رواية النمر الجامح الحلقة الثانية 2 كاملة - اميرة انور
استدارت
بخوف فلقد فزعت من الصوت الغاضب؛ حاولت أن تبين قوتها وتصرخ وتقول بأنها تبحث عن
عديم الأخلاق الذي تسبب في جعل ملابسها تتسخ، إبتلعت ما في حلقها بهدوء ثم وبيدها
أشارت نحو السيارة وقالت بجدية:
_بشوف أرقام العربية دي..!
رفع
حاجبه بصدمةٍ؛ واضعًا أنامله على أنفه مانعًا ظهور ابتسامته الساخرة، لوى فمه قبل
أن يقول باستهزاء:
_عينوكي إمتى في المرور حضرتك
استدرات
له رافعة رأسها وبتحذير قاتل وضعت سبابتها نحو وجهه قبل أن تقوله :
_مش مسموح ليك أبداً تكلمني
بالطريقة دي إنت متعرفنيش وبعدين إنت مالك شكلك خدام هنا أو من الأمن...
لم
يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك، تقدم خطوتان فقط نحو السيارة ثم فتحها وجلس بها
ليبدأ في تحريك مكبحها تحت نظراتها المذهولة، تيقنت بأنه هو عديم الأخلاق، جذت على
نواجذها بغضب قائلةً بانفعال:
_يعني إنت عديم الأخلاق اللي بوظ لي
هدومي الصبح وبوظ يومي.
استغرب
من حديثها فرد بـ:
_هدوم إيه إنتي شكلك هبلة..!
ثم
توقف عن الحديث ليبحث عن أي شخص من الأمن ولكنه عاد يحدق بها حين سمعها تقول بحد:
_ الصبح في حدود الساعة تسعة قدام
مقر الصحافة اللي بشتغل فيه حضرتك وبعربيتك اللي كنت بتسوقها بسرعة خليت هدومي
عبارة عن مية متوسخة من الشارع.
تذكر
الطريق الذي سار منه بأقصى سرعة وجاء المشهد في مخيلته مرة ثانية حيثُ أن الحارس
قال له بأن سرعته جعلت الماء تأتي على أحدهم ولكنه لم يبالي لهذا قط.
فاق
من التفكير فيما حدث، تأفف قليلاً وبعدها قال ببرود:
_والمطلوب يعني.
_الإعتذار اتفضل إعتذر
قالتها
"ملاك" بكبرياء ولكنه صدمها بما فعل حيثُ
قال:
_ والله تصدقي إنتي بتحلمي بحاجات
إنتي سخنة صح..!
_ها ها ها لا مش سخنة ولا بحلم...
رفع
حاجبه بتحدي وقال:
_ أصلي إفتكرتك سخنة بصي بقى أنا مش
هبرر موقفي ومش هعتذر واللي عندك أعمليه.
فتحت
فاهها باندهاش من أسلوبه، ظنت بأنه سيقول لها آسف ولكنه بالفعل كما لقبته عديم
الخلاق، تمنت لو قابلت والديه حتى تعانفهم على تلك التربية المنحطة التي يتمتع بها
ابنهما، فاقت على صوته الخشن قائلاً بصلابةً:
_وقفتي واتكلمتي ورغيتي كتير
وصدعتيني وفي الآخر معرفتش جاية هنا بصفتك إيه ومين.
تنهدت
بقوةٍ وحاولت ألا ترد بعدم إحترام، كانت تصبر نفسه بأن أخلاقها غيره تمامًا فيجب
أن تتعمل بأدب حسب بيئتها التي ترعرعت بها:
_أنا صحفية من جريدة (......) وجاية
أغطي أحداث العزاء...
أومأ
برأسها وأردف بجمود :
_والله لبستي وجيتي على الفاضي
ومفيش جديد عزاء زيه زي أي عزاء هتكتبي مين كان موجود بصي مش بحب أخليه حد ينقطع
عيشه روحي خديلك كام صورة وأمشي وياريت ماشوفش الخلقة اللي عكرت مزاجي أكتر ماهو
متعكر...
