أخر الاخبار

رواية ملائكية فتاة الفصل الخامس 5 بقلم شيماء عبدالحميد

رواية ملائكية فتاة الفصل الخامس 5 بقلم شيماء عبدالحميد





#الفصل_الخامس
#ملائكية_فتاة
#شيماء_عبدالحميد
-في اي يايوسف؟
-مفيش ياوتين
-يعني اي مفيش، بسمله قالتلك اي؟
-مفيش ،هي بس بتبكي عشان انتي وحشاها مش أكتر
-بس حاسه ان فيه حاجه تاني
-مفيش ياوتين
خرج وسابها ، حس ان الدنيا ضاقت بيه فساب البيت وخرج ، مكنش قادر يصدق اللي سمعه ،بيتردد في عقله مليون سؤال ،ازاي ابوه بكل القسوة دي وازاي أب يقرر يقتل بنته بدافع العادات والقوانين ، وازاي تفكيرهم بالشكل ده وازاي البنت فنظرهم مجرد هم ولازم يتخلصوا منه ، فضل ماشي فالشوارع ومش حاسس بنفسه ولا بوجهته
                                 ***
دخلت عهد اوضة بسمله وشافتها منهارة قدامها
-بسمله في اي؟
-انا لازم اهرب ياعهد ،لازم
-تهربي؟
-ايوة لازم اهرب لاني مستحيل اتجوز الشخص ده ،مستحيل اتجوزه
-ليه يابسمله ،انتي كنتي موافقه علي عبدلله
-عمري ماوافقت ياعهد ، كنت بحاول امثل اني راضيه ومبسوطه ، كنت بحاول اعمل كدا عشان اتجنب كل اللي حصل مع وتين ومتبقاش النتيجه كدا ،لكن لحد هنا وكفايه ، مستحيل اتجوز الشخص ده ،مستحيل اتجوز قاتل
-قاتل!
-عمي طلب منه يقتل وتين وهو وافق
-اي😱 ،يقتلها ازاي ، ازاي يقتل بنته ،انتي بتقولي اي
-ده اللي سمعته ياعهد وحقيقي مصدومه ،مصدومه في عمي ومصدومه أكتر فخطيبي ، ولازم امشي ياعهد
-هتروحي فين يابسمله؟
-هروح لوتين ولو كان الحكم موتها يبقا نموت سوا ،وانتي لازم تساعديني ياعهد ،ساعديني امشي من هنا
-طب وانا يايسمله ، هتسبوني لوحدي
-هنعمل كدا عشانك ، عشان ميحاولوش يجبروا بنت تاني تقبل بواحد مش عيزاه ،هتساعديني ،صح؟
-هساعدك يابسمله😢
                             ***
'فكرة الفراق قادرة تمحي اي شعور بالسعاده وجع الغياب بيبقى اشبه بمرار الطعم الدايم لكل حاجه بتدوقها ، والألم الاكبر بيتمثل فأنك تبقى عارف ان الراحل مش هيعود وان باب الانتظار لابد من قفله ، بتجبرك الدنيا علي انك تدوق كل أنواع العذاب عشان تعرف طعم السعادة بس فيه نوع منهم لما بتدوقه بيفضل الاثر ملازمك وبيمحي اي طعم للسعاده من بعده وهو عذاب الرحيل والفراق ،احيانا بتحس بالوحده رغم كل البشر معاك ، بتحس بالوحدة لغياب شخص واحد وكأنه بيعني ليك العالم '
زينب كانت العالم بتاعها ، رغم خناقهم طول الوقت بس بالنسبالها كانت ملاذها الأمن ، اول مابتحتاج لحضن بتجري عليها ،قدرت تحل محل امها بعد موتها وبقت الأم ليها ، وجودها معاها كان بيغنيها عن العالم وفي غيابها العالم ملوش وجود ، قررت تعاقبها علي حبها ليها بالغياب ، مشيت وسابت الحزن يعرف طريقه لقلبها ، نزلت دموعها وهي بتكتب علي صورة زينب 'اغتابنا العالم في غيابك يا أمي' شافت فزينب الام ولو مش هي نفسها الام .
