أخر الاخبار

رواية لعنة العشق الاسود الفصل الرابع 4 كاملة بقلم سارة علي

رواية لعنة العشق الاسود الفصل الرابع 4 كاملة بقلم سارة علي




حررت غرام شفتيها من شفتيه ثم خرجت مسرعة غير منتظرة ان ترى ردة فعله ....
اما مالك فلم يصدق ما فعله ... لا يعرف كيف انساق ورائها وقبلها بكل لهفة ...
ما زال طعم شفتيها عالق بفمه بشكل يجعله يرغب بتكرار تلك القبلة مرارا ...
ما هذه المصيبة التي أوقع نفسه بها ...؟!
تلك اللعينة تحاول ان تجذبه اليها لتنتقم منه ... كل شيء واضح لا يحتاج الى تفكير ... ولكن كيف ينجذب هو اليها بسهولة ...؟! كيف ينساق ورائها بهذه السرعة ...؟!
ضرب المقود بيديه وهو يفكر بأنه أخطئ بشدة ... أخطئ خطئا جسيما ...
اما غرام فولجت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها مستندة بظهرها على الباب ...
وضعت كف يدها على صدرها الذي اخذ يلهث بقوة ...
لقد قبلها ... استجاب لها بسهولة .... بينما هي تخطط منذ ايام كثيرة لهذه القبلة ...
خلعت حذائها وأخذت تقفز على الارض بسعادة ... لقد قبلها وبداية شعلة الحب قبلة ...
هي متأكد الان من كونها تركت في أعماقه اثرا عميقا بعد قبلتها تلك ...
وقفت أمام المرأة تبتسم بإنتصار ... فاليوم عليها الاحتفال ...
...............................................................
في صباح اليوم التالي ...
جلس مالك على مكتبه وهو يشعر بالإرهاق الشديد ...
هو لم ينم طوال الليلة الماضية ... يفكر بتلك الملعونة وما فعلته ...
كل ما يتمناه الان ألا تأتي وتريه وجهها ... بأي وجه سيقابلها ... ؟!بل هي بأي وجه ستقابله ....؟!
ما ان انتهى من افكاره تلك حتى وجدها تدلف اليه ..
حملق بها مصدوما غير مصدقا انها جاءت اليه بكل وقاحة ...
مظهرها منمق كالعادة وابتسامة خلابة تعلو ثغرها ...
تقدمت منه وقالت :
" صباح الخير ... شكلك تعبان اوي ..."
ابتسم ساخرا وقد قرر ان يجاريها في لعبتها :
" شوية ..."
" شكلك بيقول انك منمتش كويس ..."
قالتها وهي تقف بجانبه ليومأ برأسه دون رد لتقول وهي تحيط رقبته بذراعيها :
" طب ارتاح شوية ..."
تطلع اليها وقال بحنق :
" ابعدي ايدك عني ... التصرفات دي متنفعش هنا ..."
لتقول بسخرية :
" صحيح التصرفات دي تنفع بالعربيات بس ..."
نهض من مكانه وقال مشيرا اليها بإصبعه :
" خدي بالك من كلامك معايا مرة تانية ..."
احاطت خصرها بيديها وقالت :
" ممكن اعرف انت بتكلمني بالشكل ده ليه ...؟!"
كانت عيناه تراقبنها بإشتعال ليقول اخيرا :
" والمفروض اتكلم معاكي ازاي ..؟!"
ردت عليه برأس مرفوع :
" بطريقة أشيك من كدة .... متنساش اني زيي زيك هنا .."
ثم اردفت وهي تحتضنه بذراعيها :
" ده غير الي حصل بينا امبارح ...."
ليقول بسرعة :
" اللي حصل بينا امبارح ده تنسيه تماما ... انتي فاهمة...؟!"
ابتعدت عنه وقالت بعصبية مكتومة :
" يعني ايه أنساه ...؟! انت فاكر الموضوع بالسهولة دي ...؟!"
" غرام ... للمرة الألف ... متتجاوزيش حدودك معايا .."
قالها بنبرة محذرة لتقول :
" انا مبتجاوزش حدودي ...."
" انتي عايزة ايه مني ...؟!"
سألها بنبرة مشدودة لترد ببساطة وتلقائية :
" عاجبني ... شايفاك رجل مختلف ... شيك ووسيم ... غيور ... جنتل مان ... فيك كل الصفات اللي بحبها ..."
ثم ما لبثت ان حركت إصبعها على رقبته وهي تكمل بلهجة مغوية :
" والأهم من ده انك بتحبني ...."
مسك أصبعها بقوة وقال بنبرة جامدة :
" والكلام ده بناء على ايه...؟!"
أجابته وهي تبتسم بغموض :
" بناء على نظرتك ليا ..."
" وايه هي نظرتي ان شاء الله ...؟!"
" بتبصلي وكأنوا مفيش غيري حواليك ... بتبصلي وكأني كل حياتك..."
صمت لوهلة مصدوما بحديثها وثقتها الزائدة ليجد نفسه يصفق بيديه قبل ان يهتف بها بتهكم :
" برافو ... حقيقي برافو ... عندك خيال واسع ماشاءالله عليه ..."
لم تبالِ بكلماته وهي تهتف به بنفس الثقة :
" هنشوف .. بكره بنفسك هتتأكد انوا كلامي ده صح ...."
ثم خرجت مسرعة من المكان ليجلس هو على المكتب ويلعن حظه العاثر الذي أوقعه مع واحدة كهذه ...
...............................................................

