رواية لعنة العشق الاسود الفصل الثاني 2 كاملة بقلم سارة علي
الفصل الثاني
الذهول سيطر عليه ... لم يستوعب في بادئ الأمر أنها هي ... غرام ابنة عمه واخت زوجته ... خطيبة أخيه السابقة ... تلك الصغيرة البريئة دوما ... كم تغيرت ....؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت والدته تسألها بخشونة :
" انتي ايه اللي جابك هنا ...؟!"
ليوقف والدته بإشارة منه :
" الكلام ده مش وقته .."
الا ان غرام التفتت نحو سوزان تناظرها بتحدي وهي تهتف بها :
" جيت أبارك لإبن عمي ...."
ورمقت مصطفى بنظرة ذات مغزى جعلته يخفض رأسه أرضا ... تدخل العم في الحوار حيث اقترب منهم وقال محاولا السيطرة على الوضع خصوصا همهمات الناس التي ازدادت بقدوم غرام الصياد الى الحفل :
" غرام حبيبتي ... ايه رأيك تجي تقعدي معانا انا و ميرهان ..."
أطرقت غرام برأسها وقالت :
" حاضر يا عمو ..."
ثم رمت مالك بنظرة أخيرة لم يفهمها قبل أن تتحرك مع عمها الى الطاولة التي يجلس عليها حيث توجد ميرهان التي استقبلتها بسعادة بالغة فهي كانت تجمعها صداقة وطيدة مع غرام ...
جلست الفتاتان بجانب بعضيهما وقد لاحظت ميرهان التغير الكبير في غرام وبرودها معها ولكنها لم تلمها فهي من تخلت عنها ولم تدعمها في محنتها ...
جلس العم أرشد بجانب غرام وقال :
" ازيك يا غرام ...؟! امتى رجعتوا من السفر ...؟!"
أجابته بجدية :
" قبل شوية ... "
كانت علاقة غرام مع عمها جيدة فهو من ساعدها هي ووالدتها ودعمهما معنويا بعد وفاة والدها ...
" عمي انا محتاجة اتكلم معاك بخصوص الشغل والشركة .... انا قررت أدير الشركة معاكم ...."
فهم أرشد على الفور أن ابنة أخيه عائدة وفِي نيتها شيء ما ...
" تديري الشركة ...؟! "
قالتها ميرهان غير مستوعبة ما تفوهت به صديقتها لترد غرام بتأكيد :
" ايوه أدير نسبة بابا .. متنسيش اني درست إدارة اعمال ...."
نعم لقد اختارت دراسة الاعمال بدلا من الرسم الذي لطالما رغبت به فقط لأجل هذا اليوم ...
اومأت ميرهان رأسها بتفهم وهي تفكر بدورها بأن ثمة شيء يدور في عقل ابنة عمها ...
................................................................
في صباح اليوم التالي ...
وقفت غرام أمام المرأة تتأمل بذلتها الرسمية بإعجاب وثقة ... لقد بدت مليئة بالإغراء والحيوية في أن واحد ...
كانت ترتدي بذلة سوداء مكونة من تنورة قصيرة تصل الى ركبتها وسترة سوداء اللون أسفلها قميص من الشيفون الأبيض مع حذاء اسود ذو كعب عالي أبرز طولها الفارع ... تركت شعرها ينسدل على ظهرها ليصل الى خصرها ولم تنس أن تضع طلاء شفاهها ذو اللون الأحمر ...
حملت حقيبتها بعدما وضعت عطرها المفضل وخرجت من غرفتها متجهة الى الشركة حيث ستفاجئ مالك بقدومها الى الشركة من اول يوم ...
هبطت الى الطابق السفلي في منزل خالتها لتجد والدتها هناك تجلس امام التلفاز وهي تتناول قهوتها ...
" صباح الخير ..."
قالتها بإبتسامة واسعة لتتأمل والدتها هيئتها المشرقة قبل أن تهتف بضيق :
" بردوا رايحة الشركة وهتعملي اللي فدماغك ....؟!"
اومأت غرام برأسها وقالت مؤكدة كل حرف نطقت به والدتها :
" ايوه ... دي شركتي وحقي وانا لازم اديرها معاهم ..."
" بيعي نسبتك يا غرام وخلّينا نبعد عنهم ... كفاية اللي جرى لينا بسببهم ..."
ردت غرام بنبرة مستنكرة لما نطقت به والدتها :
" انتي بتقولي ايه يا ماما ...؟! مستحيل اعمل كده ... انا هشتغل في الشركة واللي مش عاجبه يبيع هو نسبته .."
ثم نظرت الى ساعتها وقالت :
" انا لازم اروح دلوقت عشان تأخرت ..."
ثم طبعت قبلة على خد والدتها ورحلت ....
...............................................................
في شركة الصياد ...
جلس مالك في غرفة الاجتماعات مترأسا الطاولة وبجانبه عمه ومجموعة من مدراء الشركة ...
كان مالك يقلب في احد الملفات حينما استنشق رائحة عطر ناعم يتسلل اليه يتبعه صوت طقطقات كعب حذاء ليلتفت لا إراديا الى الخلف فيجدها أمامه تقف على بعد مسافة منه تناظره بثقة وابتسامة فاتنة ترتسم على شفتيها المغويتين...
" اهلا يا غرام ..."