كانت محتاجه تخرج ،حست ان انفاسها بتقل والاكسجين شبه انعدم ،قررت تخرج رغم أن الوقت متأخر ، خافت تسوق عربية زينب مرة تانيه ومتعرفش تتحكم فيها فقررت تمشي وبس ، فضلت ماشيه كتير ومحستش بنفسها غير وهي بين ايدين شخص غريب ، ليه ريحه قذرة وكأنه شارب كل انواع الخمور والمخدرات ، وقف قدامها وقفل عليها الطريق ، بصت حواليها لقت نفسها فشارع متعرفهوش ومكان أول مره تشوفه ، متعرفش ازاي نسيت نفسها لحد ماوصلت لهنا ، كان بيقرب منها وهي بترجع لورا وبدأت ملامح الخوف تظهر عليها وده متعته الوحيدة واللي كان بيشجعه اكتر علي اللي بيعمله ،اتكلمت بخوف
-أ ن ت  عايز اي؟
-انتي اللي جيالي لحد عندي
-لا انت فاهم غلط ،انا بس مخدتش بالي وضيعت طريقي
-لا ياقطه ده طريقك الصح
قرب أكتر عليها وقبل مايلمسها صرخت
                          ***
اخدته الحيرة والحزن لطريق ميعرفهوش ، حس ان ظلام الليل بيواسيه والشوارع الفاضيه بتشاركه وحدته ، مشي كتير اووووي ورغم طول المسافات متعبش ، لأول مره حس ان الحزن بيخفف عنه شيء ، اندمج فيه وغاص في افكاره فخفف عنه تعب السافات وطول الطريق اللي مشيه ، فاق من كل ده علي صرخة بنت هزت كل كيانه صرخت فصرخ جواه قلبه باسم وتين ، نطق لسانه اسمها ، حس ان الصوت اللي سمعه منها وان دي صرخة وتين اخته ، جري زي المجنون علي المكان اللي وصلت منه الصرخه ،شاف ظل لاتنين واقفين من بعيد ومقدرش يشوف ملامح حد منهم من الضلمه بس من ظلهم عرف انهم ولد وبنت ، جه فباله كلام بسمله وللحظه اتخيل انهم عبدلله ووتين وبيحاول يقتلها فصرخت ،جري عليهم وأول ماقرب منهم نبضه هدي ،شاف ملامح البنت وأتأكد انها مش هي ،مش وتين ، همس لنفسه
-الحمدلله
شاف البنت بتحاول تسحب أيدها من ايد الشخص ده وأول ماشافت يوسف بصتله والدموع فعيونها بتطلب نجدته.
شاف الرجاء فعيونها وحس بضعفها ، جري وشدها من ايد الشخص ده
-ابعد عنها بقولك؟
-انت مين ياعم انت؟
-أنا ابقى اخوها ياحقير
زق يوسف لورا وشد روان من ايدها فصرخت
وقف يوسف ومسكه من ياقة قميصه ونزل ضرب فيه ، كان متخيله عبدلله وكان متخيلها وتين ،شافه فدموعها ورجاءها صورة لأخته ، محسش بنفسه غير وهي بتصرخ فيه
-سيبه ارجوك هيموت
بصله وكأنه انتبه دلوقت بس للي عمله ،شاف الدم بينزل علي وشه بس لسه مفقدش الوعي بص لروان وتوسلها ليه؟
-خلينا نمشي من هنا بسرعه ،ارجوك😭
مسك ايدها وجري ،جري مسافه كبيرة وهي معاه لحد ماتعبوا واتأكدوا انهم بقوا بعيد جدا عن المكان ،فاللحظه دي محسش بنفسه غير وهو بينفجر فيها من الزعيق
-انتي ازاي تنزلي في وقت متأخر كدا وتروحي مكان زي ده ، مفيش وحده محترمه تنزل من بيتها فالوقت ده ولا تمشي فمكان زي ده لوحدها إلا إذا كانت دي رغبتها ، أنا مكنتش هنقذك ولا هساعدك بس للأسف عيوني شافت فيكي اختي وغصب عني عملت كدا وساعدتك ، لأول مره فحياتي أضرب حد ،لأول مره فحياتي أءذي حد وكل ده بسببك لأني مكنتش فوعي وأنا بضربه ويكون فعلمك لو كان مات في ايدي مكنتش هسامحك ولا هرحمك أنتي كمان. كان هيكمل كلامه بس وقفته دموعها ، حس بنظرة حزن فعيونها تشبه نظرة الحزن اللي فعيونه وشاف فيهم وجع أكبر من كم الوجع اللي شايله جواه فسكت
-اي اللي نزلك فوقت زي ده؟
-بدور علي اختي😭
-اختك؟
-أيوة ،اتأخرت اووووي
- مرجعتش البيت من امتي طيب؟
-من ٣ سنين
اتفاجأ من ردها
-تايهه بقالها ٣ سنين!
