اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم سعاد محمد سلامة

بعد مرور خمس أيام
بالمركز التجميلي
جلست سميرة خلف ذاك المكتب بتلك الغرفة الخاصة بـ چانيت سابقًا، إضجعت بظهرها فوق المقعد وإتكئت برأسها على مسند رأس المقعد، تنهدت تشعر بسعادة لكن سُرعان ما سأم قلبها وهى تتذكر رد فعل عماد معها، منذ ذاك اليوم لم يأتي للشقه أو حتى يُهاتفها، يتجاهلها، لكن تنهدت بيأس فما الجديد بذلك، عماد قاسيًا معها، بالتأكيد لأنها فقدت محبته منذ زمن يمنى فقط هى ما تجمع بينهم…
ذمها عقلها وتذكر إعتراف عماد قبل أيام أنه مازال يُحبها تنهدت تشعر بتضاد مشاعر عماد التى وضعتها فى حِيرة وقيدتها لفترة سابقة، ربما
الآن أصبح هنالك واقع سهل عليها تقبُل نتائجه، ضعفها لابد أن يتبدل، إمتثالها وخضوعها الدائم لابد أن يتبدد، بل آن آوان أن تفرض إرادتها.

نظرت نحو هاتفها حين دق برساله،تبسمت هى رساله عاديه من شركة الهاتف، نفضت عن رأسها التفكير ونظرت نحو تلك الشاشه التليفزيونيه التى تكشف أروقة المركز كله لاحظت عِفت تتحدث مع إحد العاملات معها يبدوا أن بينهم إحتداد، لمعرفتها السابقة بـ عفت تعلم أنها لا تبدأ بالإحتداد، نهضت وتوجهت الى ذاك المكان
بينما عِفت تحدثت بإستهجان لتلك التى تشعر بالغِيرة من سميرة:
حرام عليكِ الكلام اللى بتلقحى بيه، سميرة من وقت ما إشتغلت هنا وكلنا شايفين أخلاقها ومعاملتها معانا كويسه جدا وأى واحده بتحتاج مساعدة، كانت أول واحدة بتساعد، بلاش غيرتك منها تخليكِ تسيئ الظن بها.
تهكمت الاخرى قائله:
طب إنت صاحبتها الأنتيم يمكن حكت لك عن حياتها قولى لينا بقى جابت تمن البيوتى منين.
صمتت عِفت، همست الأخرى لزملائها بالنميمة، كيف لعامله مثلهم أن تشترى مركزًا كهذا، من أين لها بهذا المبلغ الصخم ثمنه، وإن كانت ثريه فماذا الذى كان يغصبها على العمل مثلهن،كما تهكمت من
عفت ساخره تقول:
صاحبتك ومتعرفيش جابت المبلغ ده منين، هى واضح إنها سُهنه كلامها قليل ومحدش مننا يعرف عنها حاجه، حتى إنتِ صاحبتها الوحيده خبت عليكِ، بس ممكن أتوقع، أنا من فترة شوفتها بتركب عربيه من الماركات الغالية، الله أعلم بها بقى… ربنا يسترنا جميعًا.
-آمين.
قالتها سميرة فصمت الجميع بينما نظرت لتلك وأجابت على سؤالها:
إشتريت البيوتى من ورثي من جوزي الأولاني أصله كان من أعيان المحله الكُبرى، تحبي تعرفي هو مين؟
ولا كفايه المعلومه دى وضحت إزاي جبت تمن البيوتي، وفعلًا أنا كنت ركبت عربيه ماركة، بتاع جوزي التانى تحبي تعرفى هو مين كمان، ولا كده وصلت لك الإجابة وأسيبك تتكهني وتنمي شويه، أنا لو مش عارفه ظروفك، وإحتاجك للشغل بالبيوتي، كان هيبقى ليا تصرف تاني، بس محبش أقطع رزق محتاج لأنى أكتر واحدة عِشت الإحتياج، بس عمري ما نميت ولا شغلت دماغي برزق غيري، ودلوقتي كل واحدة تشوف شغلها مع زباين البيوتي، والبيوتى هيفضل شغال على نظام مدام چانيت، وعِفت هى مديرة البيوتى فى غيابي.
إقتربت سميرة وتبسمت لـ عفت بمودة بعد أن رأت الدهشه على وجهها، قائله:
تعالي معايا يا عفت، وأنتم مش عاوزة تجمُعات ملهاش لازمة بقشيش الزباين ينفعكم اكتر من النميمة على خلق الله.
بصمت ذهبن الى ممارسة عملهن مع الزبائن بينما بإندهاش ذهبت عِفت مع سميرة الى تلك الغرفة، ظلت واقفة تشعر كآنها غافله، تهكمت عليها سميرة التى جلست على آريكة بالغرفه قائله:

