رواية يناديها عائش الفصل الخامس 5 بقلم نرمينا راضي
هرب الشيطان بعد أن كثرت أعداد من يقوم بواجبه من البشر..
+
_______________
+
بدأت روان في قراءة بعض الأيات الكريمة؛ فلم ينطق لسانها بشيء، وجفت الأحرف في حلقها وهي تشاهد إنعكاس صورتها في المرآة أمامها بهيئة مختلفة مخيفة أو قد هُيأ لها ذلك !
+
أغمضت روان عينيها بشدة، ثم انفجرت في البكاء بقوه، وأحاطت أكتافها بيديها، وضمت ركبتيها لصدرها، لتشهق ببكاءٍ عنيف، من شدة الرعب والهلع الذي تشعر به.
+
لحظات، و إنقطع التيار الكهربائي عن المنزل بأكمله، فانتفضت بذعر، لتطلق صرخة قويةمزقت أحشاء السكون بالغرفة،حينما دوى صوت الأغاني الصادرة من هاتفها بكل مكان، رغم أنها قد أغلقت الهاتف مؤخرًا.. !
+
" يارب أكون بحلم.. "
+
قالتها وهي تبتلع ريقها بخوف ثم نادت على والدها تستنجد به، و لكن المفاجأة أن في لمح البصر و قبل مجيء والدها، عاد كل شيء لما كان عليه
+
فتحت عيناها بقلق، لتجد أن صورتها في المرآة كما هي لم تتغير، وصوت الأغاني قد لم يعد موجود، وعاد النور بالمنزل ثانيةً.. !
+
لحظات والتفتت بجسدٍ مرتجف، لـ مقبض الباب، فكأنما يحاول أحدٍ ما أن يفتحه ببطء.. أخفت عيناها بكلتا يديها دلالة على الخوف الشديد، و هي تردد في خفوت اسم الله، حتى أخرجها من خوفها صوت " إيناس" زوجة والدها تقول بضيق
+
" في ايـه يا روان ! أبوكِ جاي تعبان من الشغل وعاوز يرتاح... بتنادي و تصوتي في نص الليل ليه ! "
+
ابتلعت روان ريقها لتردف بخوف وبكاء
+
-- مفيش.. حلمت حلم وحش بس
+
رمقتها زوجة أبيها بإستنكار، وهتف والدها بلهجة قاسية بعد أن جاء خلف زوجته، أثر الصوت
+
-- مهو من سماعك الأغاني ليل ونهار.. أنتِ أخر مرة صليتِ و سجدتي لربنا امتى !؟ هـا !
اسألي نفسك كده آخر مرة صليتِ امتى !؟
+
نظرت لهم روان بدموع وندم دون أن تتفوه بأي كلمة، خرج كلاهما.. فحولت روان بصرها ثانيةً للمرآه وهي ترتجف كالورقة بخوف شديد، ولكن تلك المرة، بدا كل شيء على مايرام..
+
حدثت نفسها بندم، بعد لحظات من استجماع شجاعتها
+
-- أنا مش فاكرة آخر مرة صليت فيها امتى.. أنا عارفة و متأكدة إن اللي شفته ده و الكابوس البشع ده، عشان مش ببطل سماع أغاني ليل نهار
+
صمتت للحظات، ثم تابعت بتفكير
+
-- أنا هتصل بـرُميساء.. هي الوحيدة اللي في الدفعة ملتزمة و قريبة من ربنا.. هتصل أسألها على الحلم ده..
+
هاتفت روان صديقتها، فجاءها الرد بعد لحظات.. أجابت رُميساء بلُطف
+
-- السلام عليكم.. ازيك ياروان
+
-- مش كويسه خالص يا رُميساء
+
ابتسمت رُميساء لتجيب بهدوء
+
-- قولي الحمدلله برضو
+
انفعلت روان عليها لتهتف بحنق
+
-- أنا مش بتصل بيكِ عشان تعمليلي فيها داعية ! أنا حلمت حلم وحش و عاوزه اعرف تفسيره.. هتساعديني ولا اشوف غيرك ؟
+
-- خلاص اهدي.. شوفي يا روان، لو حلم وحش بلاش.. عشان تفسيره ميقعش.. استعوذي بالله من الشيطان الرچيم و اتوضي و نامي على وضوء وعلى جنبك اليمين بعد كده.. و متنسيش تقرئي آية الكرسي.. و آخر آيتين من سورة البقرة؛ هتعصمك و تحفظك من أي حاجة بإذن الله.
+
صرخت روان بتعصب
+
-- يا بنتي عاوزه أعرف التفسيـــر.. أنتِ مش بتفهمي !
+
روميساء بهدوء وحِلم "صبر"
+
-- طيب.. أمري لله.. قولي ياروان.. شوفتي ايه
+
قالتها وهي تتنهد بصبر، فردت الأخرى تتذكر بخوف
+
"حلمت.. حلمت إني بجري في مكان مليان تعابين و حشرات بتجري و رايا.. و حاولت أقرأ قرآن معرفتش.. ده معناه ايـه !؟
+
بدا على رُميساء الحزن قليلًا.. ثم أجابت
+
-- أنا بفضل مقولش على التفسير ياروان.. بس خدي بالك عشان في حد بيدبر لك أذية.. أما بالنسبة لباقي الحلم فأعتقد إن دي إشارة تقربي من ربنا..
+
أطبقت روان عينيها بحزن و دموع ثم همست
+
-- ياريت يا رُميساء.. ادعيلي
+
" روان.. ممكن تيجي لي بكرة البيت ؟ "
+
_ ليه؟!
+
" أنا عارفة إنك مش بتحبيني، بس ممكن تثقي فيا و تيجي ! "
+
بعد ثوانِ من التفكير وافقت قائلة
+
_ طيب.. إما أشوف أخرتها مع الأحلام دي إيه..
+
------------------------
+
بعد أن استرجع سيف وعيه من آثار الشُرب.. هرول سريعًا خارج الشقة، حينما تذكر كذبته على بدر بشأن المبيت خارج منزلهم.. استقل سيارة لتقله للبيت السيارات، أخذ يفكر طوال الطريق ماذا سيحل به لو اكتشف بدر حقيقته !
..
وصل سيف الاسلام للبيت، و دخل يمشي ببطء حتى لا يراه أحد و يشك في أمره، أغلق الباب ورائه، ثم ألقى بجسده على الفراش.. لينظر لسقف الغرفة بابتسامة نصر خبيثة قائلًا في نفسه
+
-- الحمدلله... محدش خد باله..
+
تابع بلهجة ساخرة من نفسه
+
-- بتحمد ربنا على المعصية ! يلا.. المهم تمت المهمة بنجاح..
