رواية عشق قاسم الفصل الخامس 5 بقلم سوما العربي
البارت الخامس
كان يجلس في سيارته بتأكله الغضب ........ لقد تأخرت كثيرا ، كل هذا الوقت كي تعتزر منه . بعد ثواني جاءت جودي بعدما شكرت يامن الذي انزعج كثيرا من الأمر واراد الاستفسار عن ما يحدث ولكنها وعدته بمواصلة الحديث عند السنتل فتح لها قاسم باب السياره الخلفي حيث يجلس وجذبها اليه بغضب ثم قال وهو يصك على أسنانه : كل ده بتشتري الزفت ده .
جودی باستغراب : انا ما اتاخرتش
قاسم محاولا تمالك حاله : ماشي ماشي امر قاسم السائق بالانطلاق . كان يجلس بجوارها پشتم رائحتها ويعمق النظر اليها لا يعرف ماهية الشعور الذي يشعر به نحوها ؛ لقد رأها من يومين ؛ هي تصغره بالعديد من السنوات هي طفله حقا بالنسبة له لكنه حقا لا يستطيع ايقاف ذلك الشعور الذي يتدفق داخله ناحيتها .. يشعر بالتملك تجاها وهو الذي لم يكن يوما هكذا .. كانت جودي تلاحظ نظراته الغريبه المسلطة عليها من قبله فعاد لها شعورها بالخوف ناحيته خاصة مع تذكرها حديث مها عنه وتحذيراتها على الرغم من الطمأنينة والحنان التي شعرت بهم بعض الوقت مع ولكن عاد اليها الشعور بالخوف من جديد . قطع الصمت صوت قاسم : احمم .. هتيجي بكره الساعه كام .
جودی : بعد المدرسة . الساعة 3 .
قاسم بسرحان : يعني مش هشوفها لحد بكره الساعه تالاته ... اعمل ايه بس ايقظه من شروده حدیث جودی للسائق : خلاص ده السنتر .. ثم نظرت لقاسم : شكرأ اوووي انا تعبتك معايا .
قاسم : هتخلصی امتی
جودي : الساعه 11 .
قاسم : دد متأخر اوی .
جودی بابتسامة: عارفه بس انا بحاول اظبط مواعيدي الى اتلخبطت فجاءه وإن شاء الله اسبوعين وكل حاجة ترجع زى الاول وكمان ابطل اجي الشركة عندك وازعجك .
قاسم : یعنی انتى هتبطلی تیجی الشرکه کمان
جودی : اه ها بس الأسبوعين دول هظبط مواعيدي مع السنتر ومش هاجی تاني . سرح قاسم في حديثها ۔
اردفت جودي : انا هنزل بقا اتاخرت يالا بای . نظر لها قاسم وهي تفتح الباب وتهم بالنزول وظل نظره معلق عليها وهي تركض ملوحه لصديقاتها من نفس عمرها وظلوا يضحكون حتى اختفوا في الداخل .
عاد قاسم الي شركته وجد عادل في انتظاره . دخل الى مكتبه وجلس عليه متنهدا بتعب يشوبه بعض الخزن . عادل : ممكن افهم في ايه .
قاسم :في ايه .
عادل : قاسم انا صاحبك من زمان وحفظك ايه الى بيحصل . أنا رجعت من برا لقيت مها السكرتيره مش على بعضها عشان قريبتها .
قاسم : خلاص خلاص
عادل: خلاص ایه .
قاسم: قولت خلاص وطمنها تقدر قريبتها تیجی وتمشي من غير ما حد يضايقها ، كان هذا حديث قاسم لنفسه أيضا فلابد أن يقضي على هذا الشعور من بدايته فهو لا يصح لرجل في سنوات عمره الثلاثون ان يعجب بفتاة في السابعة عشر من عمرها . بالتأكيد لن تتقبل حبه لها ستعجب بشاب من سنها کیامن يعيش معها لحظات عمرها بما فيها من جنون و لحظات لا يستطيع هو أن يعيشها معها بسبب سنه ومركزه . ستنقضي المدة التي تأتي فيها الشركه وسيعود كل شيء لأصله وسينسى انه قابلها من الاساس هو لديه الكثير من الفتيات والسيدات في اعمار مناسبه له ويرتمون تحت قدميه . فينساها بكل تأكيد . هذا ما اعتقده أو بالأحرى حاول اقناعه لنفسه .