هتفضلي مسهمه كده كتير، إقعدي خلينا نتكلم وهجاوبك على أي سؤال.
إنتبهت عِفت وجلست جوارها، ضحكت سميرة على سؤالها الأبله
إنتِ مين يا سميرة؟.
بضحك أجابتها سميرة:
أنا سميرة محمود.
نفضت عِفت رأسها سائله:
أنا عارفه إنك سميرة محمود، بس باقى الحقيقة إيه، إزاي إتجوزتي مرتين، ومين الاول ومين التاني، وطالما كُنتِ ميسوره ليه إشتغلتي فى البيوتى ده.
تبسمت سميرة واجابتها:
مين اللى قالك إني كنت ثريه، أنا زيي زيك يا عِفت، يمكن مستواكِ أفضل مني كمان، منكرش إن جوزي ثري، وثري جدًا كمان، بس مش مُلزم يقوم بمصاريف أمي.
فهمتها عِفت سائله بإستفسار:
مين جوزك ده يا سميرة.
سخرت سميرة قائله:
عاوزه تعرفى الأول ولا التاني.
-عاوزه أعرف حكايتك كلها يا سميرة.
هكذا أجابت تنهدت سميرة قائله:
حكايتي طويلة أوي يا عِفت.
تبسمت عِفت قائله:
دايمًا كنت بحس إن فى حاجات فى حياتك بتخافي، أو بمعنى أصح مش حابه حد يعرفك، زى مين جوزك؟.
ضحكت سميرة بمرارة قائله:
تعرفي إنك شوفتِ جوزي.
إستغربت عِفت سائله:
شوفته فين.
اجابتها سميرة بتوضيح:

فاكرة الحفله اللى كانت فى الأوتيل اللى جيت ليلتها وإشتغلت مُضيفة، فاكرة صاحب الحفلة.
تذكرت عِفت قائله:
أيوه فاكراها حتي المُضيفات كانوا معجبين بغمازاته… غماااازاااته
يمنى عندها غمازات ولما سألتك قولتِ شبه باباها؟ مش معقووول.
ضحكت سميرة قائله:
لاء معقول، “عماد الجيار” جوزي وأبو “يمنى” بنتي.
فتحت عِفت فاها بإندهاش قائله:
أنا مش فاهمه حاجه، إزاي مراته، وإزاي قبل إنك تكوني من ضمن المُضيفات ليليتها، إستني إنتِ مشيتي بعد الحفله…
تهكمت سميرة بغصه قائله:
لاء أنا فضلت فى الأوتيل ومنين جالك إنه قبل بكده.
[تذكرت سميرة جزء من تلك الليله]
بعد أن هنئته بالحفل وبالإفتتاح، جذبها من ساعد يدها بغضب قائلًا:
من إمتى بتشتغلي جرسونه في الاوتيل… واضح إنى غلطت لما سيبتك تشتغلي على مزاجك.
إرتبكت وأجابته:
دى أول مره، ومحدش يعرف انى مراتك.
تهكم بغضب قائلًا:
لاء عُذر كبير، ناسيه صور الحفله يا مدام سهل تتنشر لك صوره بالغلط، إنتِ مش محتاجه لشغل من أساسه…
قاطعته سميرة:
سبق وقولتلك إنت مش مُلزم بمصاريف ماما، وخلاص بعد كده، هركز فى البيوتي وبس محدش بيصور هناك .
زفر عماد نفسه بغضب قائلًا:
سميرة!.
إبتلعت ريقها قائله بتوتر:
الوقت إتأخر…

