اخر الروايات

رواية بحر النسيان كاملة - مريم علي


                      رواية بحر النسيان كاملة - مريم علي                   

      


حطت الطائرة عجلاتها واخيراً عى الأراضي الليبية ، تلفتت اريام للنافذة وهي تتفرج على المساحات الصفراء يلي كانت بعكس بريطانيا المخضرة ، رن جرس المايك امتع الكابتن قائل بعدها : اعزائي الركاب وصلنا اخيراً لأراضي الوطن الرجاء عدم فك الإحزمة الا في حين توقف الطائرة كلياً 
بعد ثواني معدودة وقفت الطائرة ، فـ ضجت بأصوات المكالمات وفكان الإحزمة 
وقف اريام بعد ما فضي الممر ، خدت شنطتها ونزلت ، وقفت في طابور ختم الجوازات ختمت جوازها وخدت حقيبتها وطلعت من صالة الحقائب الى صالة الانتظار وهي تتنقل بعيونها بين زحمة الناس المنتظرين وهيتجر في حقيباتها الاثنين ولابسة شنطة الكتفين وفاتحة شعرها ، حتى سمعت صوت اختها اسراء وهي تقول : إرياام ! 
شافت اريام لمصدر الصوت وكانت اختها متجهتلها بباقة الورد وحضنتها بقوة واشتياق بعد غياب دام لـ اربعة سنوات دراسة مع خوها أدم 
شافت اسراء لـ اختها حطت يديها ع وجهها بعدم تصديق وهي تقول بسعادة والدموع معبية عيونها : الحمدالله ع سلامتك يا حليلي قداش مستاحشاتك متغيرة ومحلاوة هلباا مولية زي الاجانب ! 
ابتسمت اريام وقالت : حتى انتِ متغيرة 
نزلت اسراء يديها حتى تمسح ع زناد اختها وتقول : مش مصدقة انك قدامي 
حست اسراء ان فيه حد نحاها من ع اختها وكانت امها يلي حضنتها وهي تبكي وتعبر عن اشتياقها ، وبنفس الطريقة سلم عليها خوها أحمد وبوها 
ركبو العائلة السعيدة ع سيارتين فخمات ورجعو للحوش يلي استقبلتهم فيه الخدامة السمراء "نينا " وخشو لحوشهم في اجواء من السعادة والفرح ، قعمزت اريام بينهم ع الصالون وشافتلهم واحد واحد وقالت : مستاحشتكم هلبا ! 
أحمد بإندفاع : وين شنطة الهدايا ؟ 
اسراء عقدت حواجبها بإستغراب وقالت : ما تبيش تكبر ؟ تحشم اختك كيف واصلة 
مسحت امهم ع ظهر احمد وقالت : عارفتيه خوك عفوي 
اريام : حقا شن اخبار صمود ؟ 
اسراء : ولت فرس طولها زي النخلة مشالله 
تلفتت اريام لـ بوها وقالت : بابا عادي ترفعنا ؟ 
بوها بإستغراب : مش تعبانة ؟ 
اريام بسعادة : ابداً ! 
بوها : خلي نتغذوا ونمشو العشية 