خرجت ماريا من الحمام بعد وقت طويل قضته في الداخل حيث اخذت حماما دافئا حاولت من خلاله ان تزيل القليل من همومها وإرهاقها ...
تحركت نحو خزانة الملابس لترتدي شيئا مناسبا حينما لمحت مصطفى يقف في الشرفة ويدخن كعادته ...
تحركت نحو بروب الاستحمام ووقفت بجانبه قائلة :
" انت كويس ...؟!"
التفت نحوها واومأ برأسه دون ان يتحدث لتردف بعصبية كبيرة :
" ممكن افهم فيه ايه ...؟!"
" مالك يا ماريا ...؟! حصل ايه ...؟!"
قالها ببرود أغاظها لتهتف به بجنون :
" فيه انك متغير من ساعة ما جت ... تصرفاتك كلها مش طبيعية ... معايا ومش معايا ...."
" ماريا انتي تجننتي..."
قالها وهو يلج الى داخل الجناح لتذهب خلفه وتقول :
" انا متجنننتش يا مصطفى ... انا بتكلم بجد .... انت عاوز توصل لإيه بِالضبط ...؟؟ لو لسه بتحبها روحلها ..."
التفت نحوها وقال بغضب كبير :
" لا انتي اتجننتي عالاخر ... وبقيتي بتقولي كلام مش طبيعي ..."
" هو الطبيعي انك هاملني طول الوقت ومش بنتكلم ولا بتقعد معايا... ولا الطبيعي انك ملمستنيش من يوم جوازنا ..."
قالها بحزن مكتوم ليصمت للحظات محاولا استيعاب كلامها قبل ان يكمل بتهكم قتلها :
" قولي كده ... انتي مدايقة عشان منمتش معاكي ..؟!"
رمقته بنظرات متسعة غير مستوعبة لما يقوله قبل ان تهتف بمرارة :
" هو ده تفسيرك لكلامي ..."
هدر بها بصوت عالي :
" مهو مفيش تفسير تاني ... عايزاني انام معاكي ... هنامً ..."
أحاطها من ذراعيها ودفعها نحو السرير ثم اقترب منها محاولا تقبيلها لتدفعه بقوة وهي تصرخ به :
" ابعد عني ... "
صفعها بقوة وقال :
" انتي تجننتي ... بترفضيني كمان .....؟!"
ثم ما لبث ان بدأ يحاول خلع الروب عنها وهي تقاومه بشدة بلا فائدة ...
.................................................................
خرج مالك من مكتبه واتجه الى سكرتيره ليخبرها قائلا :
" مروة ... دي ملفات الصفقة الاخيرة ... راجعيها كويس ..."
اومأت مروة برأسها وقالت :
" حاضر يا فندم ... "
توجه مالك بعدها خارج الشركة ذاهبا الى موقع العمل ...
هناك وجد ميرا تعمل مع العمال ليتقدم نحوها ويقول :
" ازيك يا ميرا ...؟! عاملة ايه ...؟!"
اجابته وهي تبتسم بخجل :
" بخير الحمدُ لله ...."
 " اخبار الشغل ايه معاكي ..؟!"
سألها محاولا فتح مجال للحديث معها لتتنهد وتجيب :
" كويس جدا ...."
" لو احتجتي اي حاجة بلغيني ..."
تعجبت مما قاله لكنها اومأت برأسها دون أن ترد ليتحرك بعدها نحو العمال محاولا التحدث معهم ....
انتهى من التحدث معهم ومشاهدة عملهم ليتجه خارج الموقع حينما سمع ميرا تتحدث في الهاتف وهي تقول بخوف :
" طب انتي كويسة دلوقتي ...؟! طمنيني عليكي يا ماريا ...؟! انا جاية حالا ..."
اتجه مالك بسرعة نحوها ظنا منه ان هناك شيء ما حدث مع أخيه وزوجته وسألها بسرعة :
" مالهم مصطفى وماريا ...؟!"
أجابته ميرا والدموع تلمع داخل مقلتيها :
" مش عارفة ... هي كلمتني بتعيط وبتقولي تعالي خديني من الفندق حالا ..."
شعر مالك بالخوف هو الاخر فقال :
" طب يلا بينا نروح نشوف فيه ايه ..."
لتتحرك ميرا بسرعة معه ...
........................................................ .....

اغلقت غرام الهاتف وهي تزفر أنفاسها بضيق ... لقد علمت من المخبر السري خاصتها انه ذهب مع تلك المدعوة ميرا الى احد الفنادق المشهورة ...
اخذت تفكر بما يمكن ان يجمعهما سويا ... لماذا يأخذها مالك معه ...؟!
في نفس الوقت دلفت السكرتيرة الى الداخل وقالت :
" غرام هانم ممكن اخد من وقتك شوية ...؟!"
اومأت غرام برأسها وقالت :
" اتفضلي يا مروة ..."
جلست مروة امامها ومدت لها يدها بملف قائلة :
" الملف ده فيه كل تفاصيل الصفقة .. تقدري تصوريه ..."
سحبت غرام الملف منها بسرعة وأخذت تقلب فيه قبل ان تقع عيناها على رقم مهم للغاية حفظته عن ظهر قلب ثم اعادت الملف الى مروة وهي تهتف :
" ملوش لزوم أصوره طالما خدت اللي انا عايزاه .."
" غرام هانم انا كده ممكن اخسر شغلي صح ...؟!"
نظرت اليها غرام قليلا ثم قالت بعملية :
" حتى لو خسرتيه ... انتي هتاخدي المقابل ... صح ...؟!"
" بس ..."
قاطعتها غرام :
" بس ايه ...؟! عايزة الشغل والفلوس ... متبقيش طماعة .."
نظرت مروة اليها بعدم اقتناع لكنها قالت اخيرا :
" معاكي حق .."
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close