قاطعها قائلًا بغضب:
والوقت دلوقتي فرق معاكِ، سميرة آخر إنذار وبلاش تستفزيني بحكاية شغلك اللى أنا مش مقتنع بها أساسًا، بس مش عاوز أضغط عليكِ.
[عودة]
ضحكت على ملامح عِفت المدهوشه التى سألتها:
وفين جوزك الاول، أنا مش فاهمه، فى حاجه غامضه.
ضحكت سميرة بغصة سخريه قائله:
كنت متجوزه وتوفي من حوالى أربع سنين،وبعدها إتجوزت عماد الجيار أبو بنتي،كمان كان خطيبي لست سنين قبل ما أتجوز جوزي الاول،حكاية طويله يا عِفت بلاش تفكريني بها بحاول أنسي،المهم هو اللى قولته ليكِ.
تبسمت عِفت بفهم،سائله:
وإيه حكاية إنى مديرة البيوتى في،غيابك أكيد كنتِ بتغيظي البت النمامه دي.
تبسمت سميرة قائله:
لاء طبعًا يا عِفت ده كان قراري أول ما مضيت على عقد شرا البيوتي، عارفه إنك مجتهده وأمينة وأكتر واحدة بثق فيها بعد ماما اللى هي نفسها بتحبك رغم أنها صعب تثق فى حد غريب، وثقت فيكِ من أول ما شافتك، كمان أنا محتاجة شخص ثقة يساعدني فى الإدارة البيوتي كبير، مدام چانيت كانت مرات أبنها بتساعدها، خلينا نكمل سوا ومتأكدة ربنا يضاعف نجاحنا سوا، وبعد كده مضطريش تروحي مضيفة فى أوتيلات عشان مبلغ زيادة.
تبسمت عِفت بقبول قائله:
أهو كنت ببشرق نفسي بيه من فترة للتانيه.
ضحكت سميرة، بينما قالت عِفت:
على فكره انا كنت زعلانه، ليه خبيتي عليا إنك هتشتري البيوتى، أنا كنت هفرحلك، كمان كنت هخرس لسانهم.
تنهدت سميرة قائله:
معرفش السبب والله بس لآخر لحظة كان جوايا هاجس إن مقدرش أجمع تمن البيوتي، قولت خليها مفاجاة، افضل.
تبسمت عِفت وقالت:
مش مهم المهم إن البيوتى بقى بتاعك، إنتِ تستاهلى كل خير، بس بقى عشان ماخدش على خاطري، يوم الأجازة بكره، فى مول منزل تخفيضات شوفت عروضه عالنت تعالى نروح نشتري وتعزميني عالغدا فى مطعم المول… ولا خلاص بقيتِ صاحبة البيوتى وهتتكبرى عالتخفيضات، ولا كمان جوزك ثري.

تبسمت سميرة قائله:
ما كان جوزي ثرى وباجى معاكِ نشوف التخفيضات ونجيب اللى لازمنا، كمان عيد ميلاد يمنى بعد أسبوع ومحتاجه شوية تجهيزات وكمان تتفسح معانا.
تبسمت عِفت قائله:
تمام كده، بس إعملي حسابك مطعم المول اسعاره سياحيه.
❈-❈-❈
مساءً
بـ ڤيلا عماد
تبسمت حُسنيه حين دلف عماد قائله:
كويس إنك جيت بدري قبل ما أنام كنت عاوزه أتكلم معاك.
تبسم لها بود سائلًا:
خير؟.
تبسمت له قائله:
رِجليا بيوجعوني من الواقفه تعالى نطلع أوضتي امددهم عالسرير.
تبسم وذهب خلفها الى غرفتها حين جلست على الفراش وضع الوسائد خلف ظهرها قائلًا:
هاخدلك ميعاد من الدكتور يشوف إيه حكاية رِجليكِ دي.
تنهدت ببسمه قائله:
مش محتاجه دكتور، السن هو أنا صغيرة الحمد لله عالصحه، هو كده الإنسان لما يكون بيشاقي ويرتاح يحل عليه التعب، وبعدين دول تلاقيهم شوية برد يومين ويروحوا، إقعد خليني أتكلم معاك.
تبسم وجلس جوارها يقول مُنصتًا:
ربنا يديكِ الصحه يا ماما خير.
تبسمت له قائله بشوق:
يمنى عيد ميلادها خلاص فاضل عليه أسبوع وأنا قررت نعمل حفلة صغيره كده على قدنا هنا فى الفيلا، وقولت أخد رأيك الأول.
أستغرب ينظرلها بسؤال:

تاخدي رأيي فى إيه؟.
لاوعت حسنيه معه قائله:
يمكن تعارض إن أعمل الحفله هنا فى الڤيلا.
نظر لها مدهوشًا يقول:
يمنى بنتي يا ماما وأكيد مستحيل أعارض.
تبسمت له بخبث قائله:
أنا مش قصدي على يمنى، بس سميرة يمكن تعارض، إنت عارف تعلقها بـ عايدة.
تنهد عماد قائلًا:
عارف، ومعتقدش هتعارض طالما دي رغبتك هى بتحبك زى مامتها.
تبسمت حسنيه قائله:
وانا كمان بحبها ولو عندي بنت مكنتش هحبها أكتر منها، بس ليه حاسه إنك مضايق من كام يوم كده، رغم بعد ما رجعت من الاجازة كان وشك ظاهر عليه السعادة، إنت متخانق مع سميرة.
سئم قلب عماد قائلًا بكذب:
لاء، ليه بتقولى كده، كل الحكايه إنى مُرهق من الشغل إتكوم فى فترة الاجازة.
شعرت حسنيه بكذب عماد لكن طاوعته قائله:
ربنا يعينك وينور طريقك وقلبك يا عماد، انا مبسوطه اوي بعيد ميلاد يمنى، الايام بتمر بسرعه، لسه فاكرة يوم ولادتها اليوم ده عمري ما أنساه.
تبسم عماد هو الآخر يشعر بشوق الى صغيرته، كذالك سميرة، لكن يحاول طمس ذاك الشوق بإنشغاله بالعمل.
بعد قليل أبدل ثيابه بأخري بعد أن أنعش جسده بحمام بارد يُهدئ حرارة قلبه المُشتاق،تمدد على الفراش يضع يديهُ أسفل رأسه، حاول إغماض عينيه، لكن رغم الإرهاق مازال ساهدًا، يتنهد بداخله يقين أن سميرة بالتأكيد نائمه، تنهد وهو يشعر بخيبة، سميرة صفعت رجولته، وهدمت ما كان يُخطط له، بعيد ميلاد يمنى، لم يكُن ذاك المركز التجميلي هو هديته فقط بل كان سيُقيم حفل خاص ويعلنها للملأ زوجته، ولن يستسلم لرعبتها بالبقاء مع والدتها بتلك الشقه بل كان سينتقل الى تلك الڤيلا الجديدة التى أصبحت جاهزه، ولن يمانع بقاء والدتها معهم،لكن إخفاء سميرة أمر شراء ذاك المركز،وصدمتها له أنها إشترته من ميراثها بذاك الذى يعلم أنه كان شخص عابر بحياتها، لكن بالنسبه له كان مثل قاطع الطريق… تنهد يشعر بآسى كلما قرر البدء بحياة مُستقرة مع سميرة تظهر فجوة.
بينما بشقة سميرة

لم تكُن نائمة، رغم أنها تتمدد فوق الفراش تحتضن يمنى التى خلدت للنوم أخيرًا، إعتدلت نائمه على ظهرها، تنظر نحو سقف الغرفه، لا تشعر بالندم، لكن كما توقعت الجفاء من عماد، عادت بنظرها نحو يمنى وتبسمت تذكرت يوم ولادتها
رغم أنه كان صعبً عليها، ذاك الآلم التى تحملته لكن نظرتها لوجه يمنى وقتها بعد أن فاقت خففت ذاك الآلم بل آزالته.
[عودة ليوم ولادة يمنى]
بداخل أحد المشافي، عاينت الطبيبه سميرة التى تتآلم كثيرًا، ثم خرجت، كان بالخارج كل من حسنيه وعايدة التى تجلس تشعر لو أنها هى مكان سميرة كان أرحم لها، إقتربت منهن الطبيبه قائله:
للآسف الحبل السُري ملفوف حوالين رقبة البنت ومستحيل تولد طبيعي، لآن ممكن البنت تخنق وتموت.
نظرت حسنيه نحو عايدة التى تسرعت بأمومه قائله:
بنتي يا دكتوره،أهم حاجه هى.
لم تلومها حسنيه فلا يوجد أعز من الأبنة،بينما قالت الدكتورة،للآسف بنت حضرتك كل هدفها البنت،وأحنا خلاص قررنا نولدها قيصري،حفاظًا على صحة الإتنين،ودلوقتى هتطلع على أوضة العمليات عشان يجهزوها للولادة،وإن شاء الله خير.
تبسمت حسنيه بخفوت،بينما عايده قلبها يئن خوفًا.بعد لحظات فوق فراش نقال خرجت سميرة من الغرفه،إقتربن منها حسنيه وعايده التى لم تستطيع التحكم بدموعها،نظرت لها سميرة تشعر بآلم قائله:
وصيتك بنتي يا ماما لو جرالي حاجه خلى بالك منها،بكت عايدة ولم تستطيع الرد،بينما قالت حسنيه بتطمين:
إن شاء الله هتبقوا بخير إنتم الإتنين،إتفائلي بالخير وقولى ياارب.
-يارب.
قالتها سميرة بإيمان وأمل،لكن شعرت بغصه لعدم وجود عماد،ربما لا يهتم هكذا وسوس عقلها.
بعد وقت إنشرح قلب عايدة وحسنيه بعد ان أخبرتهن الطبيبه بسلامة الإثنتين..وأنهن سيخرجن لغرفة خاصه بالمشفى،وسميرة مجرد وقت وتفيق من آثر المُخدر،بعد إن إضطروا لتخديرها كُليًا.
دخلت عايدة الى غرفة سميرة وتبسمت حين اعطتها الممرضه تلك الصغيرة،شعرت بسعادة غامرة،سميرة كانت إبنتها الذى شاء القدر أن تتيتم صغيرة إنغلقت حياتها عليها، تعلم ما مرا به الإثنين معًا، تلك الصغيرة قطعة أخري من نسلها، نظرت نحو سميرة الغافيه وجهها مُجهد لكن الطبيبه أكدت أنها بخير مسألة وقت وينتهي المخدر، حمدت الله كثيرًا تعلم بفرحة سميرة حين تعود للوعي وترا تلك الملاك الصغيرة الحجم،هى كانت تنتظرها بفارغ الشوق والصبر،كانت تسمعها هى وتتحدث لها بمحبه وهى بداخل رحمها.