في مكتب عادل استدعى مها قائلا : خلاص يا مها قاسم بيه كان بس بيشوف جودي متضايقه من ایه وهو قال مالوش دعوة بيها تاني تيجي وتستنی معاكي الكام اسبوع الى قولتي عليهم ، تنهدت مها بارتياح فهي الان مطمئنه بعض الشئ . خرجت مها بعدما شكرت عادل کتیرا ۔
في المساء دخلت جودي بارهاق شديد وجدت مها تعمل على ( اللاب توب )
جودي : ايه يا مها هتشتغلي في البيت كمان ، مش كفايه عليکی شغل طول اليوم
مها : اعمل ايه شغل ولازم يخلص مستر عادل لازم يشوفوا بکرا ۔
جودي: بس طيب مستر عادل ده
مها بحب :جدا جدا جدا
جودي بمشاكسة وغمزة عين : ايه ده ايه ده . لااااااا ده انا لازم أعرف في ايه
مها بخجل وقد كشف أمرها : بصى انا هقولك مانا ماقدميش غيرك يامفعوصه احكيله
جودي: بغض النظر عن مفعوصه ... هنتحاسب عليها بعدين ... احكيلى من امتي بتحبوا بعض
مها بحسرة : انا بس اللي بحبه هو ولا هو هنا .. من ساعه ما شوفته اول مره اعجبت بيه على طول ومع الشغل معاه حبيته اكتر . بس هو ولا هو شايفنی جودي : طيب مايمكن في حد في حياته
مها : عادل حياته كلها سهر وبنات اشكال والوان ، عمره ماحب عايز يفضل كده يدوق كل واحده شويه زيه زى قاسم مهران بالظبط عشان كده كنت خايفه علیکی منه ، هنا تذكرت مها حديث عادل فقالت : بس خلاص مابقتش خايفه هو قال إنه مش هيتعرضاك تاني وتيجي وتمشي زي مانتي عايزه
جودی : ماتقلقيش يا مها هو ماضايقنيش بس حرجني جدا مع يامن . ولحد دلوقتي زعلان ومش راضی يكلمني
مها : ليه ... سردت عليها جودی كل ما حدث وسط استغراب وذهول مها هل أضاع وقته الثمين في اطعام جودي وتوصيلها فكما يقول دائما للموظفين أن الدقيقه من وقته بالاف من الدولارات.بل والاغرب من ذلك يبدو يغار عليها .
مها : خلاص بكره في المدرسة ابقى صالحی يامن . جودی : اوکی ... هروح اذاكر عشان الحق انام شويه . في اليوم التالي كان قاسم مهران يجلس في مكتبه يجاهد نفسه على الا يفكر في جودی ولكن رغما عنه وجد حاله يقف أمام النافذه في تمام الساعة الثالثة وهو موعد مجيئها من المدرسه كما اخبرته تأخر الباص قليلا عن الميعاد كان سيعود للجلوس على مکتبه ولكن وجد الباص يقف وتنزل منه فاتنته وهی تقفز بشقاوه وتضحك بقوه بينما أصدقائها يمرحون معها ويهللون لها من نافذات الحافله . احمر وجهه وهو يرى فتى من نفس عمرها يلوح لها مع الفتيات . تمالك نفسه بالاكراه على الا ينزل اليه ويکیل له الضربات حتى تختفي معالم وجهه التي يبتسم به لها ويكسر تلك اليد التي تلوح لها ؛ دخلت جودي إلى الشركة وذهبت بإتجاه المصعد كانت ستدخل ولكن استوقفه احد وعركل الباب بقدمه . رفعت راسها وجدت شاب في الثالثة والعشرين من عمره عريض المنكبين ولحيه جميله يبتسم لها ببشاشه فابتسمت له بلاطفه مد يده لها يصافحها قائلا : احمد جمال مهندس تحت التدريب هنا
. مدت يدها تصافح يده الممدوده بخجل قائله : انا جودی .
ابتسم لها احمد : اهلا وسهلا . ثم اردف قائلا بس غریبه باین علیکی لسه صغيره وكمان معاکی شنطه المدرسه . ازای بتشتغلى هنا .
جودی بخجل : لا انا بنت خالة مها سكرتيرة مستر عادل .
احمد : وجایه صدفه ولا ايه ... قطع كلامه وصول المصعد للطابق الأخير .
جودی : عن اذنك .
