اخر الروايات

رواية يناديها عائش الفصل السابع 7 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل السابع 7 بقلم نرمينا راضي





ثُم يَهبك الله سَكينه , فـ تشعر و كأن قلبك لم يرى ضيقًا قط ..🤍
......... 

+


ظلت هاجر تقدم النصيحة لشقيقها بكل لُطفٍ ويسرٍ وهو يقابلها بضيق وملل؛ ثم صرخ في وجهها

+


-- هــاجر... بقولك إيــــه... متقرفنيـــش.. أنـــــا حُـــــــر.. إنتِ ليــــــــه محسسـاني إنك ملاك وأنا إبليس!!... خليكِ في حـــــالك معلش

+


ابتسمت هاجر بحزن، و أردفت

+


-- سيف.. مش معنى إني بنصحك أبقى مثالية وملاك نازل من السما.. لأ ياسيف... أنا بنصحك عشان تكون أحسن مني..الله أعلم.. مش يمكن ربنا يديك المقدرة تخلي ناس كتير تتوب على إيدك..سيف..أنا بنصحك عشان بحبك..مش عشان أثبتلك إني الأحسن 

+


ارتسمت جانب شفتيه ابتسامة ساخرة مُتمتمـًا

+


-- شربتي من بدر كل حاجه...مخلتيش حاجه منه 

+


سمعت همهماته فضحكت بخفة قائلة

+


--علفكرة..شرف لينا إننا نبقى زي بدر..طب ياريت الناس كلها تحبنا زيه كده..ده بدر اخوك فخر لشباب الحارة..المفروض نفتخر إنه أخونا 

+


رمقها سيف بغيظ..ثم فقد التحكم بأعصابه ليصيح بغيرة عمياء

+


--أفتخـر بإيـــــه  !! أفتخر بواحد شغال ميكانيكي  !!.. أفتخر بواحد شغال خدام للناس  ؟؟ أي واحد باشا يرميله قرشين عشان يصلحله العربية يروح جري يطلعله لسانه زي الكلب  !!

+


وقفت هاجر مذهولة من هجوم سيف على  بـدر ، على من ذاق مُرّ الحياة؛ لكي يجعلهم في أفضل حال. 

+


تدخلت مفيدة والدتهم؛ لتنهر سيف بغضب

+


-- سيــــف الإســــــلام..أحتـــــــرم نفســـــــك... أخــــــوك اللي بتشتمه وتقل منه ده بسببه أنت دخلت طب...ده بدل ماتشكره إنه ساب دراسته بعد ماأبوك مات وطلع طفح الدم واشتغل عشان يكبركم ويعلمكم أحسن علاام ومتبقوش أقل من عيال عمكم..تقووم تقل أدبك عليه...ده جزاته إنه ضحى بنفسه عشانكم...بدل ما تفتخر إن ليك أخ زيه  !!!

+


أجاب سيف صائحـًا وغيرة

+


--أنا بستعر منه مش بفتخر بيه..إيه اللي فيه عدل يخليني أفتخر بيه..انتو المفروض تفتخروا بيا...أنا الدكتور...أنا المتعلم..هو جاهل ميشرفش حد. 

+


ساد الصمت بين ثلاثتهم للحظات، موجهين نظراتهم صوب ذلك الذي دلف يجرّ قدمه ورائه بصعوبه وكأنه كان يخوض معركه دامية من بعد دفن عبدُ الله صديق زياد، 
وقف بدر يتأمل سيف بصدمة مما قاله، فقد وصل لمسامعه إستياء شقيقه منه، الذي كان يُناديه أبي عندما كان طفلًا..

+        
ظل بدر ينظر لـ سيف بصدمة وذهول يشوبه الحزن ونغزات الحسرة ترشق مثل الرماح في قلبه، وكأن دقات قلبه ماهي إلا طبول تعزف على مقطوعة موسيقية حزينة..شعر بدر بالألم يغزو قلبه والحزن يخترق وتينه، مُحدثًا نفسه بحسرة

+


+


" أهذا أنت حقـًا ياسيف!؟ هل بعد كل مافعلته لأجلك، أُجنيه أنا الكُره منك !؟ هل تشتمئز كوني أخيك !؟ هل هذا هو مقابل إعتنائي بك منذ أن كنت طفلًا حتى صرت شابـًا  !!؟"

+


+


أخرج بدر من شروده صوت سيف وهو يردف بسخرية ونظرات إستحقار

+


+


-- أهلًا ببـدر الشباب...أخبار عائشة بنت عمك إيــه !! يوه آسـف..قصدي أخبار عمك محمود إيه !! 

+


+


طالعة بـدر بوهن و ارتسمت جانب شفتيه إبتسامة حزينه مردفًا بحسرة

+


+


--أنا عملتلك إيه عشان تكرهني كده !..شوفت مني إيه وحش !! عملت فيك إيه ياسيف.!!

+


+


تنفس سيف بغضب ليلوح بيده صارخـًا

+


+


-- عمـلت إيـه !! كلمت بكرهك ددي قليـله عليـك..أنت متستاهلش إحترام ولا حُب الناس ليك...كل إمّا حد يشوفني يقولي إنت اخوك بـدر...انت أخوك زفت..ليــــه محدش بيقدرني أنــــا...هـــا...أنا المتعلم..أنا الأحلى منك وأحسن منك..أنا اللي هفتح عيادة وهبقى دكتور وأنت شغال عند الناس..أنا اللي رافع راسكم وأنت موطيها...أنا اللي استاهل حب وتقدير الناس..مش إنـــــت. 

8


8


سادّ الصمت للحظات ثانيةً..فقط أصوات أنفاس سيف الغاضبهة ونظرات بدر المندهشة والحزينة هما المسيطرانِ على الموقف، بينما هاجر ومفيدة ظللنّ ينظران للأخوين بحيرة وصدمة لما يحدث..

+


+


سار بدر بخطوات بطيئة متثاقلة تجاه سيف وهو يصوب حدقتيه له بحزن يكاد أن يتحول للإنفطار والبكاء، بينما سيف تراجع للوراء بخوف قليلًا من هيئة بدر الضخمة التي تفوقه أضعاف، استجمع شجاعته ليهتف بغيظ

+


+


-- إيـــــه  ! هتضربني  ؟! 
أضرب أنا مبخافــــش

+


+


اقترب بدر منه، ثم جذبه من رقبته برفق فجأةً ليُقبل جبينه بعمق، و احتوى وجهه؛ لينظر في عينيه مباشرةً قائلًا

+


+


-- إنت وهاجر مش إخواتي..أنتوا ولادي..عيالي اللي مخلفتهمش..لو هشتغل فعلًا خدام عشان انتو تعيشوا مرتاحين..مش هتأخر ثانية وهعمل كده..أنا اللي فخور بيك ياسيف...أنا أي حد بقعد معاه بحكيله عنك..بقوله إن أخويا دكتور...بقولها بفخر..لو العالم كله مش مهتم بيك..يكفيك إني فخور إنك أخويا...أنا هعذرك وهسامحك..بس عاوزك تفهم وتحُط الكلام ده في راسك...أنا يا سيف ضحيت بنفسي ومستقبلي عشانكم..مع إنك عارف كويس إني كنت من العشرة الأوائل على الثانوية العامة وكنت هبقى مكانك دلوقت..بس إخترتكم إنتم...ضحيت بمستقبلي عشان أربيكم بعد وفاة ابوك الله يرحمه...ولو رجع الزمن بيا..هختار إني أضحي عشانكم برضو..

8


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close