها ليغادر الي امبراطوريته... وهو مازال يفكر بها.....
كانت متعجبه من طريقته التي اختلفت عن المره الاولي والذي دفعها لمعرفه تلك الشخصيه الغريبه والغامضه والوقحه ايضاً طردت افكارها من رأسها متجهة لتكمل عملها...
................................................................
مر اسبوع كاملاً كان منشغلاً في انهاء عمله المتراكم ليتفرغ لها... ليستطيع ان يتزوجها...
فور انتهائه من عمله اخذ موعداً من شقيقها..
ليذهب اليهم ليتقدم للزواج منها...
دق الباب بثبات لتفتح له تلك الندى التي ما ان وقعت عيناها عليه وكانت لا تستطيع النظر لغيره...
فارس بجمود : مش نور ساكنه هنا برضو
ندى بوله : هااه...
فارس ببرود : نور هنا ولا مش هنا..
ندي وقد تداركت حالها : اه موجوده..
فارس : واحمد هنا..
ندى: اه موجود..
فارس : حابب اقابله...
تنحنحت لليمين مردفه : طب اتفضل ادخل ميصحش تفضل واقف...
دلف للداخل بهيئته الجذابه المريبه...
وجلس علي احدي المقاعد ونظره يجوب بالبحث عنها وهو ينظر للجدران المتهالكة وقد علم انها تحتاج المال وبشده...
خرج احمد ليستقبل ذلك الشاب ذو الهيئه الثريه ..
لتدلف ندى الي حماتها لتبلغها بهذا الشاب الثري الوسيم.. ودلفت لنور لتبلغها ايضاً ....
خرجت والده نور سيده في عقدها الخامس... يكاد المرض يفتك بها ولكن تحاملت على نفسها لتبدو بخير ودقائق وخرجت نور بعد ان وضعت حجابها مرتديه عباءة منزليه فضفاضه...
لينظر لها بأنبهار.. كم هي جميله بمثل تلك الثياب...
ليردف احمد بأبتسامه : قولي بقا يا فارس بيه حضرتك جاي ليه ؟!
ليردف فارس بجراءة : جاي طالب القرب منك... طالب ايد نور...
لتنظر نور لهم بفتور ولكن جاهدت في رسم بعض الابتسامات المزيفه حتى لا يشعر شقيقها بشئ...
وبعد الموافقه من الام والاخ تركهم للجلوس معاً قليلاً...
انصرف الجميع ماعدا هما قام من مجلسه وجلس بجانبها... وجدها تبتسم ابتسامات باهته...
اردف بهدوء : مالك يا نور؟!
لترد ببرود: مفيش..
ليردف : لا في... قولي في ايه...
لترد : في ان كل ده كذب.. كله ده على ورق... تمثيل ونفاق.. علشان الفلوس بنسبالك.. والسند بالنسبالي...
كل ده ومفيش حد حاسس بمعاناتي غيري...
التمثيليه السخيفه دي تخلص وكل واحد يبعد عن التاني... لاني مش هستحمل كسره تانيه يا فارس...
ولاول مره يشعر بحزنها وتألمها الذي اعتصر فؤاده بل هواده ولكن حاول التخفيف عنها...
ليردف: مش انا قولتلك انتي اللي هتحددي تكملي معايا ولا لا... وقولتلك مش هقرب منك الا لما تقوليلي...
خايفه من ايه بقا ومضايقه ليه.. قدام الناس احنا اسعد زوجين... بس علاقتننا مش هتخرج عن نطاق اوضه النوم بتاعتنا فهماني....
لتتنهد بأرتياح : فهماك.. شكرا..
ليردف : علي ايه ؟!
لتردف: كلامك ريحني... الحمدلله...
ليردف : مشفكيش مدايقه تاني.. سامعه
ولاول مره تأما براسها وتذعن لاحد طوال حياتها فهي دائما عنيده.. طموحه.. جريئه بوقاحه. ..شجاعه... لا تخشى شئ.. تشبهه قليلاً... ولكن بداخلها رقه وانوثه تفيض العالم ....
وانتهت جلستهم سوياً ليطلب من شقيقها ان يكون موعد العرس في نهايه الاسبوع ورغم استغرابهم من عجالته الا انهم وافقوا عليه فمن يمكن ان يتخيل ان ينتسبوا الي عائله الشرقاوي... اوصلته نور الي الباب ليلثم جبهتها برقه ثم انصرف...
اما هي فقد بدأت تتخبط المشاعر بداخلها... وقح وسيم ورومانسي وقاسي ... اختلاط هائل ورائع في شخص واحد ذو شخصيه غامضه ستعمل على استكشافها... عما قريب..............................................................