رواية قسوة الجبروت الفصل الخامس عشر 15 بقلم هاجر احمد
لفصل الخامس عشر...
استيقظ علي حركة يدها بين كفه رفع وجهه لها وجدها تحاول رفع جهاز التنفس عن وجهها... نظرلها بهدوء ثم اردف : انتي كويسه ؟!
اردفت بتعب : انا فين ؟!
ثم نظرت حولها ببطء... لتستوعب ما حدث لها....رفعت جسدها قليلاً لتعتدل في جلستها وساعدها فارس على ذلك... نظرت لأصابع يدها التي تسكن بكفه سحبتها بعنف وهي تنظر له بغضب وضيقت حاجبيها وكادت تدخل معه في صراع ولكن اشاحت بوجهها لتنظر لتلك التي تنام على الاريكة..
لتردف : مين دي ؟!
ليردف بهدوء : دي روريتا...
لتردف : روريتا مين ؟!... انت بتجبلي نسوان في الاوضة كمان...
كتم ضحكته من غيرتها البادية على ملامحها...
ليردف : دي روريتا... اللي هي روت...
نظرت له بتعجب لتردف : اسمها روريتا... ؟!
لينظر لها مردفاً : ايوة...
تململت روت على الاريكة بنعاس لتفتح عيناها ببطء لتجد نور قد افُيقت من غيبوبتها...
اتجهت لها بفرحة لتردف : اانت بخير ؟! ...هل احضر لكِ الطبيب...
هزت لها نور بالموافقه بملامح مقتضبة... اسرعت روت لتبحث عن الطبيب المسؤول عن حاله نور...
في داخل الغرفه...
اردفت نور بضيق : اللي جابها معاك دي... ؟!
تعجب فارس من سؤالها ونظر لها نظرة مستفسرة ولكنه اجاب : جبتها علشان تساعدني...
اردفت نور بسخريه : قول كدا... جايبها علشانك يعني...
استفزه ردها وكور قبضة يده ضاغطاً عليها بعنف ولكن هدأ عندما اتى الطبيب... ودلفوا للداخل...
الطبيب بأبتسامه : حمدلله على سلامتك يا نور هانم...
نظرت له نور ثم اؤمات برأسها بمعنى شكراً...
بدأ الطبيب في نزع اسلاك المحاليل وجهاز التنفس من يدها ووجهها ليقوم بعدها بنزع ابره محلول الانسولين..
ادارت روت وجهها ووضعت رأسها في صدر فارس من خوفها... تعجب فارس لفعلتها ونظر لها ثم مسد على شعرها بهدوء وشبح ابتسامه مرسومه على محياه من نظرات نور القاتلة نحوهم...
اقترب الطبيب من ذراعها ليقيس نبضها ما ان تلامس يده ليمسك بكفها واليد الاخرى يتلامس بها منطقه النبض... شهقت بخوف وسحبت يدها...
مردفه بغضب : انت غبي... وقليل الادب...
نظر لها الطبيب بصدمه ليجد فارس يحدجه بنظرات نارية..
مردفاً بحده وغضب : ايه اللي انت بتعمله ده يا حيوان...
ازدرد الطبيب ريقه بتوتر ثم اردف : يا فارس باشا انا لازم اقيس نبضها علشان لو كدا نشوف معدل القلب كويس ولا لا وهيأثر على السكر ولا لا...
اردف فارس بحده : اتفضل خلص...وحسك عينك تضايقها...
نظرت له نور بهدوء... ثم حدجت الطبيب بنظرات قاتلة...
لتعود روت بأحضان فارس مره اخرى... نظرت لهم وجدته يحتضنها مرة أخرى.. اشاحت بوجهها عنهم ونظرت للطبيب مرة أخري.. الذي اردف : معدل القلب عندك كويس جداً... وده شئ كويس بس لازم تأخدي بالك من صحتك...وخصوصاً الفترة اللي فيها السكر عالي... لان ده ممكن يأثر عليكي بعد كدا... تمام يا انسة...
نظرت له ثم اردفت بسخريه : لا مش انسه... انا مدام... وجهت نظرها لفارس لتكمل لاستفزازه: مش كدا برضو يا جوزي يا حبيبي
نظر لها بغيظ وكظم غضبه عنها حتى لا يقوم بصفعها وهي مريضة...
