رواية خيوط الشمس الفصل الثاني 2 بقلم فرح ابراهيم
انهي القمر دوره علي مسرح الارض واتاح فرصه الصعود للشمس، لتصعد الشمس وتنير الأجواء معلنه عن يوم جديد ملئ بالاحداث..!
"صوت صراخ الحجه كريمه يرج الاجواء" : ياااا ااسسسيييلل يابنتي اصحي بقا هديتي حيلي
"نور": شفتي اهي ما بتردش اهي يعني مفيش حل غير اني اروح الرحله بدالها وانقذ فلوس ابويا الراجل الغلبان، يهون عليكي نصدمه ونقوله فلوسك راحت هدر؟
"كريمه": بس اسكتي بقا مش مكفيكي كل الخروج الي بتخرجيه ولا الرحلات الي بتطلعيها ومستخسره حتت رحله في اختك الي يا حتت عيني مكانتش بتقوم من علي الكتاب ولا بتريح نفسها...!
"نور": انا ابص علي رحله زي دي؟!، لا طبعاً انا بس عايزه انقذ الموقف
"كريمه ": ونبي أيه؟ لا ملاك بجناحين يبت
"نور": اومال..!، عندك كلام غير ده؟
ضحك الاثنتين بمرح ثم قالت" نور" مطمئنة كريمه : خلاص روحي انتي بس حضري الفطار وسيبي عليا الطلعه دي
"انتظرت نور حتي ذهبت كريمه ثم قالت بحزم": يلا استعني عالشقي بالله..!
قفزت علي الفراش بجانب اسيل وصرخت في اذنها
"نور": انتي ييا سستت المومياااا، يالهوي ده انتي في غيبوبه مش نايمه!
فزعت اسيل وجلست علي الفراش وهي تعدل من هيئتها
"اسيل بعصبيه طفوليه": ايه الرخامه دي حد يصحي حد كدا يا بتنجانه انتي؟
"نور": ايه ده صحيتي؟ سبحان الله يحيي العظام وهي رميم..!
"اسيل": طب ابعدي عني بقا لا اقوم افطسك
"نور": تفطسي مين اتنيلي وانتي الي بينفخ فيكي بتطيري
"اسيل": لا ميغركيش شكلي الطيب ده انا نينجا
"نور": طب قومي يست النينجا لاحسن قدامك ساعه واحده بس وتبقي اتوبيسات الرحله بحححح
"اسيل" بذعر وقت تذكرت معاد التجمع للرحله: ااااههه الرحله ..!!!! ، قومي من قدامي اوعي بسرعه
قفزت من علي الفراش واختفت داخل المرحاض لتغتسل وتأخد "شاور" استعداداً للذهاب
وبعد حوالي ثلث ساعه خرجت اسيل من الغرفه في اتم استعدادها وعلي عجله كانت تجر حقائبها
"اسيل بتوتر": يلا يا بابا بسرعه الباص هيفوتني
"كريمه": طب اقعدي افطري معانا بسرعه بس
"اسيل": مفيش وقت يماما هفطر في الباص
"كريمه": طيب اهدي بس انشالله هتلحقي وقبل ما تمشي انا عايزه حضن كبير لاحسن هتوحشيني اوويي
تحركت اسيل في اتجاهها وضمتها بحنان وكذلك كل من نور و والدها ثم تحركت نحو الباب لتذهب وطلب والدها البواب ليساعدهم في تحويل حقائبها للسياره وبالطبع خلال مغادرتهم لم يخلو الموقف من نصائح كريمه وإرشادتها، وبعد قليل عم الهدوء بالمنزل عكس الضجيج الذي كان يعم الاجواء امام الباص والكل في ترقب وصول اسيل..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
وعلي النقيض تماماً، يعم هنا الهدوء والكل يتهامس بصوت خافت فهناك اجتماع في غايه الأهميه يعقد الأن والذي تم الاستعداد له باكراً .
"شذي السكرتيره": حسين، تعالي هنا بقولك ايه
"حسين" بصوت خافت: في ايه؟
"شذي": هو بشمهندس سليم طول في الاجتماع كدا ليه؟ ده بقاله حوالي ساعتين ونص جوه..!
"حسين": واحنا مالنا، متدخليش في الي ملكيش فيه وابعديني انا عن مواضيعك دي لاحسن ونبي انا مش قد غضب سليم بيه ولا مستعد اخسر شغلي
"شذي بعصبيه مكتومه": وهو انا بقولك اسرقه! ، انا بقولك متعرفش اي حاجه ما انت رايح جاي تدخل قهوه وشاي وعصير وغيره وغيره، اكيد يعني لقط اي حاجه..!
"حسين": بقولك ايه سيبيني في حالي انا رايح اشوف شغلي
نظرت له شذي بتأفف ثم عادت لتجلس خلف مكتبها في حنق وهي تقول بغيظ مكتوم
"شذي": مش فاهمه اشمعنا انا الي ما احضرش الاجتماع يعني ما سي عادل الزفت سكرتير ابوه جوه معاهم..!
ومر من الزمن حوالي نصف الساعه حتي فُتح الباب وخرج منه الوفد الاجنبي وسليم يودعهم بإبتسامه هادئه.