أحمد : بس لسه ماخلصناش کلامنا . احمر وجه جودی بخجل فابتسم لها قاطع حديثه صوت صديقه محسن يناديه
محسن ( شاب في السادسة والعشرين من العمر بعيون خضراء ووجه ابيض مستدير وغمازه على وجنته اليمني طويل القامه بمظهر شيك وجذاب ) احمد لجودی : لازم امشي بسرعه اكيد الميتنج بدأ شکلی بدل ماترفد قبل ماشتغل ،
هههههههه ضحكت معه جودي بشده فاستاذن منها وذهب للاجتماع كان قاسم يجاهد نفسه كي لا يذهب مكتب مها ليراها وبصعوبه حتى انتهي وقت ذهابها للسنتر ، نزلت جودي للذهاب لدروسها وهي عازمه على الذهاب بدون يامن فقد عرفت المنطقه جيدا . لكنها وجدت سائق قاسم يقف أمام السياره وعندما وجدها قادمه فتح لها الباب قائلا : انسه جودی قاسم بيه قالى اوصل حضرتك واستني لحد ماتخلصي ، نعم فلم يستطيع قاسم مقاومة احساسه بضرور فرض اهتمامه بها سيحاول الابتعاد لكن لم يكن بيده الا ان يهتم بها يعلم أن هذا سيصعب الامر عليه ولكن لم يستطيع تجاهل الأمر كان قاسم يراقب خروج جودي من نافذته المطلة على واجهة المدخل الرئيسي للشركه فشاهدها وهي تخرج ويتحدث معها سائقه الذي تجاوز الخامسة والأربعين من عمره نعم فلن يبعث معها سائقه الخاص الذي هو في سن الخامسة والعشرون لن يستطيع تحمل وجود شاب صغير بجانبها ومن غير وجوده معها ، لاحظ قاسم ترددها في الدخول للسيارة لكن في النهايه ارتضت بالأمر وركبت السياره وذهبت باتجاه سنتر الدروس الخاص بها . خرجت مها من غرفة الاجتماعات بعد انتهائه وهی مطمئنه کون قاسم مهران قد نفذ وعده ولم يحاول الحديث مع جودي أو التعامل معها باي شكل من الأشكال ، خرج أحمد خلفها بسرعه يناديها .
أحمد : انسه مها انسه مها .
التفتت مها اليه قائله بشاشه : افندم .. أحمد جمال مش كده .
أحمد : ايوه .
مها : أهلا وسهلا
احمد : أهلا بیکی ... اممم ال .. هي انسه جودي الى كانت جايالك النهاردة مشيت ولا أيه
التمعت اعين مها بعدما فهمت أعجابه بجودی فقالت بمشاكسه : اها الانسه جودي عندها درس دلوقتي
کسي الحزن وجه احمد فاشفقت عليه وقالت بغمزه مساكسه وهي تبتسم : بس هتجيلي بكره تائی ، هنا تهلل وجه احمد من جديد ، كان محسن يقف بعيدا بعض الشئ وهو يكاد ينفجر غيظا من احمد الذي يقف مع مها وتتحدث اليه بهذه البشاشة فهو يعشقها منذ ان رأها من سنه عندما قدم للعمل في شركة قاسم مهران . تقدم محسن من مها بعدما انصرف احمد وقال لها بغضب : گنتی بتقوليلو ایه ، استغربت مها لرد فعله الغريب وفي اول محادثه بينهم فهم لم يسبق لهم الحديث منذ أن عمل محسن في الشرکه ولا حتى على سبيل العمل .
مها : في ايه يا استاذ محسن .
محسن : ما اتغيريش الموضوع كان بيقولك ايه
مها بخوف لا تعرفو كان بيسالني عن جودی بنت خالتي محسن بابتسامه عندما لاحظ تاثيره عليها ولكن اخفاها وارتدي قناع الجمود وقال بأمر غير قابل للنقاش : امم ، اوکی ، انتي معزومه النهاردة على العشاء الساعه9 و في مطعم * * * * * في المهندسين ، قالها وانصرف وتركها في حالة رهيبه منه وهي عازمه على الا تتأخر عليه لا تعلم لما تللك الرهبه منه ، كانت تومی برأسها فقط بخدوع بينما هو استدار وانصرف وهو يبتسم بنصر وشموخ فهو عرف الطريقة التي تؤتي ثمارها مع معشوقته ذات الشخصية العنيده الجامحه فجموحها يحتاج لترويض لذلك سيستخدم معها قوة شخصيته ابتسم وهو يتمتم بسعاده : هتجوزك يامها وقريب اووي كمان
في المساء عادت جودي من دروسها بعدما اقلها سائق قاسم إلى المنزل . دخلت إلى شقتها هي ومها وكانت الصدمه من نصيبها حيث وجدت مها ترتدي فستان جميل من اللون الوردي وجمعت شعرها على جانب کتفها بمشبك رقيق وهي تضع لمسات من الميك أب الرقيق ، فكانت جميله جدا
جودي بزهول واعجاب: الله يا مها ايه الجمال ده
مها بإخراج : بجد ياجودی .
جودي بانبهار واضح :بجد ياقلب جودي بجد انتي جميله اووی ... بس استني هنا أنتي رايحه فين بالشیاکه دی
مها بخجل : اصلی معزومه على العشا .. وقصت لها مها كل ماحدث من محسن وسط زهول جودی
جودی : واااااو ده ولا رشدى اباظه في زمانه ، قوی الشكيمه گدا
مها : قوى ايه ياختى
جودي : الشكيمة ... هي بتتقال كدا ..