-لا ماتت ، بس حسيت اني هلاقيها ، حسيت أن الشوارع والاماكن هتفكرني بيها ، وان ريحة الهوا فيه من ريحتها ، حسيت اني هحس بأنفاسها ،بيقولوا بيخلق من الشبه اربعين ، وانا عايزة واحده بس من الاربعين دول ،واحده تشبهلها ،تشبهلها في كل حاجه.
مكنش مستوعب اللي بتقوله ،همس لنفسه'شكلها مجنونه ولا اي ،نازله تدور علي اربعين اختها في نص الليل وهو مفيش حد اصلا فالشارع ،اي الجنان ده'
قاطعت تفكيره وكأنها قرأت أفكاره
-أنا مش مجنونه والله ، بس هي اللى وحشتني ، ومش ذنبي انها وحشتني ، البيت بقا وحش اوووي من غيرها ومبقتش قادره اقعد فيه ، كنت بنام متطمنه وهي معايا ،لكن بقالي ٣ سنين مش بنام غير في قلق وخوف. انا مش مجنونه بس وجع الفراق بيجنن ايوه واما تفقد حد غالي عليك بتتجنن ،مابالك لما تفقد شخص يبقى هو الحياة بالنسبه ليك ،وقتها اكيد هتتجنن
كلامها زاد وجعه أكتر من الأول ، حس انه المقصود من كلامها وانه الشخص اللي بتتكلم عنه هي وتين ، حس انها بتوصف احساسه هيكون اي لو غابت عنه وتين ، حس أن الوجع مشترك بينهم وأنه ظلمها بكل كلمه وجهها ليها
-أنا أسف
مسحت دموعها
-أنت مش أسف ، أنت بشر والبشر مبتحكمش غير بالظاهر وبس ،ميعرفوش ان فيه جانب تاني مش واضح وهو الأهم واللي لازم يعرفوه قبل مايحكموا
-اسف لوجعك ،حقيقي مكنتش أقصد
-ولا يهمك ،بس هو أنا ممكن أطلب منك طلب
-اتفضلي
-ممكن تمشي معايا لحد ما أوصل البيت لأني هخاف أمشي لوحدي تاني
ابتسم غصب عنه
-طيب حلو كلامي جه بفايدة اهو ومش هتمشي لوحدك تاني
شاورلها
-اتفضلي
مشيوا سوا عشان يوصلها ، طول الطريق ساكتين بس قرر يقطع حاجز الصمت ويتكلم عشان حب ينصحها
-ممكن اقدملك نصيحه؟
-اتفضل
-لو حصل واتكرر معاكي الموقف ده او اي موقف تاني شبيه بيه ووقفتي قدام راجل ،حاولي متبينيش انك ضعيفه وخايفه ،اتظاهري بالقوة حتي لو من جواكي مرعوبه ،حاولي تتماسكي وتباني قوية قدامه
-بس انا فعلا كنت مرعوبه
-ما أنا عارف وده اللي اقصده
-مش فاهمه
-الراجل نفسه لما بيشوف اللي قدامه ضعيفه وخايفه بيتشجع علي ارتكاب الغلط أكتر وفيه انواع للأسف كل متعتها في انها تشوف البنت ضعيفه قدامها ، لكن لما بيحسوا ان اللي قدامهم قويه ومش خايفه ،هما نفسهم بيخافوا وبيترددوا وبيفكروا ألف مره فالخطوة قبل مايعملوها.
-طيب ممكن أسألك سؤال؟
-اتفضلي
-انتوا ليه وحشين كدا؟
-احنا مين؟
-الرجال
-لا والله أنا مش منهم
-مش راجل😮
-لأ طبعا راجل بس اقصد مش من الرجال الوحشين دول
-ما انا عارفه وإلا مكنتش ساعدتني
-مش كل الرجال وحشين
-بس اغلبكم كدا ، اغلبكم كل تفكيره انه يحطم الست ويدمرها وانه يكبت حريتها وميكونش ليها اي رأي ، اغلبكم بيستلذوا بضعفها
-مش ذنبهم علي فكرة
-ازاي يعني؟
-لأنهم للأسف اتولدوا لقوا نفسهم في مجتمع ذكوري بيهين المرأه ويكبت حريتها واتربوا علي عادات وتقاليد غلط من البدايه رسخت الفكرة جواهم أكتر ، مجتمع ذكوري للاسف
-اي ده أنت كمان بتكرههم ،أول مره اشوف راجل رأيه كدا علي فكرة
-لأ فيه كتير جدا ، كتير ظلمته القوانين دي ومش لاقي مهرب منها وانا واحد من دول ، أنا عارضت اهلي وسبتهم ومشيت بسبب نفس القضيه اللي بتتكلمي فيها "حرية المرآه" ودلوقت بدفع تمن اعتراضي بأني هخسر اختي.