استفزها اكثر وحاوط خصر روت ليبتسم لها بتشفي... وفي حين ذلك نظرت له بسخرية واشاحت بوجهها للطبيب..
اردف الطبيب: لازم الفتره دي تشتغلى على انك تقللي السكر في جسمك بما انك يا هانم فوقتي في ده مؤشر كويس ان السكر معدله في جسمك بيقل... ولازم تحافظي على تناول اكل صحي وبلاش اكل من بره نهائي كلي خضروات وفاكهة كتير علشان تعوضي اليومين اللي مكلتيش فيهم حاجه... وياريت تشربي fresh juice الفترة دي علشان تعوضي الدم اللي اتفقد من رجلك...
اجابته بهدوء : تمام...
استأذن الطبيب فارس ليتحدث معه بالخارج...
خرج معه ثم اردف فارس : خير هي مش كويسه ولا ايه ؟!
الطبيب : مراتك زي الفل... بس انا عايز اقولك ان طول ما سكرها عالي هتضطر تزود الجرعه والجرعه اللي بتأخدها بتأثر على تحفيز الخلايا العصبيه... بمعنى هتلاقيها متشتته او متوتره... متعصبه... بميت مزاج في نفس الوقت.. هتلاقيها فرحانه ومتعصبه مع بعض... فيا ريت اي حاجه بتضايقها تبعد عنها الفترة دي نهائي...تمام يا فارس باشا
ليردف فارس : تمام...
اردف الطبيب: هبعتلكوا الممرضه تغيرلها على جروح رجليها..
اردف فارس : تمام..
دلف فارس لزوجته وجدها تحدج روت بنظرات ناريه تكاد تفتك بها... جلس بالمقعد الذي بجانبها ونظر لها...
اردفت روت : اتريدين ان تتناولي طعام الافطار؟!
اؤمات نور برأسها بالموافقه لتنصرف روت من الغرفه....
نظرت له وعلى وجهها علامات الغضب لتردف بسخرية : حضنتها بذمة... ؟!
انفجر فارس من الضحك على تعبيرات وجهها وطريقتها التي اثبتت انها تغير عليه بشدة...
لتردف بغضب : وليك عين تضحك...
فارس بأبتسامة : بتغيري عليا... لو بتغيري قولي عادي...
نظرت له بتأفف لتردف: اغير عليك... اه اغير عليك ان شاء الله ده في المشمش...
ليردف : وايه المانع انك تغيري عليا يا نور....
لتردف بملامح مقتضبه : انت صدقت نفسك ولا ايه... مفكر نفسك جوزي بجد... ده بعدك يا فارس واعمل حسابك ان احنا هنطلق في اقرب وقت ممكن...
ليردف بجاحب مرفوع : واتفقنا ؟!..
لتردف ببرود : مليش فيه...
ليردف فارس ببرود : لو مش هتلتزمي بأتفقنا مش هلتزم بأتفاقك وهعمل اللي انا عايزه بما انك مراتي... وبما انك مراتي يا زوجتي العزيزة.. اعتقد يعني من حقي الشرعي ان اخد متطلباتي منك كزوج ولا انتي ايه رأيك...
ألجمت الصدمه شفتيها وكست حمرة الغضب والخجل وجهها...
لتردف : انت اقذر بني ادم شوفتوا في حياتي...
ليردف بأبتسامة مستفزة : لمي نفسك يا زوجتي العزيزه علشان مش عايز اوريك القذر اللي قدامك ده ممكن يعمل فيكي ايه....
كادت ترد عليه ولكن دلفت روت وقد امسكت معها بأطباق طعام لنور... وبعدها دلفت الممرضه لتقوم بالتغيير على جروح قدميها... امسكت نور بطبق به معكرونه وقطعه دجاج مطهية جيداً ورائحتها جيده وهي تهم علي ألتهام قطعه الدجاج سحب فارس منها الطبق وقطعه الدجاج وابتعد بمقعده عنها وجلس يتلذذ بتناول طعامها وهو ينظر لها بأبتسامة مستفزه....
ضحكت روت على كلايهما ومن تصرفاتهما الطفوليه... نظرت له نور بغيظ وكادت تنفجر غضباً منه... اما هو يتلذذ بتناول طعامها مردفاً : تعرفي يا روت... الفراخ طعمها يجنن... تهبل بجد... ابقي اعمليلي زيها لما نروح...