مها : عندك حق ده وهو بيكلمني كنت دايبه في جلدی منه واول ما قالي على العشا والمعاد وقالي ماتتاخريش لاقيت نفسي بهز دماغي جامد .
جودی : ههههههه طب يالا يالا قبل ماتتاخری ،
انتفضت مها بفزع وهي تتذكر موعدها وركضت للخارج مسرعه خشيت أن تتأخر عن ميعادها وسط انفجار جودي في الضحك حتى ادمعت عيناها . دخلت مها الى المطعم الفاخر الذي قال لها محسن عليه وجدت محسن يجلس بوقار يعبث في هاتفه وهو يرتشف من قهوته . يبدو انها تاخرت بعض الشئ ابتلعت ريقها واتجهت اليه رفع محسن بصره اليها وانقطعت انفاسه من هيئتها الخاطفة للانقا ولكنه تمالك نفسه فنظر اليها نظره ارعبتها . وقفت مها ومدت يدها للسلام عليه وقف هو بهيبته وظهر فرق الطول بينهم فتاهت مها بهيئته الشامخه واخذ قلبها يدق بشكل مختلف غیر سابق عهده ، جلست بعدما سحب لها المقعد بمنتهی الشياكه التي تليق بشخصيته صمت مطبق خيم على الموقف إلى أن قطعه محسن وهو يخرج علبه من القطيفة الزرقاء وسط استغراب مها الذي تحول إلى ذهول وهي ترى ماتحتويه العلبه حيث كان بها خاتم خطبه نسائی واخر رجالي . مد يده کی يلتقط يدها وكأنه يامرها . اعطته يدها وهي مشدوهة من مايحدث فوضع الخاتم باصبعها تم أعطاها خاتمه کی تضعه له فالتقطته منه ووضعته بيده بقلب مرتجف واعین مصدومة فابتسم محسن بنصر ثم مد يده لها كطلب للرقص على الموسيقى الهادئة التي تعزف في المكان ، ذهبت معه وهي تحاول أن تدرك مايحدث هل يعني هذا انها اصبحت خطيبته وبهذه الطريقة الغريبة . احتضنها للرقص ومال على اذنها کی يرحمها من التخبط فأجاب على أسئلتها وكأنه يسمع مايدور داخلها قائالا : أيوه انتي دلوقتي بقيت خطيبتي وانا خطيبك . وبكره في الشركه كله هيبقى عارف . ثم نظر الى عينيها فعرف السؤال الذي يعقبه فمال عليها تانيه وقال : انا اهلي متوفيين زي اهلك بالطبط ومالكيش غير بنت خالتك وانتی هتعرفيها . بدأت مها تستفيق من الصدمة وتعی ماحدث وما يقول وقلبها ينبض بعنف من وضعها في حضنه ونظرات عينيه ، كانت سعيده نعم سعيده جدا من هذه الطريقه الفريدة بنوعها ومن هذا الرجل الشرقي بكل ما للكلمه من معنی وشعرت بحب وإعجاب كبير ناحيته ، ثوانی وكانت الصدمة الأكبر حين سمعته وهو يقول : بحبك .. من اول ماشفتك . ابتسمت مها وقلبها يطرق بعنف وهي تشعر بسعادة كبيرة واستغربت جدا مايحدث ... انتهت سهرتهم التي لم تتحدث فيها مها بحرف واحد وإنما كانت تنطر لمحسن ببلاهه وهيام وكم كان سعید بهذه النظرات فمعناها يعني الكثير . اصطحب محسن مها الى بيتها فكما قال إنه الان رجلها وكم أسرتها هذه الجمله وشعرت انها ملکه متوجه على عرش الفتيات . صعدت الى شقتها وفتحت الباب وهي تائهة في سعادة . وجدت جودي تنتظرها بفارغ الصبر کی تعرف ماحدث . ذهبت مسرعه الى مها الهائمه وجذبتها من ذراعيها وهي تنبهها ولكن صدمت جودي من خاتم مها الموضوع في اصبعها فشهقت قائله : ايه ده دی دبلة .
هزت مها رأسها بنعم .
فقالت جودی : انتي اتخطبتي من ورايا .
أعادت مها هز رأسها بموافقة مره اخرى .
نفذ صبر جودي منها فصرخت فيها وهي تضرب على وجنتها کی تفيقها من حالة التية التي هي عليها . جودی : فوقیلی کده واحكيلى اللي حصل .
مها : .......