-مش فاهمه
قبل مايكملها كانوا وصلوا البيت
-ده بيتك؟
-ايوة ، بس للاسف مش هقدر اقولك اتفضل فالوقت ده وكمان لأن بابا مريض ونايم دلوقت
-انتي عايشه مع والدك بس؟
-ماما اتوفت وانا صغيرة وبعدها اختي الوحيدة ودلوقت مليش غير بابا
-ربنا يخليهولك
-ممكن تنتظر لحظه
-اوك
دخلت الفيلا وخرجت علي طول
-ده الكارت بتاعي وفيه عنوان شركتي كمان ، ممكن اي وقت تحتاج شيء تكلمني
بص فالكارت وقرأ اسمها
-روان
-ايوة وصحيح انا معرفتش اسمك
-يوسف
-طيب هستنى مكالمتك وحقيقي مش عارفه اشكرك ازاي
-ادخلي يلا عشان الوقت اتأخر وانا لازم امشي ،اكيد وتين قلقانه عليا
-اوك
-سلام
                           ***
كانت قاعده قلقانه ان يوسف خرج وساب فونه اول ما وقع منه علي الارض ،مكنتش عارفه توصله ازاي ، سابت باب اوضتها مفتوح عشان اول مايرجع تحس بيه ، صلت قيام ليل ودعت ربنا يرجعه سالم ليها قامت وفضلت قاعده علي سريرها بتبكي من القلق عليه ،حست بمدى ضعفها وانها في مكان ملهاش حد فيه غيره ، خافت عليه ومش عارفه تعمل اي ، نامت بدون ماتحس من كتر العياط ، فاقت علي صوت حركه فالأوضة بس النور كان مطفي ، افتكرت انه يوسف رجع ودخل يتطمن عليها فابتسمت وقامت بسرعه من علي السرير بس اتصدمت اول ماشافته قدامها
-أيمن
قفل الباب بسرعه وجري قرب منها
-ايوة ياوتين ،ايمن
-انت بتعمل اي هنا؟
-وحشتيني اووي وجاي اتطمن عليكي
-اطلع بره لو سمحت
-اطلع اي؟
-اطلع بره الاوضه لو سمحت
قرب اكتر
-انتي بتطرديني من بيتي؟
-لا ،انا مقصدش بس انا عايزة انام
-لا احنا هنقعد مع بعض شوية
-لا مش هينفع ،امشي لو سمحت يا ايمن
-اسمعيني بس ،احنا لازم نتكلم شوية
-بكره ،بكره الصبح نتكلم ،اطلع دلوقت
-مش هطلع غير لما اخد اللي عايزة
-لو مطلعتش انا هنادي يوسف
-ههههههه ، يوسف صايع بره لحد دلوقت ومرجعش ،شكله عجبته واحده وسهران معاها ونسته اهله ،عقبالي يااااارب
-لأ يوسف مش كدا
-لا يوسف كدا
-طيب اطلع وإلا هنادي لخالي
-لو ناديتي للصبح مش هيسمعك
-ليه بقى
-لأنه واخد منوم ميفوقهوش لحد بكره
-طيب اطلع بره يا
ايمن عشان خاطر ربنا
-ما أنا هطلع بس اما نتكلم شويه
اتفتح باب الاوضه فجأه ودخلت مرات خالها فجريت عليها لقيتها زقتها بعيد
-حصلت تعملي كدا ياوتين؟
-والله ماعملت حاجه ياطنط
-طلعتي عديمة الاخلاق
-والله ماعملت حاجه
-الصبح هقول لخالك علي كل اللي شوفته ونجيب المؤذون وايمن يكتب عليكي قبل ما تعملي اكتر من كدا و نتفضح
-انت فين يايوسف بقا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close