لقد
نفذ صبرها التي قيدته حتى تتعامل معه، ولكن عجرفته زادت، وذوقه المنحط أصبح في
مقياس النملة،ضعطت على أنيابها وقالت بكره:
_ بجد إنت قليل الذوق ومش محترم
_شكراً من ذوقك
كان
هذا رده عليه بكل استفزاز، جعلها تضرب قدمها بالأرض كالأطفال، جاءت حتى ترحل من
أمامه ولكنه قال ببرود وكأن حديثه جاء من لوح ثلج كبير:
_ اه نسيت أقولك
استدارت
حتى تسمع ما سيقوله ولكنها تفاجئت بكلامه المستفز:
_جزاكي الله الخير يا أختاه صحيح
اسمك إيه ولا مش مهم هسميكي الرغاية الغاضبة حلو الاسم ولايق عليكي.
تمنت
لو تقتله ويكون هذا العزاء لفردتان وليس لفرد، وتكتب حادث قتل في أول صفحات
الجريدة وستكبر العنوان كفتخار بنفسها على ما فعلته...
كورت
يديها بغضب شديد، ولكنها لم تقول ولم تفعل شيء، تركته ورحلت من أمامه...
أردف
بضيق:
_صنف معفن الحمدلله إنك مدخلتيش
مزاجي وإلا إيه يخليني أستحمل ليلة كاملة معاكي يا رغاية هانم...
انسحب
من جانب سيارته، وعاد يقف مع "مالك" الذي قال باستفسار:
_ في إيه يا "جبل"؟ كنت
فين كل دا بقالك نص ساعة لحظت إنك كنت واقف مع بنت بالله لو دي واحدة جديدة عاوزها
بلاش النهاردة بالذات موت جدي مش عاوز يحصل حاجة وحشة فيه
هز"جبل"
رأسه بهدوء ليقول بعد ذلك بحزن:
_ هو مش جدك لوحدك يا
"مالك" وحزنك قد حزني متقلقش...
.................................................
كانت
تجوب المكان يمينٍ ويسارًا؛ تبكي بشدة على ما حدث معها، خمس عشر عامًا وهي بتلك
المصح النفسي برغم من أن عقلها سليم من أي مضعفات؛ تنهدت بقوة مخرجة زفيرها بضيق
شديد يحمل نيران الانتقام، التفتت لتلك التي تقول لها بنبرة تساؤل :
_ مدام "فوقية" قولي لي
إيه اللي خلاكي كل دا هنا برغم من إن عقلك سليم تمامًا
ابتلعت
"فوقية" ما في حلقها؛ هذه السيدة شديدة الجمال عيناها وبرغم علامات
الحزن والخذلان التي تحملهم مازلت تسحر من ينظر لهم، حاولت ألا تبكي حيثُ أنها
أجبرت دوعها أن تجف.
تكلمت
أخيرًا ولكن بقسوة ردت بـ:
_القسوة والجبروت رموني هنا أنا
عقلي سليم حاولت وبرغم من دخولي للمكان دا أخليه سليم لكن نفسيتي صفر في المية كان
ممكن اتجنن بس مسكت نفسي وفي كل يوم مر هنا كنت بقول هطلع عشان اللي بيحبوني بس
متوصي عليا إني مطلعش وأفضل هنا.
ابتسمت
لها الطبيبة وقالت:
_إزاي دا إنتي مسموح ليكي تخرجي
طالما عقلك سليم
قهقهت
"فوقية" بسخرية وعادت تتحدث بنبرة ثقة:
_كل واحد بيشتغل هنا بياخد فلوس
عشان ابقى مجنونة مدير المتشفى قابض ومقبضهم حاولوا كتير عشان ابقى مجنونة أخدت
جلسات كهرباء بس عشانهم بقيت بعافر عشان ماتجننش
صمتت
قليلاً حتى تخرج زفيرها ثم تكلمت متممة ما كانت تقوله ولكن بنيرة بها نغزة قاتلة
متيقنة ما سيحدث:
_بتبصي كدا ليه وفري دموعك اللي في
عينك كل دكتور قعد مكانك كانت شفقته بتقتلني وفي الآخر كان بيبقى زيهم بيكتب
مجنونة مية في المية وينكتب عليا حبسة جديدة ودا اللي هتتجبريه عليه يا دكتورة
قامت
الطبيبة "لميس" تلك الفتاة السمراء التي تتميز
بطيبة قلبها، جلست بالمقعد المقابل لها ومدت يدها قائلةٍ بوعد :
_أقسم بالله العظيم ولو هخسر فيها مهنتي
لهساعدك وهكون زي بنتك اللي مش هتوافق إن أمها تكون مكانك دا وعد مني والله
مالت
عليها "فوقية" لتهمس بنبرة ساخرة بـ:
_كلهم قالوا كدا والمرة دي أنا
واثقة إنك زيهم رني الجرس خلي الممرضة تيجي تاخدني خليني أروح أوضي مستسلمة للوضع
اللي أنا فيه مش مستعدة أخد جلسة كهرباء.