جودی : مها أ ۱۱۱۱۱۱۱۱
مها : ها .. ايه
جودی : هو ايه اللي ايه , قوليلي ده حصل ازای .. قالت هذا وهي تشير الى خاتم خطبتها ، استفاقت مها وبدأت تقص على جودی كل ما حدث . وسط انبهار جودی مما حدث
كان يجلس في سيارته بتأكله الغضب ........ لقد تأخرت كثيرا ، كل هذا الوقت كي تعتزر منه . بعد ثواني جاءت جودي بعدما شكرت يامن الذي انزعج كثيرا من الأمر واراد الاستفسار عن ما يحدث ولكنها وعدته بمواصلة الحديث عند السنتل فتح لها قاسم باب السياره الخلفي حيث يجلس وجذبها اليه بغضب ثم قال وهو يصك على أسنانه : كل ده بتشتري الزفت ده .
جودی باستغراب : انا ما اتاخرتش
قاسم محاولا تمالك حاله : ماشي ماشي امر قاسم السائق بالانطلاق . كان يجلس بجوارها پشتم رائحتها ويعمق النظر اليها لا يعرف ماهية الشعور الذي يشعر به نحوها ؛ لقد رأها من يومين ؛ هي تصغره بالعديد من السنوات هي طفله حقا بالنسبة له لكنه حقا لا يستطيع ايقاف ذلك الشعور الذي يتدفق داخله ناحيتها .. يشعر بالتملك تجاها وهو الذي لم يكن يوما هكذا .. كانت جودي تلاحظ نظراته الغريبه المسلطة عليها من قبله فعاد لها شعورها بالخوف ناحيته خاصة مع تذكرها حديث مها عنه وتحذيراتها على الرغم من الطمأنينة والحنان التي شعرت بهم بعض الوقت مع ولكن عاد اليها الشعور بالخوف من جديد . قطع الصمت صوت قاسم : احمم .. هتيجي بكره الساعه كام .
جودی : بعد المدرسة . الساعة 3 .
قاسم بسرحان : يعني مش هشوفها لحد بكره الساعه تالاته ... اعمل ايه بس ايقظه من شروده حدیث جودی للسائق : خلاص ده السنتر .. ثم نظرت لقاسم : شكرأ اوووي انا تعبتك معايا .
قاسم : هتخلصی امتی
جودي : الساعه 11 .
قاسم : دد متأخر اوی .
جودی بابتسامة: عارفه بس انا بحاول اظبط مواعيدي الى اتلخبطت فجاءه وإن شاء الله اسبوعين وكل حاجة ترجع زى الاول وكمان ابطل اجي الشركة عندك وازعجك .
قاسم : یعنی انتى هتبطلی تیجی الشرکه کمان
جودی : اه ها بس الأسبوعين دول هظبط مواعيدي مع السنتر ومش هاجی تاني . سرح قاسم في حديثها ۔
اردفت جودي : انا هنزل بقا اتاخرت يالا بای . نظر لها قاسم وهي تفتح الباب وتهم بالنزول وظل نظره معلق عليها وهي تركض ملوحه لصديقاتها من نفس عمرها وظلوا يضحكون حتى اختفوا في الداخل .
عاد قاسم الي شركته وجد عادل في انتظاره . دخل الى مكتبه وجلس عليه متنهدا بتعب يشوبه بعض الخزن . عادل : ممكن افهم في ايه .
قاسم :في ايه .
عادل : قاسم انا صاحبك من زمان وحفظك ايه الى بيحصل . أنا رجعت من برا لقيت مها السكرتيره مش على بعضها عشان قريبتها .
قاسم : خلاص خلاص
عادل: خلاص ایه .
قاسم: قولت خلاص وطمنها تقدر قريبتها تیجی وتمشي من غير ما حد يضايقها ، كان هذا حديث قاسم لنفسه أيضا فلابد أن يقضي على هذا الشعور من بدايته فهو لا يصح لرجل في سنوات عمره الثلاثون ان يعجب بفتاة في السابعة عشر من عمرها . بالتأكيد لن تتقبل حبه لها ستعجب بشاب من سنها کیامن يعيش معها لحظات عمرها بما فيها من جنون و لحظات لا يستطيع هو أن يعيشها معها بسبب سنه ومركزه . ستنقضي المدة التي تأتي فيها الشركه وسيعود كل شيء لأصله وسينسى انه قابلها من الاساس هو لديه الكثير من الفتيات والسيدات في اعمار مناسبه له ويرتمون تحت قدميه . فينساها بكل تأكيد . هذا ما اعتقده أو بالأحرى حاول اقناعه لنفسه .