قالها العم أرشد وهو يقف من مكانه مشيرا إليها أن تتقدم لتسير بخطوات مدروسة نحوه دون أن تبالي بنظرات الاخرين المصدومة ...
جلست بجانب عمها وقالت بأسف :
" انا اسفة عشان تأخرت شوية عن معاد الاجتماع ..."
ليرد العم :
" حصل خير لسه مبدأناش اصلا ..."
ثم التفت نحو مالك الذي ينظر اليه بحيرة واستغراب ليوضح العم له :
" غرام هتشتغل معانا من هنا ورايح .... "
وتكمل غرام بدورها مضيفة على كلام عمها :
" هدير نسبة بابا في الشركة ..."
تطلع مالك الى عمه بنظرات غير مريحة قبل ان يتنحنح بادئا الاجتماع ...
مر الوقت سريعا فقد أراد مالك أن ينهي الاجتماع ويتفرغ لعمه وغرام التي يبدو أنها لا تنوي الخير ابدا ...
وبالفعل انتهى الاجتماع بعد وقت ليس بطويل لينفرد مالك بعمه وغرام ...
خرج الموظفون من قاعة الاجتماعات بينما نهض مالك من مكانه وقال :
" ممكن اعرف ايه معنى الكلام اللي قلته يا عمي ...؟! يعني ايه غرام تدير الشركة معانا ....؟!"
حاولت غرام أن تتحدث لكن عمها أسكتها بإشارة منه وقال بدوره مدافعا عنها :
" حقها ... هي ليها نسبة في الشركة ومن حقها تديرها ..."
" من امتى الكلام ده ...؟! مهي طول عمرها بره واحنا بندير الشركة لوحدنا ..."
قالها مالك بعصبية لتنتفض غرام من مكانها وتقول بعصبية اكبر :
" اولا انا كنتِ بره لأسباب انت عارفها ويفضل اني مقولهاش عشان مقلبش المواجع عليك ... ثانيا انا حرة اروح وقت ماحب وارجع وقت ماحب ... دي شركتي وانا ليا حقوق فيها .... "
ثم أكملت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها :
" مش بس الشركة ... لا والقصر كمان ... ولا نسيت ..."
" انا ممكن اشتريها حالا منك ..."
قالها مالك بتحدي لترد بإباء :
" أملاكي مش للبيع ..."
" خلصتوا ...."
صرخ أرشد بهم بنبرة حادة قبل أن يقف بينهم ويهتف بصوت أمر :
" الكلام ده هعتبر نفسي مسمعتهوش ... متنسوش انكم ولاد عم ... غرام هتشتغل في الشركة ... وانت هتقبل ده يا مالك ... ومش بس كده هتساعدها انها تفهم شغلها وطبيعته .."
" بس يا عمي .."
قاطعه العم :
" ايه هتعصي كلام عمك يا مالك ....؟!"
صمت مالك ولم يرد بينما نظرت اليه غرام بإنتصار ...
..................................................................
خرج العم تاركا مالك وغرام لوحديهما حيث طلب من مالك أن يشرح لها طبيعة العمل ...
أخذ مالك يشرح لها بعض الأشياء المهمة التي تخص العمل وهي تصغي اليه بتركيز شديد ...
" فيه حاجات مهمة هتحتاجي تروحي المصنع عشان تعرفيها ...."
قالها مالك وهو يغلق اخر ملف لتنهض غرام من مكانها وتقول بحماس :
" طب يلا بينا نروح المصنع ...."
الا ان مالك رد بإقتضاب :
" عندي شغل كتير ... روحي انتي لو عايزة ...."
اومأت برأسها وهي تتجه خارج المكان ثم قررت الذهاب الى المصنع بعدما طلبت من أحد الموظفين مرافقتها ...
ذهبت غرام الى المصنع وجلست في المكتب تقرأ الملفات وحاولت فهم أمور العمل هناك ثم طلبت من الموظف أن يأخذها الى احد مواقع العمل ... وبالفعل أخذها الموظف الى هناك ...
أخذت غرام تسير داخل الموقع وتتحدث مع العمال الذين انبهروا بها وبجمالها ....
في اثناء سيرها سمعت أن مالك قد جاء مع احد مهندسي الشركة الى الموقع فتعمدت أن تخلع سترتها ليظهر قميصها الشيفون عاري الذراعين ولم تنس أن تفك اول ثلاثة أزار من قميصها ليظهر صدرها بشكل مثير للغاية جعل الموظف الذي معها يحملق بها ببلاهة وكذلك بقية العمال بينما أكملت هي سيرها بثقة ...
دلف مالك الى داخل الموقع ليجد احد العمال يتحدث مع زميله وهو يقول :
" وفضلت بالقميص الشيفون ... وفتحت الزراير الفوق وعينك متشوف الكل بقى يبصلها ...."
ليرد الاخر :
" استغفر الله العظيم فيه وحدة محترمة تعمل كده ... وفالموقع هنا .."
" انتوا بتتكلموا عن مين ...؟!"
سألهم مالك بحدة ليجيبه العامل الأول بصوت متردد :
" عن غرام هانم بنت عم حضرتك ..."
" هي جت هنا ...؟!"
اومأ لعامل برأسه ليكمل مالك :
" وقلعت ...؟!"
اومأ العامل برأسه ليضرب مالك كفا بكف وهو يقول :
" طيب يا غرام ليتلك سودة ... "