بينما بالخارج، قامت حسنيه بإتصال سُرعان ما قام بالرد عليها إستهجنت عليه قائله:.
إنت فين مش بترد عليا من الصبح ليه؟.
رد عماد:
انا فى إسكندريه،كان فى مصنع كبير كان نفسي أشتريه،والحمد لله أخيرًا ،صاحبه وافق يبيعه وكنت بخلص إجراءات التسجيل،وموبايلى كان صامت، بس خير، ليه المكالمات دى كلها، إنتِ بخير؟.
ردت حسنيه:.
انا بخير، الخير على قدوم الواردين، سميرة هي اللي…
إرتجف قلب عماد، وزادت الرجفه حين سمع صدا صوت ميكرفون ينادى على أحد الاطباء، خفق قلبه بترقُب وقاطعها سريعًا:
أنتِ فى المستشفى،سميرة مالها يا ماما.
شفقت حسنيه على لهفته قائله:
سميرة ولدت، والحمد لله بقت بخير هى والبنت.
تنهد عماد براحه قليلًا،لكن إستغرب قائلًا:
غريبه المفروض كان فاضل أسبوع على ميعاد الولادة.
ردت حسنيه بتوضيح:
عادي بتحصل، عايدة إتصلت عليا قبل الضهر وقالتلى إن سميرة موجوعه وحاسه بوجع زى وجع الولادة، قابلتها هنا فى المستشفى، والدكتورة قالت ولادة، وولدتها قيصري.
شعر عماد بآلم قائلًا:
ولدت قيصري ليه، تمام أنا كلها ساعتين وأكون عندكم فى المستشفى، لما هوصل هرن عليكِ.
تبسمت قائله:
الحمد لله أنهم الإتنين بخير
تمام توصل بالسلامه.
بعد وقت بدأت سميرة تعود للوعي تهزي بحنين…تبسمن عايدة وحسنيه،الى أن فاقت سميرة،سألتهن بآلم:
يمنى.

تبسمت حسنيه وحملتها واعطتها لها قائله:
يمنى أهى،شوفى الحته اللى قد الكف دى تعبتك قد أيه وتعبتنا معاها إحنا كمان.
حملتها سميرة ونظرت لها كآن الآلم إختفى،تشعر بسعادة فقط،رغم ذاك الآلم،تبسمت وهى تُقبلها،أخذتها عايدة منها قائله:
هاتيها إنت لسه تعبانه.
تمسكت بها سميرة قائله:
لاء أنا بقيت بخير خليها جنبي عالسرير يا ماما.
تبسمت عايدة بحنان وضعتها جوارها على الفراش،كذالك تبسمت حسنيه،تنظر نحو هاتفها بترقب،
بعد وقت بسبب الإجهاد غفت سميرة،كذالك يمنى غافيه، نظرت حسنيه الى عايدة قائله:
العشا خلصت آذان،هنزل أصلي فى جامع المستشفى.
نظرت عايدة نحو سميرة ويمنى،وقالت:
خديني معاكِ،سميرة نايمه بسبب العلاج،ويمنى كمان لسه نايمه،عاوزه أصلي ركعتين شُكر لربنا اللى نجاهم الإتنين
تبسمت حسنيه لها بتآلف قائله:
أنا كمان هصلي شكر لربنا، تعالى الجامع قريب من هنا ومش هنغيب عليهم.
غادرن الإثنين، تبسمت حسنيه حين رات عماد يدلف الى المشفى قبل أن تدخل الى مُصلي المشفى.
دخل بهدوء الى الغرفه متلهفاً، يرى تلك الملاك الصغيره التى جاءت له هديه، بغض النظر عن ما حدث سابقاً هو متلهف يرى صغيرته،
سار بهدوء الى أن وصل الى الفراش رأها تنام مستيقظه جوار والداتها
والداتها النائمه التى يبدوا بوضوح علي وجهها الإجهاد هو علم أن ولادتها كانت صعبه حتى أن الطبيبه إضطرت لتوليدها بعملية قيصريه، تلك الصغيره آتت للحياه بعد إجهاد وتعب والداتها طوال مدة الحمل
لكن بالأخير جاءت بصحه وسلامه
إنحنى يمد يديه وحمل يمنى بحذر
تأمل ملامحها البريئه هى كما كانوا يرونها، بصور الأشعه لكن عيناها ظهرت بوضوح عينيها تشبه عيناه، ملامحها لم تتضح بعد لكنها جميلة، بل جميلة جدًا
تبسم على تلك الصغيره التى تلعق شفتاه بلسانها، يبدوا أنها سترث تلك العاده منه
سندها على يد واحده، وملس بسبابته على شفاها، تبسم وهى تُخرج لسانها تلعق سبابته