في مكتب عادل استدعى مها قائلا : خلاص يا مها قاسم بيه كان بس بيشوف جودي متضايقه من ایه وهو قال مالوش دعوة بيها تاني تيجي وتستنی معاكي الكام اسبوع الى قولتي عليهم ، تنهدت مها بارتياح فهي الان مطمئنه بعض الشئ . خرجت مها بعدما شكرت عادل کتیرا ۔
في المساء دخلت جودي بارهاق شديد وجدت مها تعمل على ( اللاب توب )
جودي : ايه يا مها هتشتغلي في البيت كمان ، مش كفايه عليکی شغل طول اليوم
مها : اعمل ايه شغل ولازم يخلص مستر عادل لازم يشوفوا بکرا ۔
جودي: بس طيب مستر عادل ده
مها بحب :جدا جدا جدا
جودي بمشاكسة وغمزة عين : ايه ده ايه ده . لااااااا ده انا لازم أعرف في ايه
مها بخجل وقد كشف أمرها : بصى انا هقولك مانا ماقدميش غيرك يامفعوصه احكيله
جودي: بغض النظر عن مفعوصه ... هنتحاسب عليها بعدين ... احكيلى من امتي بتحبوا بعض
مها بحسرة : انا بس اللي بحبه هو ولا هو هنا .. من ساعه ما شوفته اول مره اعجبت بيه على طول ومع الشغل معاه حبيته اكتر . بس هو ولا هو شايفنی جودي : طيب مايمكن في حد في حياته
مها : عادل حياته كلها سهر وبنات اشكال والوان ، عمره ماحب عايز يفضل كده يدوق كل واحده شويه زيه زى قاسم مهران بالظبط عشان كده كنت خايفه علیکی منه ، هنا تذكرت مها حديث عادل فقالت : بس خلاص مابقتش خايفه هو قال إنه مش هيتعرضاك تاني وتيجي وتمشي زي مانتي عايزه
جودی : ماتقلقيش يا مها هو ماضايقنيش بس حرجني جدا مع يامن . ولحد دلوقتي زعلان ومش راضی يكلمني
مها : ليه ... سردت عليها جودی كل ما حدث وسط استغراب وذهول مها هل أضاع وقته الثمين في اطعام جودي وتوصيلها فكما يقول دائما للموظفين أن الدقيقه من وقته بالاف من الدولارات.بل والاغرب من ذلك يبدو يغار عليها .
مها : خلاص بكره في المدرسة ابقى صالحی يامن . جودی : اوکی ... هروح اذاكر عشان الحق انام شويه . في اليوم التالي كان قاسم مهران يجلس في مكتبه يجاهد نفسه على الا يفكر في جودی ولكن رغما عنه وجد حاله يقف أمام النافذه في تمام الساعة الثالثة وهو موعد مجيئها من المدرسه كما اخبرته تأخر الباص قليلا عن الميعاد كان سيعود للجلوس على مکتبه ولكن وجد الباص يقف وتنزل منه فاتنته وهی تقفز بشقاوه وتضحك بقوه بينما أصدقائها يمرحون معها ويهللون لها من نافذات الحافله . احمر وجهه وهو يرى فتى من نفس عمرها يلوح لها مع الفتيات . تمالك نفسه بالاكراه على الا ينزل اليه ويکیل له الضربات حتى تختفي معالم وجهه التي يبتسم به لها ويكسر تلك اليد التي تلوح لها ؛ دخلت جودي إلى الشركة وذهبت بإتجاه المصعد كانت ستدخل ولكن استوقفه احد وعركل الباب بقدمه . رفعت راسها وجدت شاب في الثالثة والعشرين من عمره عريض المنكبين ولحيه جميله يبتسم لها ببشاشه فابتسمت له بلاطفه مد يده لها يصافحها قائلا : احمد جمال مهندس تحت التدريب هنا
. مدت يدها تصافح يده الممدوده بخجل قائله : انا جودی .
ابتسم لها احمد : اهلا وسهلا . ثم اردف قائلا بس غریبه باین علیکی لسه صغيره وكمان معاکی شنطه المدرسه . ازای بتشتغلى هنا .
جودی بخجل : لا انا بنت خالة مها سكرتيرة مستر عادل .
احمد : وجایه صدفه ولا ايه ... قطع كلامه وصول المصعد للطابق الأخير .
جودی : عن اذنك .