                      رواية بحر النسيان كاملة - مريم علي                   


بعد ساعتين ، دخل عبدالله سيارته العالية بعد انفتح باب المزرعة السحاب ، درسها تحت ظل الشجرة ونزلت اسراء وامهم غالية واريام وهي تتفقد في وضع المزرعة كيف متغير والاشجار كابرة ، ابتسمت وقالت لـ اسراء : ماشية لصمود تعالى معاي سايريني ! 
اسراء فتحت شنطتها وطلعت هاتفها يلي كان يرد وقالت : بري تو نلحقك ! 
مشت اريام بسعادة وهي متحمسة ، اتجهت للأسطبل الخشبي وهي متشوقة وفي نفس اللحظة يلي فتحت فيها الباب حست بحد فتح الباب كذلك وكان شاب غريب ! 
وخرت اريام وعقدت حواجبها وقالت : من انت ؟ 
مالك بإستغراب ونوع من الاندفاع : انتِ يلي مني ؟ 
اريام : اني بنت عبدالله صاحب المزرعة ! 
مالك ارتخت ملامحه الحادة : اها أسف ! اني الغفير هني ، تفضلي 
ومشي في حال سبيله ، تلفتت اريام وراها وشافتله وهو ماشي وعاطيها بالظهر ورجعت شافت القدام وهي عاقدة حواجبها بإستغراب ، ولما سمعت صوت صهيل صمود خشت بخطوات مسرعة واتجهتلها وحضنتها من رقبتها وهي تمسح ع شعرها ، خلتها مهرة صغيرة عمرها اشهر ، لقتها فرس شامخـة ! 
شافتلها وهي تمسح ع العلامة البيضة بين عيونها وشادة العنان وهي تكلم فيها : يا حليلي قداش كابرة ومحلاوة استاحشتك هلباا 
خشت بعدها اسراء وهي شادة الهاتف وتتكلم وتقول : خلاص اماله حبيبي نكلمك بعدين 
سكرت الخط وحطاته في جيبها وقالت : لقاء الإحبة ! 
ابتسمت اريام وقالت : حقا قوليلي مغيرين الغفير ؟ 
اسراء : اي ما تقوليش تلاقيتي معاه ؟ 
اريام نحت ايدها من ع وجه الفرس وقالت : اي تلاقيت معاه ، وانصدمت انه ليبي ! 
اسراء : أصـله تاورغي ولما هجروهم من بلاده قعد غر يدور في مكان يخدم فيه ويحط راسه فيه ياناري معاه حتى أمه واخته صغيرة 
اريام بشفقة : يانااري يسخف 
اسراء : اي 
اريام بعفوية : خل نمشو نهدرزو ع امه شوية 
اسراء : منطوية ع نفسها تحسيها ومش اجتماعية 
اريام : مش منها يلي صايرلهم مش هين 
اسراء اتجهت للفرس ومسحت عليها وتنهدت بحزن : في المئات زي حالهم واسوء ! 
اريام بحزن : وين منظمات حقوق الإنسان ؟ 
تلفتتلها اسراء وضحكت بإستهزاء : هههههه تسخفي حبيبتي تسحابي روحك قاعدة في بريطانيا ؟
اريام : قصدي عندنا في ليبيا صح ؟ 
اسراء : الله اعلم ، حتى لو فيه زي وجودهم زي عدمه ! 
سكتت اسراء قبل ما تقول : غريبة ما قلتيش خاطرك تركبيها ؟ 
اريام : خديتيها من راس لساني 
فتحت اسراء الباب الخشبي الصغير وفكت الحبل المربوط وشدت الفرس من عنانها وطلعت وهي اطقطق بحوافرها ع الارضية الخشبية
فـ البنات كان عندهم ميول الفروسية زي جدهم المتوفي
طلعتها للساحة الرملية المسجية بسياج قصير خشبي دخلتها وتلفتت لـ اختها يلي كانت وراها وهي متحمسة تركب 
حطت اريام رجلها على العفاسة وبـ مساعدة اختها قدرت تركب وتقول بإعجاب : واو 
وخرت اسراء خطوات وقالت : ردي بالك ! 
بدت صمود في الحركة واريام تقول : بجد شعور يجنن 
اسراء ابتسمت : طالعة عليك 
اريام ابتسمت بدورها وقالت بثقة : أي نو 
بدت تزيد صمود في سرعتها فـ فتحت اريام عيونها بنوع من الخوف وقالت : او نو نو بليييز 
اسراء وخرت بخوف وقالت : ردي بالك 
كان مالك في هداكا الوقت مش بعيد عليهم ، بين الاشجار القريبة يقلم 
تلفتت لما حس بضجة واصوات عالية ، اتجهلهم بسرعة ، نقز من فوق السياج الخشبي القصير ووشد الفرس يلي بدت تهيج من عنانها وقدر يخفض من سرعتها تدريجياً وهي ادور عليه حتى وقفت 