شعور رائع كيف ضغط على سميرة ذات يوم وكاد يؤذي تلك الملاك وهى تنمو بأحشائها، كم كان وغدًا، فقط من أجل رغبة عابرة معها كاد يقفدها،ربما كان هذا أيضًا سببًا بولادتها قبل ميعادها من أجل أن يشعر بزهو لحظات غرام، هى تمسكت بها بكل قوتها وأعطت لها الحياه وتحملت منه تجبُرهُ ليس هذا فقط تحملت آلام حمل كان من الصعب أن يكتمل بداخلها، بعدما ما كادت تجهض أكثر من مره، بسبب عنادهُ وتغطرسه، أحيانًا، ها هى الملاك الجميله، آتت للحياه.
بينما سميرة نائمه بسبب الإرهاق،وبسبب بعض الادويه، تشعر كأنها تائهه ترا عماد يدخل الى الغرفه، يحمل يمنى من جوارها، ويتجه للخروج من الغرفه، قالت له بفزع:
واخد بنتى ورايح فين؟
رد بجبروت:
إنتى متستحقيش تكونى أم للملاك دى، أنا هاخدها وابعدها عنك، علشان متطلعش بنفس خصالك (غداره)
صحوت من منامها فزعه على صوت بكاء صغيرتها، نظرت بجوارها لم تجدها
فزعت أيكون الحلم حقيقه وهو أخذها نظرت أمامها بالفعل هو يقف أمامها يحمل الطفله، برغم آلم جسدها، لكن حاولت النهوض قائله بفزع ولوعة قلب:
بنتى، بنتي يا عماد أنت واخدها ورايح فين، قبل ما تاخدها منى موتنى وأرحمنى من العذاب ده.
إستغرب عماد قولها وإقترب منها بـ يمنى أعطاها لها ببساطه قائلًا:
يمنى أهي يا سميرة بلاش حركه كتير علشان صحتك.
أخذتها منه بلهفة قلب، جففت دموعها وحضنتها لصدرها، ثم قالت:
حلوة أوي، وعندها غمازتين فى خدودها.
نظر لها وتبسم قائلًا:
بتشبهك يا سميرة.
تبسمت قائله بنفي:
لاء فيها شبه منك، عنيها شبه عنيك، كمان الغمازتين.
تبسم قائلًا:
لسه بقية ملامحها هتوضح أكتر مع الأيام، حمدالله على سلامتكم إنتم الإتنين.
رفعت نظرها عن يمنى ونظرت له قائله برجاء:
نفسي نعمل لها عقيقة عشان نتبارك بيها.
تبسم بموافقه قائلًا:

يمنى وشها حلو عليا، وكنت هعمل لها عقيقة فى البلد.
تبسمت له بإمتنان، بينما عماد جلس جوارها وبتلقائيه منه قبل رأس سميرة، ثم وجنة يمنى بسعادة.
[عودة]
على تنهيدات يمنى عادت سميرة تنظر لها وتبسمت الأيام سريعه وليدة الأمس بين يديها أيام وتُكمل عامين،رغم ذلك مازالت تشعر بأنها طفلتها التى ولدتها للتو، وأغمضت عيناها غفت سريعًا.
❈-❈-❈
باليوم التالي
قبل الظهيرة
بأحد مراكز التسوق.
شاغبت عِفت يمنى التى تود أن تضعها سميرة أرضًا وتسير على هواها، لكن سميرة كانت تخشى عليها من زحام المكان، لكن أستسلمت امام رغبة يمنى.. وانزلتها ارضًا تمسك يدها،لكن يمنى تود تسير أمامها تركت سميرة يدها تسير بسعادة، لكن سميرة حذرتها:
بلاش تجري يا يمنى عشان متوقعيش.
لكن ما حسبته وجدته أثناء لهو يمنى بالسير أمامها خبطت بأحد المارة بمركز التسوق وتعرقلت ووقعت أرضًا، بلهفه إقتربن سميرة وعِفت عليها، نظرت عِفت بذهول الى ذاك الشخص الذى انحنى هو الآخر يساعد يمنى كي تنهض.
❈-❈-❈
بالبلدة
بمنزل هانى
استيقظ على صوت دوشة عالية
نهض بضيق جذب قميص خاص به وإرتداه بعُجالة فوق ذاك السروال، وخرج من الغرفه بضجر، بلحظة تفاجئ بلوح خشبي لو لم ينحني لأصاب رأسه، تعجب من تلك العُمال، ترجل الى اسفل،اخفض راسه يتفادي لوح خشب آخر،ضجر أكثر بعدم فهم،ذهب الى المطبخ كعادة والدته الصباحيه بعد أن تتناول الفطور تجلس لتحضير طعام الغداء،دخل الى المطبخ وقف مذهولًا من كميات الطعام الموضوعه على الطاوله امامها وتأمر إحد النساء تطلب المزيد منها الآن،تبسمت لها السيدة بسعادة قائله:
نص ساعه وارجعلك بكل طلباتك،وألف مبروك يا أم هاني،ربنا يتمم له بخير وتفرحي بذريته عن قريب.

تبسمت السيدة حين رات هاني أمامها،ربتت على كتفه بتشجيع قائله:
مبروك يا عريس،زينة الشباب،وهتتجوز من زينة الصبايا.
رسم بسمة نزق،شباب،كيف وهو أصبح كهلًا بالاربعون تقريبًا،كما ان الجميع يعلم أنه متزوج من أخرى،غادرت السيدة بينما تبسمت إنصاف لـ هانى قائله:
صباح الخير كويس إنك صحيت كنت لسه هطلع أصحيك عشان تلحق الوقت.
-وقت أيه،وكمان إيه العمال اللى فى البيت دول،وإيه كمية الأكل اللى قدامك دى كلها،إنتِ هتعملي وليمة.
تبسمت وهى تنظر الى تلك الاصناف قائله:
لاء هعمل أكل للعمال.
سالها بإستفسار:
عمال ايه دول،ولازمتهم إيه؟.
تبسمت بإنشراح قائله:
دول عمال عشان يلمعوا دهانات حيطان الشقه اللى هتتجوز فيها،الدهان مترب كده،عشان يلمع زى شُقق العِرسان كمان يلمعوا العفش يخلوه بيضوي زى الجديد كمان أوضة النوم هينزلوها هنا تحت عشان الاوضة الجديده،خلاص تقريبًا جاهزه،بس الشقة تتلمع.
نظر لها بذهول قائلًا:
وإيه لازمة ده كله،مصاريف والسلام…
نظرت له ببسمه قائله:
لاء مش حكاية مصاريف،العروسه بنت ناس ومن حقها تفرح،ويلا إطلع خدلك دش اكون جهزت لك الفطور عشان قربنا عالضهر، تلحق دكتور الوحده تجيب منه جواب الكشف الطبي.
نظر لها مستفسرًا:
كشف طبي إيه كمان؟.
اجابته بتوضيح:
الكشف الطبي عشان كتب الكتاب،الليلة.
نظر لها مذهولًا يسأل بغباء:
كتب كتاب مين؟.