أحمد : بس لسه ماخلصناش کلامنا . احمر وجه جودی بخجل فابتسم لها قاطع حديثه صوت صديقه محسن يناديه
محسن ( شاب في السادسة والعشرين من العمر بعيون خضراء ووجه ابيض مستدير وغمازه على وجنته اليمني طويل القامه بمظهر شيك وجذاب ) احمد لجودی : لازم امشي بسرعه اكيد الميتنج بدأ شکلی بدل ماترفد قبل ماشتغل ،
هههههههه ضحكت معه جودي بشده فاستاذن منها وذهب للاجتماع كان قاسم يجاهد نفسه كي لا يذهب مكتب مها ليراها وبصعوبه حتى انتهي وقت ذهابها للسنتر ، نزلت جودي للذهاب لدروسها وهي عازمه على الذهاب بدون يامن فقد عرفت المنطقه جيدا . لكنها وجدت سائق قاسم يقف أمام السياره وعندما وجدها قادمه فتح لها الباب قائلا : انسه جودی قاسم بيه قالى اوصل حضرتك واستني لحد ماتخلصي ، نعم فلم يستطيع قاسم مقاومة احساسه بضرور فرض اهتمامه بها سيحاول الابتعاد لكن لم يكن بيده الا ان يهتم بها يعلم أن هذا سيصعب الامر عليه ولكن لم يستطيع تجاهل الأمر كان قاسم يراقب خروج جودي من نافذته المطلة على واجهة المدخل الرئيسي للشركه فشاهدها وهي تخرج ويتحدث معها سائقه الذي تجاوز الخامسة والأربعين من عمره نعم فلن يبعث معها سائقه الخاص الذي هو في سن الخامسة والعشرون لن يستطيع تحمل وجود شاب صغير بجانبها ومن غير وجوده معها ، لاحظ قاسم ترددها في الدخول للسيارة لكن في النهايه ارتضت بالأمر وركبت السياره وذهبت باتجاه سنتر الدروس الخاص بها . خرجت مها من غرفة الاجتماعات بعد انتهائه وهی مطمئنه کون قاسم مهران قد نفذ وعده ولم يحاول الحديث مع جودي أو التعامل معها باي شكل من الأشكال ، خرج أحمد خلفها بسرعه يناديها .
أحمد : انسه مها انسه مها .
التفتت مها اليه قائله بشاشه : افندم .. أحمد جمال مش كده .
أحمد : ايوه .
مها : أهلا وسهلا
احمد : أهلا بیکی ... اممم ال .. هي انسه جودي الى كانت جايالك النهاردة مشيت ولا أيه
التمعت اعين مها بعدما فهمت أعجابه بجودی فقالت بمشاكسه : اها الانسه جودي عندها درس دلوقتي
کسي الحزن وجه احمد فاشفقت عليه وقالت بغمزه مساكسه وهي تبتسم : بس هتجيلي بكره تائی ، هنا تهلل وجه احمد من جديد ، كان محسن يقف بعيدا بعض الشئ وهو يكاد ينفجر غيظا من احمد الذي يقف مع مها وتتحدث اليه بهذه البشاشة فهو يعشقها منذ ان رأها من سنه عندما قدم للعمل في شركة قاسم مهران . تقدم محسن من مها بعدما انصرف احمد وقال لها بغضب : گنتی بتقوليلو ایه ، استغربت مها لرد فعله الغريب وفي اول محادثه بينهم فهم لم يسبق لهم الحديث منذ أن عمل محسن في الشرکه ولا حتى على سبيل العمل .
مها : في ايه يا استاذ محسن .
محسن : ما اتغيريش الموضوع كان بيقولك ايه
مها بخوف لا تعرفو كان بيسالني عن جودی بنت خالتي محسن بابتسامه عندما لاحظ تاثيره عليها ولكن اخفاها وارتدي قناع الجمود وقال بأمر غير قابل للنقاش : امم ، اوکی ، انتي معزومه النهاردة على العشاء الساعه9 و في مطعم * * * * * في المهندسين ، قالها وانصرف وتركها في حالة رهيبه منه وهي عازمه على الا تتأخر عليه لا تعلم لما تللك الرهبه منه ، كانت تومی برأسها فقط بخدوع بينما هو استدار وانصرف وهو يبتسم بنصر وشموخ فهو عرف الطريقة التي تؤتي ثمارها مع معشوقته ذات الشخصية العنيده الجامحه فجموحها يحتاج لترويض لذلك سيستخدم معها قوة شخصيته ابتسم وهو يتمتم بسعاده : هتجوزك يامها وقريب اووي كمان
في المساء عادت جودي من دروسها بعدما اقلها سائق قاسم إلى المنزل . دخلت إلى شقتها هي ومها وكانت الصدمه من نصيبها حيث وجدت مها ترتدي فستان جميل من اللون الوردي وجمعت شعرها على جانب کتفها بمشبك رقيق وهي تضع لمسات من الميك أب الرقيق ، فكانت جميله جدا
جودي بزهول واعجاب: الله يا مها ايه الجمال ده
مها بإخراج : بجد ياجودی .
جودي بانبهار واضح :بجد ياقلب جودي بجد انتي جميله اووی ... بس استني هنا أنتي رايحه فين بالشیاکه دی
مها بخجل : اصلی معزومه على العشا .. وقصت لها مها كل ماحدث من محسن وسط زهول جودی
جودی : واااااو ده ولا رشدى اباظه في زمانه ، قوی الشكيمه گدا
مها : قوى ايه ياختى
جودي : الشكيمة ... هي بتتقال كدا ..