حاولت
بكل قوتها أن تقنعها ولكن فشلت كل الطرق، قامت "فوقية" من مكانها ورحلت تحت أنظارها
المذهولة...
تنهدت
"لميس" بتعب وقالت بثقة:
_طول ما فيا نفس بيطلع مني هحافظ
على حلفاني اللي قولته أما إتخرجت وصدقيني مش هسمح بأي لحظة ظلم...
.....................................................
في
العزاء الخاص بـ ال عزمي
بداخل
صوان النساء، كانت "دنيا" صامتة لا تبكي وكأنها دخلت في صدمة عصبية
جعلتها هكذا، حاول الجميع التحدث معها حتى والدتها قالت بحزن:
_ يابنتي عيطي إتكلمي قولي حاجة
كانت
"ملاك" تراقب أفعالهم، تسمع همهمات الحضور وتسجلهم بداخل عقلها، شعرت
بأن "دنيا" تقترب من الحالة التي وصلت لها في
موت أبويها، استدارت بتركيز حين سمعت صوت طفولي صغير يصرخ بحنو:
_"دنيا" عشان خاطري إتكلمي
عشاني فوقي أنا مليش غيرك جدو راح الجنة ليه بتعذبيه كدا.
حاولت
"ملاك" ألا تبكي على حال الفتيات، أخرجت
زفيرها بحنق، بدأ الضيوف يرحلوا، وأوشك العزاء على الانتهاء ومازالت "ملاك" جالسة لا تريد أن ترحل، شعرت بأنها
يجب أن تمد يد المساعدة لتلك الفتاة، يجب أن تصبح صديقتها فالوحدة التي تشعر بها
كوحدتها فإذا شاركتها ممكن أن تتعالج، لا تريد أن تجعلها تمر بنفس الأيام التي مرت
بها.
إقتربت
منها وبدأت تتحدث:
_"دنيا" تعرفي اللي اسمك في
معنى
رفعت
"دنيا" رأسها، مما جعل "ملاك" تواصل حديثها بدعم:
_أيوا إنتي دنيا لناس كتير هنا
مامتك وأختك وابن عمك وصحابك حتى أنا اللي منعرفش بعض حساكي دنيا ليا
من
تلات سنين بابا وماما ماتوا يعتبر العيلة خلصت مفضلش فيها غيري أصبحت وحيدة تماماً
بس رجعت وفوقت عشان كان ورايا حلم وورايا مربية خلت عمرها كله عشاني ماسبتنيش ولا
لحظة قومي عشان أي نقطة ليكي في الحياة عاوزاكي لو اتكسرنا في كل حزن صدقيني يبقى
ولا لينا لازمة كل واحد منا له سببب في الحياة وطالما إنتي فيكي نفس يبقى تقدري
تنجي وتعيشي وتساعدي وأسباب وجودك لسه مخلصتش فخليكي دايما قوية...
دمعت
عين "دنيا" بقوة، بل إنهرت بتلك اللحظة أسرع "مالك" لها والذي سمع حديث "ملاك" وكان معه "جبل"
حملق
بها قبل أن يأخذ إبنة عمه في أحضانه قائلاً لها بشكر:
_شكراً ليكي يا...