تبسمت على بلاهته قائله:
أنا خليت عمك حامد كلم المأذون وخد منه ميعاد الليله وكمان كلمت ابو فداء وقولت له إننا هنكتب الكتاب عند المأذون عشان نوفر التكاليف عليهم،بس هو أصر يعزمك عالعشا عنده بعد كتب الكتاب،دى الأصول،وبعدين بطل رغى وإستغل الوقت إطلع خدلك دش،ومتنساش تحلق دقنك كمان،يلا عشان الوقت بيمر بسرعه فجأة هنلاقى نفسنا بقينا المغرب،كمان لسه هتمر على السوبر ماركت بتاع أبو فداء هى مستنياك هناك عشان تروحوا الوحده سوا،يلا إنجز،وسيبنى كمان أنجز عشان أكل العمال الغلابة.
رغم ذهوله وغضبه لكن غادر يلعن تلك التوريطه التى وضعتها بها والدته،يُفكر ان يُسافر الى فرنسا الآن هربًا لكن تذكر تلك الأخرى الذى جاء لهنا هربًا منها،كآنه لا يوجد راحة بحياته، غصبًا إمتثل، بعد وقت عاود الذهاب الى المطبخ، نظرت له إنصاف زفرت نفسها بلوم قائله:
برضوا محلقتش دقنك، عالعموم يلا تعالى إفطر بسرعه علشان تلحق دكتور الوحده، ده كشف روتيني مش بياخد وقت.
جلس على مقعد خلف تلك الطاوله يقول بلوم:
مش كان لازم تعرفونى قبل ما تحددوا ميعاد كتب الكتاب، كنت إتصلت على عماد، بسيطه نأجله بقى لبكره.
نظرت له إنصاف قائله:
ونأجله ليه، انا من شوية إتصلت على عماد وعرفته وقالى قبل المغرب هيكون هنا، يلا خلص إنت فطورك بسرعه عشان الوقت.
تنهد بآسف وبدأ يتناول الطعام برويه يُماطل، تبسمت إنصاف على ذلك، لكن تعلم هاني لو لم تضغط عليه سيتراجع.
بعد وقت مساءً
“بارك الله لكم وجمع بينكما فى خير”
قالها المأذون بعد أن إنتهي من عقد القران، تبسم عماد وهو ينظر الى وجه هانى، ونهض يضع توقيعه على قسيمة الزواج، كذالك الشاهد الآخر إقترب من هانى وقام بحضنه قائلًا:
مبروك يا أتش أخيرًا عشت وشوفت إنك بتتجوز، ربنا يهنيك…إفرد وشك شويه اللى يشوفك يقول معندوش ثقة فى رجولته،بلاش تشمت حامد فيك.
تبسم هانى بدبلوماسيه، ونظر نحو فداء التى تشعر بخفقات زائدة بقلبها، كذالك خجل تحاول الهرب من عين هاني الذى نظر نحوها إدعت الحديث مع والدها هربً … لم يلاحظ هانى ذلك بسبب إنشغاله مع تهنئة زوج والدته كذالك والد فداء… فقط نظر لها نظرة خاطفة.
بعد قليل بغرفة الضيوف بمنزل والد فداء الذى أعد عشاء مميز من أجله على شرف عقد القران، كانت جلسه وِديه، الى أن إنسحب الجميع وتركهما وحدهما، نظر هانى نحو فداء التى تحايد النظر له تشعر بخجل، إستغرب ذلك، ربما كان تمثيلًا أمام والديها، لكن إستمر ذلك حتى بعد أن تركهم الجميع وحدهما بالغرفه، فى البداية تهكم من ذلك بالتأكيد دلال… صمت وصمتت هى الاخري مما زاد الإستغراب، قطع الصمت هاني الذى ضحك بعد أن سمع صوت فرقعة بالخارج قائلًا:

كويس إن الصاروخ مترماش هنا فى الاوضه
بس إتأخر مش المفروض كان يبقى بعد كتب الكتاب.
-ها.
قالتها فداء بحياء، ضحك هانى بإستهزاء قائلًا:
لاء فى حاجه غلط الليله، مالك راحت فين طرقعة اللبانة.
نهضت تقول بهرب:
فكرتني هروح السوبر ماركت أجيب باكو لبان وأرجع بسرعه.
ضحك هانى ونهض سريعًا، قبل أن تخرج من الغرفة جذبها من يدها بقوة لعدم إنتباهها طاوع جسدها وإقتربت منه حتى انها أصبحت بحضنه، إنتفض قلبها، بحياء رفعت رأسها تنظر لوجهه، قبل ان تُخفض وجهها سريعًا لاحظ هانى وجهها الذى إنصهر وأخذ لونً أحمر… خفق قلبه هو الآخر، ورفع يدهُ وضعها أسفل ذقنها،ورفع وجهها يتأكد من ذلك الحياء المصبوغ على وجهها، إستغرب ذلك، ليس حياءً مُصطنع كما كان يظن، أخفضت وجهها مره أخري، وكادت تعود للخلف، لكن منعها يدي هاني الذي شبه يحتضنها دون قصد منه هو الآخر يشعر بإحساس خاص وممُيز يتوغل من قلبهُ لا يدري أن
«بهذا الحُضن قد بدأت الحكاية»

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close