لم تتحمل روت ما يفعله بنور وانفجرت في نوبه ضحك...
اردفت نور بغيظ : انا عايزه اروح...
نظر لها فارس مردفاً : لما اخلص الفراخ...
اردفت : يلعن ابو برودك يا اخي...
بعد نصف ساعه انتهى فارس من تناول طعامها وغسل يداه وطلب من الطبيب ان يكتب لهم على خروج اليوم.. اتجه للغرفه و خلع غطاء رأسها الازرق... وألقى به في القمامه ووضع لها حجابها الطويل واعدل من وضعية جسدها... مسح وجهها بالقليل من الماء... لتستعيد نشاطها قليلا استندت براسها على صدره فأحتضنها ومسد على رأسها ... ثم امسك بمنشفه وقام بمسح وجهها...
نظر لها ثم اردف : مالك يا نور ؟!
لتردف : دايخة... حاسة اني دايخة...
امسك بعلبة من العصير وقام بفتحها واعطاها اياها.. تناولته دفعه واحده... لتستعيد سيطرتها على جسدها ولو قليلاً....
وفي ذات الوقت دلف أحمد ووالدته للغرفه....
احمد : السلام عليكم....
ليرد الجميع : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته...
نظر لشقيقته.. ثم اندفع نحوها واحتضنها ثم امسك وجهها واحتضنه وقبل جبينها ووجنتيها ثم احتضنها مره اخرى... كل ذلك وفارس يستشيط غيظاً منه وما يفعله بزوجته...
ليتجه نحوهم وابعدها عنه...
ليردف احمد بغضب : واحد واخته بيحضنوا بعض بتتحشر بينا ليه
اردف فارس : لو انت اخوها فأنا جوزها ...
نظر له احمد بغضب ثم اتجه لوالدته وجلس بجانبها...
نظرت الام لابنتها ثم اردفت : عامله ايه يا بنتي....
نظرت لها نور بهدوء وابتسامه مثلت لفارس الحياه والارض..
لتردف : انا بخير يا امي انتي عامله ايه... بتأخدي دواكي...
الام : ايوه يابنتي بأخدوا... المهم انتي
لتردف بعفويه : انا كويسه وفارس وروت جانبي مسبونيش...
الام : ربنا يحفظكوا يا ولاد ...
ابتسم لها فارس ليردف : ربنا يخليكي لينا يا امي...
شعرت نور بالسعاده من كلمته لوالدتها... بذكرها والدته...
الام : عامل ايه يا بني في شغلك...
فارس بهدوء : كويس الحمدلله انا بس الفترة دي قاعد مع نور... بما اننا عرسان جداد وكدا... وبعدين كمان اسبوعين هبدء انزل شغل...
خجلت نور من كلماته قليلاً ولم تعقب...
ظلوا هكذا حتى انصرف احمد ووالدته... وبعدها بقليل جاء انس ليردف : بسم الله ماشاء الله فوقنا وبقينا حلوين اهو...
ليستمع لصوت فارس بحده : أنـــس...
ليردف الاخر بتوتر : انا مقصدش يا فارس دي زي اختي. ...حمدلله على سلمتك يا مدام
ليردف فارس بحدة : ولا اختك ولا نيله احترم نفسك....
ازدرد انس ريقه ثم اردف : حاضر...
انفلتت ضحكة نور من طريقتهم.... وبالاخص ذلك الذي تنهش الغيرة عقله وفؤاده...
نظر لها فارس وابتسم على ضحكاتها التي تطرب لها الاذان طرباً وسروراً ...كم ان ضحكتها تخطف الانفاس.. بل تخطف الكيان بأكمله... وبعدها قرروا ان يعودوا للقصر... حملها بين ذراعيه... وهبط بها للاسفل وكان سيجلسها في السياره بالمقعد الخلفي ...
لتردف : لا انا هقعد في الكرسي اللي قدام
لينظر لها ورفع حاجبه في تعجب مردفاً : اشمعنا... ؟!
لتردف : كدا انا حره...
وضعها بالمقعد الامامي...
وجلست روت بالخلف....وقاد فارس مقود السيارة متجهاً للقصر وخلفه سيارتين من الحرس وامامه سياره حرس أخرى...................................