توقف
عن حديثه حيثُ أنه مازال لا يعرف اسمها، مما جعلها تبتسم وتقول:
_ "ملاك" صحفية في جريدة(......) جاية أغطي
أحداث العزاء وصدقني أنا معملتش غير اللي لو حد في مكاني هيعمله و"دنيا"
بجد مشكلتها زيي
أنهت
كلامها بعد أن ختمته بـ:
_همشي أنا بقى لإني إتاخرت عن
إذنكوا
ابتسم
لها "مالك" مما استفز "جبل" الذي قال بغيظ:
_سبحان الله ما إنتي ذوق أهو
وبتتكلمي حلو أمال معايا عاملة زي الرغاية الغاضبة ليه...
بدأ
الجميع يراقب نقاشهم، تأففت "ملاك" ثم وضعت سبابتها بوجهه وقالت ببرود:
_هما ذوق لكن إنت المفروض تتربى من
جديد وأياك شوف إياك تتدخل في مواضيع ملكش فيها...!
لقد
لعبت في عداد عمرها، دخلت في غابة دون أن تعلم ولم تكن كأي واحدة فتوعد مع نفسه أن
يقطع لسانها السليط، أمسك بسبابتها وقال بحد:
_دي عيلتي وبالنسبة إني مش ذوق فأنا
مش ذوق أما التربية فمش أنا لوحدي اللي عاوزها ووعدك إنك على إيدي هتتربي...!
صفقت
له بإنفعال وقالت بسخرية:
_لا خوفت والله اترعبت مين إنت
أصلاً عشان تربيني أنا أربيك وأربي عشرة زيك وأنا أصلاً متربية غصب عنك
رفع
حاجبيه وعاد يتحدث بإصرار:
_هنشوف يا قطة كانت مشكلة عربية
وكانت هتتحل بس لسانك طوله زايد حتة عاوز يتقطع
أمسكت
حقيبتها ورحلت من أمامه، تحدثت زوجةالعم بعتاب:
_يابني دي ضيفة ليه كدا يا
"جبل"
نظر
لها بغضب وقال:
_تستحق أنا مفيش حد يقف قدامي
ويكلمني بالطريقة دي هي بتنسى نفسها...
جذبته
"ريناد" من بدلته حتى ينزل لمستواها، فقال
بتساؤل:
_عاوزة إيه يا "ريناد"!؟
ربعت"
ريناد" يدها لتقول بضيق وتأفف طفولي:
_وهي لحقت يعني دي لسه أول مرة
نتعرف عليها انهاردة
تنهد
"جبل" بحرارة قبل أن يقول بصرامة:
_"ريري" ماتتدخليش في حاجة أكبر
منك
بعد
أن أنهى حديثه تقدم وأقترب من"دنيا" وقال بحب:
_جدي في مكان أحلى من هنا هو في
مكان كله حق مفهوش لحظة خيانة واحدة فبلاش صدمتك دي إنتي عارفة إنك غالية عليا أنا
أخوكي يا بت إنتي مش لوحدك أنا و"مالك" وأمك وأختك جنبك.
جلس
معهم بتلك الليلة، فبرغم من قسوة قلبه إلا أن تلك العائلة لها فضل كبير عليه
فوحدته لم تكتر في حياته حيثُ دخلوها ببهجة وسعادة...
........................................................
ذهبت
إلى منزلها والغضب يملؤه قلبها، ظلت تسب وتلعن في هذا الشاب الغليظ، فتحت باب
شقتها لتجد أن المربية مازالت تنتظرها، لم تلقي عليها السلام واتجهت إلى غرفتها
مما جعل "سامية" تقلق وتقول بذعر:
_مالك يا "ملاك"!!؟
توقفت"ملاك"
عن السير وبدأت تسرد لها ماحدث مع هذا الغليظ،صرخت بغضب:
_عديم الأدب بارد وتنح
ردت
عليها "سامية"ببساطة:
_مش هتشوفيه تاني يا بنتي فخلاص ولو
شوفتيه تجاهلي التعامل معاه
أخرجت"ملاك"زفيرها
براحة قائلة بيقين:
_صح إنتي عندك حق و....