"سليم نظر لشذي وقال بحده وجمود" : شذي جيبلي قهوه واي حاجه للصداع والورق الي طلبته منك يكون علي مكتبي كمان خمس دقايق بالكتير مفهوم؟
"شذي" : طبعاً مفهوم حاضر يا سليم بيه
دلف سليم الي مكتبه وجلس خلف مكتبه علي كرسيه وهو يمرر يده بين خصلات شعره الكثيف و يتنهد بإرهاق ثم وضع يده خلف رأسه ورفعها قليلاً واغمض عينه في محاوله للسيطره علي وجع رأسه والصداع المزمن الذي يصاحبه في مثل تلك الايام المزدحمه بالاجتماعات المهمه والمعقده
دخلت شذي المتكب فقال لها بدون ان يغير من وضعه او يفتح عينه
"سليم": حطيهم عندك وروحي شوفي شغلك
ولكن سمع خطوات شذي تقترب من المكتب وشعر بها تقف خلف كرسيه وتحاول تنعيم صوتها بإغراء
"شذي": اكيد تعبت اوي يا بشمهندس، بس انا عندي الي يريحك
"لم يتحرك سليم من مكانه ولا عدل من وضعيته ولكن قال بترقب بصوته الاجش": وهو؟
"شذي " ابتسمت في خبث: طيب كفايه شغل لحد كدا وتعالي نتغدي برا مع بعض وبعدين هقولك بس برواقه
"التف لها سليم بكرسيه فأصبحت في مواجهته وتلتصق بكرسيه
"سليم" بوجه خالي من التعابير وبجمود وترقب: نروح ؟ ليه بصفتك ايه معلش؟
"شذي" وقد سندت بيدها علي مخدعين كرسيه: والله بقا لو حضرتك مش بتعتبرني حاجه انا بقا بعتبرك حاجات كت....
قطع سليم حديثها بجذبه لها بعنف من معصمها لتدني وتصبح في نفس مستواه وهو جالس ثم نظر في عينيها محذراً وقال بصوته الاجش ونبره حاده ارعبتها وهزت كيانها
"سليم" : بتعتبريني البشمهندس سليم مدير الشركه الي شغاله فيها، يعني مديرك وبس، وفوقي كدا وبلاش شغل السهوكه ده عشان ما بياكلش معايا ،ويا تركزي في شغلك وتعرفي انتي بتتعاملي مع مين كويس وألا رد فعلي مش هيعجبك وانتي عارفه مين هو سليم المنشاوي ويقدر يعمل معاكي ايه
ثم احددت نبره صوته : مفهوم ؟
نفض يدها بعيداً بشمإزاز فأبتعدت عنه سريعاً وهي تقول بخوف
"شذي": مفهوم، مفهوم حضرتك
"سليم": المرادي هكتفي بلفت نظرك لكن بعد كدا هتلاقي نفسك في الشارع
ولم يعطيها فرصه للرد وهو يقول : برا مش عايز اشوفك قدامي
اختفت شذي سريعاً من امامه وهي خائفه من رد فعله وتلعن تسرعها وكادت تجلس حتي وجدت سليم يخرج من مكتبه ويتوجه للرحيل فأخفضت نظرها خجلاً ولكنها غريبه حقاً فبالرغم مما حدث وبالرغم من انها تعلم قسوه رد فعله مع من يعصي امره إلا انها لم تيأس وظلت تفكر في كافه الطرق التي تتقرب بها إلي سليم..!
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
وصلت أسيل لمكان التجمع في اشد التوتر من الموقف، فقد كان الجميع في انتظارها وعندما اقتربت تلقت اكبر كميه نظرات معاتبه لتأخرها وتعطيل تحرك الرحله
اقترب منها الدكتور "حامد" ويظهر علي وجهه الضيق وقال معاتباً: كدا ينفع يا أسيل؟ يعني احنا متفقين علي معاد التجمع، ينفع عدم الألتزام ده؟
"اسيل بأسف": اسفه والله يا دكتور فعلاً غصب عني
"دكتور حامد": عارفه لو مكنتش عارفك وعارف إلتزامك؟ كنت مستنتش، بس عارف اد ايه انتي محترمه وملتزمه واد ايه تعبتي السنه دي وتستحقي الرحله دي
"اسيل": بجد شكراً جدا اوي يا دكتور، واسفه اني عطلتكم
ليرتفع صوت زميل لها في الدفعه :مش اسيل جت خلاص يا دكتور وكلنا كدا كاملين يلا نتحرك بقا ونبي ..!
"دكتور حامد ": يلا يلا الكل يستعد عشان نراجع الاسماء ونتحرك، يلا يا استاذ فريد يلا يا استاذه ماجده عشان منتأخرش
وبدأوا في مراجعه الاسماء وبعد اتمام التأكيد علي حضور جميع اعضاء الرحله واكتمالهم شرعوا في ركوبهم للباص وتنظيم حقائبهم
كانت اسيل تقف بصحبه "لوجي" و "ندي"
"لوجي": انا مش فاهمه يا هبله انتي حد ينسي معاد الرحله الي كنا مستنينها طول السنه!
"ندي": والله خفت عليكي جداً ،ومكناش هنطلع منغيرك
"اسيل": يا حبايبي والله، علي قد خوفي وتوتري وانا جايه في الطريق إلا اني كنت مطمنه انكو مش هتسبوني
"لوجي": طب ركزوا في الاسماء عشان نطلع الشنط ونطلع نقعد ورا بعيد عن الدوشه
"اسيل": يالهوي علي الكنبه الي ورا دي..! ،الراعي الرسمي لكل رحلاتنا من صغرنا، بس الكل هيبقا باصللها يا خوفي لا تحصل مجزره..!
ضحكوا بمرح وقاطعهم صوت دكتور حامد
"دكتور حامد": دفعه سنه خامسه هندسه يعني اقدر اقول يا باشمهندسين خلاص ، ياريت الكل يلتزم بمكانه عشان هنبدأ نتحرك ونرجوا الهدوء لأن قدامنا طريق مش قصير من هنا لشرم عايزينه يعدي علي خير انشالله
وبدأ الباص في التحرك وكانت هذه بدايه استلام القدر خيوط الاحداث ليتلاعب بها وما علينا إلا انتظار القادم بترقب....!
الفصل الثالث من هنا