مها : عندك حق ده وهو بيكلمني كنت دايبه في جلدی منه واول ما قالي على العشا والمعاد وقالي ماتتاخريش لاقيت نفسي بهز دماغي جامد .
جودی : ههههههه طب يالا يالا قبل ماتتاخری ،
انتفضت مها بفزع وهي تتذكر موعدها وركضت للخارج مسرعه خشيت أن تتأخر عن ميعادها وسط انفجار جودي في الضحك حتى ادمعت عيناها . دخلت مها الى المطعم الفاخر الذي قال لها محسن عليه وجدت محسن يجلس بوقار يعبث في هاتفه وهو يرتشف من قهوته . يبدو انها تاخرت بعض الشئ ابتلعت ريقها واتجهت اليه رفع محسن بصره اليها وانقطعت انفاسه من هيئتها الخاطفة للانقا ولكنه تمالك نفسه فنظر اليها نظره ارعبتها . وقفت مها ومدت يدها للسلام عليه وقف هو بهيبته وظهر فرق الطول بينهم فتاهت مها بهيئته الشامخه واخذ قلبها يدق بشكل مختلف غیر سابق عهده ، جلست بعدما سحب لها المقعد بمنتهی الشياكه التي تليق بشخصيته صمت مطبق خيم على الموقف إلى أن قطعه محسن وهو يخرج علبه من القطيفة الزرقاء وسط استغراب مها الذي تحول إلى ذهول وهي ترى ماتحتويه العلبه حيث كان بها خاتم خطبه نسائی واخر رجالي . مد يده کی يلتقط يدها وكأنه يامرها . اعطته يدها وهي مشدوهة من مايحدث فوضع الخاتم باصبعها تم أعطاها خاتمه کی تضعه له فالتقطته منه ووضعته بيده بقلب مرتجف واعین مصدومة فابتسم محسن بنصر ثم مد يده لها كطلب للرقص على الموسيقى الهادئة التي تعزف في المكان ، ذهبت معه وهي تحاول أن تدرك مايحدث هل يعني هذا انها اصبحت خطيبته وبهذه الطريقة الغريبة . احتضنها للرقص ومال على اذنها کی يرحمها من التخبط فأجاب على أسئلتها وكأنه يسمع مايدور داخلها قائالا : أيوه انتي دلوقتي بقيت خطيبتي وانا خطيبك . وبكره في الشركه كله هيبقى عارف . ثم نظر الى عينيها فعرف السؤال الذي يعقبه فمال عليها تانيه وقال : انا اهلي متوفيين زي اهلك بالطبط ومالكيش غير بنت خالتك وانتی هتعرفيها . بدأت مها تستفيق من الصدمة وتعی ماحدث وما يقول وقلبها ينبض بعنف من وضعها في حضنه ونظرات عينيه ، كانت سعيده نعم سعيده جدا من هذه الطريقه الفريدة بنوعها ومن هذا الرجل الشرقي بكل ما للكلمه من معنی وشعرت بحب وإعجاب كبير ناحيته ، ثوانی وكانت الصدمة الأكبر حين سمعته وهو يقول : بحبك .. من اول ماشفتك . ابتسمت مها وقلبها يطرق بعنف وهي تشعر بسعادة كبيرة واستغربت جدا مايحدث ... انتهت سهرتهم التي لم تتحدث فيها مها بحرف واحد وإنما كانت تنطر لمحسن ببلاهه وهيام وكم كان سعید بهذه النظرات فمعناها يعني الكثير . اصطحب محسن مها الى بيتها فكما قال إنه الان رجلها وكم أسرتها هذه الجمله وشعرت انها ملکه متوجه على عرش الفتيات . صعدت الى شقتها وفتحت الباب وهي تائهة في سعادة . وجدت جودي تنتظرها بفارغ الصبر کی تعرف ماحدث . ذهبت مسرعه الى مها الهائمه وجذبتها من ذراعيها وهي تنبهها ولكن صدمت جودي من خاتم مها الموضوع في اصبعها فشهقت قائله : ايه ده دی دبلة .
هزت مها رأسها بنعم .
فقالت جودی : انتي اتخطبتي من ورايا .
أعادت مها هز رأسها بموافقة مره اخرى .
نفذ صبر جودي منها فصرخت فيها وهي تضرب على وجنتها کی تفيقها من حالة التية التي هي عليها . جودی : فوقیلی کده واحكيلى اللي حصل .
مها : .......
جودی : مها أ ۱۱۱۱۱۱۱۱
مها : ها .. ايه
جودی : هو ايه اللي ايه , قوليلي ده حصل ازای .. قالت هذا وهي تشير الى خاتم خطبتها ، استفاقت مها وبدأت تقص على جودی كل ما حدث . وسط انبهار جودی مما حدث