لم
تكمل حديثها حيثُ قاطع محور حديثها رنين هاتفها برقم صديقتها المقربة، ردت على
الفور بسعادة:
_قلبي يا قلبي والله بقالك كام يوم
في بالي وكنت هتصل اطمن بس في ظروف شغل حصلت ومنعتني
همست
الأخرى وكأن هناك أحد يلاحقها لا تريد أن يسمع حديثها:
_أنا في مشكلة يا"ملاك"
ومفيش غيرك هيحلها
ردت
عليها "ملاك" بفزع:
_مشكلة إيه يا بنتي إتكلمي
_هقولك بصي ياست
بدأت
تسرد لها مشكلتها وكانت "ملاك" تستمع لها بتركيز، لتنهي الأخرى حديثها
وتقول:
_بس وأنا لازم أحلها ومفيش غيرك
هيساعدني
تحدثت
"ملاك" بثقة:
_ معاكي طبعاً يا بنتي متقلقيش لو
فيه أي حاجة هساعدك بيها أنا مش هتأخر بس خلصي دورك وصدقيني هدخل بدوري
_تسلملي
قالتها
صديقتها قبل أن تنهي المحادثة، تأففت "ملاك" بغضب وقالت:
_حسبي الله ونعمة الوكيل...!
إنكمش
حاجبيه "سامية" باستغراب وقالت بقلق:
_في إيه يا بنتي..!!؟
أغمضت
"ملاك" مقلتيها حتى تطمئنها، لتردف بـ:
_ مـفيش يا "سوسو" إطمني
هروح أنا أنام لإني على آخري وورايا كذا حاجة بكرا لازم أروح شركة "جبل
المنشاوي" ورجع أروح شركة "حمدي المغربي" واروح أعمل مقابلة لكل واحد قي
بيته
أومأت
برأسها وعادت تسألها بـ:
_ طب مش هتأكلي إنتي مأكلتيش حاجة من
الصبح
تثاؤبت
بنعاس قائلة برفض:
_لا تعبانة مش قادرة صحيني بس بكرا
بدري
دلفت
لغرفتها متجهة إلى مضطجها دون أن تغير ملابسها لترحل في سبات عميق
....................................................
ذهب
إلى منزله بعد أن أطمئن على صديقه وعائلته، بتلك اللحظة رن هاتفه برقم والده السيد
"جلال" المنشاوي، تأفف بشدة ثم ضغط على زر
الرد وبعده المكبر الصوتي ليضع الهاتف على المنضدة، يستمع لما يقوله والده:
_"جبل" برضه هتنام بعيد عني
تعالى حتى النهاردة بات معايا...
مد
شفتاه إلى الأمام قبل أن يهتف بصرامة:
_إعتبرني مستقل أنا فعلاً مستقل
بحالي بنيت نفسي بنفسي بدأت من الصفر وأهي شركتي أضخم من شركتك ومساعدها حياتي ليا
لوحدي بقالك خمس سنين كل يوم تعرض عليا نفس العرض وأقولك لا.
أخرج
"جلال" تنهيد حار ثم قال بهدوء:
_برحتك بس أختك كانت عاوزة تشوفك خليك
فاكر إن أبوك إستحمل عشانكوا وبقى من غير زوجة برضه عشانكوا أختك محتاجة اللي
يصاحبها وأنا وإنت بنسب لها كل حاجة تقدر تقولي هي مين هيقعد ويضحك معاها ويكلمها
ويحس بيها
ابتسم
"جبل" بثقة وقال:
_ماهو إنت لو شاغل بالك بيها كنت
عرفت إنت أختي بتكلمني كل يوم وخلي بالك "مرام" جاية عندي أما تسافر.
يعلم
والده أنه إذا رفض سينفذ إبنه ما يريد، تحدث بحنق:
_ماشي المهم الصحفية اللي كانت
موجودة في عزاء "عزمي" باشا جاية بكرا عشان صفقة نجاحك
إتصلوا بالمسؤول عن مواعيدك مردش فأتصلوا بيا وكمان هتروح لحمدي.....
ابتسم
"جبل" بانتصار ثم قال لنفسه:
_ حلو أوي هي فاكرة إني مش هشوفها
تاني وأهي جاية لي برجلها....