نزلت اريام وقالتله : شكراً بجد من غيرك كنت ابصر شن صاير فيا 
مالك عقد حواجبه وقال بجدية وهو يمسح ع الفرس : ما تخافيش انتِ مش في حقول انجلترا حتى لو جرت مش ح تطلع من الحلبة هادي ! 
اريام ابتسمت بعفوية وقالت : شكراً للمرة الثانية 
اسراء : مالك لو سمحت ردها للاسطبل 
وطلعت هي واختها وهي تتفقد في حالة اختها وتسأل فيها عن حالها 
بعد النزهة اللطيفة روحو العائلة ، ثاني يوم الصبح : 
كانت اريام طالعة بسيارة امها تتدهور في ارجاء البلاد بدون علم حـد ، لابسة نظاراتها الشمسية وهي تسوق بـ رواق وتغني مع الاغاني الانجليزية المفضلة عندها وتخلل في يديها في شعرها المفتوح ، عقدت حواجبها بإستغراب لما شافت القمامة المكدسة ع الطريق فتحت الروشن فـ شمت الروائح الكريهة ورجعت سكراته بسرعة وهي تتفقد في المنازل والمساكن يلي بجنب القمامة وهي تفكر في خاطرها 
" كيف تهوي هالناس في حياشها ؟ كيف تطلع من الباب وتتنفس ؟ " 
وقطع ع تفكيرها منظر السيارة يلي قدامها درست ، نزل منها راجل كبير في العمر فتح الكوفن ونزل منه كيستين قمامة سوداء ورماهم مع الكنايس ونفض يديه وركب سيارته ومشي وهي مصدومة 
وقالت لنفسها "مش مكان تلويح هني معقولة هكي!؟ " 
وماطلعت من الشارع هذا حتى خشت ع الجزيرة الدائرية المصفرة ، شبحتلها بإستغراب وقالت لنفسها : خليتها خضرة مسرع ولت هكي صحراء ! 
كانت البلاد متغيرة ، خلتها في حال وروحت ولقتها في حال اسـوء ، طوابير وين ما تمشي ، وكنايس مكدسـة ، شعب مولي عصبي حتى في سواقته ومعاملته !  
دارت ع الجزيرة ، كملت طريقها وتلفتت لما شافت المنظر يلي هز قلبها الرقيق 
دارت الفليتشة ودرست السيارة ونزلت واتجهت للكلبة الميتة المرمية ويلي كان جروها الصغير يرضع منها في محاولات يائسة 
قامت اريام الجرو الصغير البيج ومسحت عليه وهو يصدر في اصوات انين من الجوع 
خداته في احضانها وناضت من مكانها ، حطاته في الكرسي يلي جنبها في السيارةوهي تشبحله تارة بشفقة ، وتارة تانية تشلبح للطريق 
رفعاته للبيطري يلي عطاه تطعيمات وطمنها علي صحته وروحت بيه 
شرينت الباب فتحتلها الخدامة نينا بـ ابتسامة زالت لما شافت الجرو لأن عارفة مصيره النهائي في هذا الحوش 
ركبت بيه اريام وهو في احضانها ، خشت بيه للحمام دارتله دوش ولفاته في فوطتها وطلعاته ، دارتله حليب يلي خداته من مصحة البيطري في مرضعه خاصة بالحيوانات ورقد بعد ما شبع بتعب 
ناضت اريام وطفت الضي وسكرت الباب وطلعت بهدوء 
نزلت للصالة وين ما لقت امها تتكلم في الهاتف وإسراء اتكتك وهي مبتسمة 
اريام خشت للصالة وقالتلهم : اين الترابط الأسري يا رفاق ؟ 
اسراء شبحتلها وقالت : ما شفتيش المنظر في الليل لما كلنا نتلاقو 
اريام قعمزت بجنب امها وقالت : اها صار فيه لمات عائلية 
اسراء  : تي لاا هداكا وين تشوفي الترابط الأسري الحقيقي ، كل واحد شاد هاتفه ، وبابا يصادع في الهاتف ، واحمد فاتح الاب توب ، ماما لاهية في هاتفها ، واني كذلك طبعاً 
اريام عقدت حواجبها : لا متقوليهاش مدامني موجودة ممنوع امساك الهواتف ! 
ناضت امهم من جنبهم وهي تناقش بـ حماس ، ركبت الفوق 
شافت اريام لـ اختها وقالت : ازعجناها ! 
اسراء : اي 
ابتعدت الام وواختفي صوتها تدريجياً لما خشت لدار النوم 
وخداهم البنات التهدريز لفترة وجيزة قبل ما يسمعو صوت امهم تنادي : اريااااااام !! 
يتبع ...
  
    
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close