اخر الروايات

رواية شيطان البراكين الفصل العاشر 10 - فاطمة رأفت

رواية شيطان البراكين الفصل العاشر 10  - فاطمة رأفت



خرجت وتركته ليلتقي بذكريات ماضيه المؤلمة!..اغمض عينيه ،واخرج تنفساته باختناق..وضيق ، ثم وضع اصابعه بين عينيه بضيق ،ثم انزلهما ...يريد ان يجعلها تشعر بالظلم مثلما كان يشعر..رآها كوردة مُزهرة وهو لم يُزهر مطلقاً!! ،ثم اراد ان يدخلها عالمه المرعب..المليء بأفكاره الشيطانية ..لا يعرف الرحمه!..او الضمير!! كما يشعر هو ..ويخفي كل هذا خلف افعاله! ، بعد انضمامه لشيطانه !! ،اخرجه من افكاره صوت (ميكرفون) ،ثم فتح عينيه ..ثم تقدم الخطوات بصرامة وفتح الباب ،رأى السكرتيرة الخاصة به واقفة عند مكتبها وكادت ان تنزل.
جاسر بجمود: ايه الدوشة دي؟!
نظرت له السكرتيرة سريعاً قبل ان تذهب.
السكرتيرة بهدوء: دي دكتورة مروة بتستدعي الدكتورة دُنيا عبد الجواد.
يعلم ان مروة لن تصمت على ماقامت بتصويره ،ولكن لم يعلم انها ستفعل ذلك بتلك السرعة المهولة!! ،خرج من غرفة مكتبه واغلق الباب بقوة ،بينما انتفضت السكرتيرة...ونظرت له بخوف ،توجه هو لناحية (الاسانسير) وضغط على الزر وهو يقول...
جاسر بصوت جهوري: خليكي هنا ماتنزليش.
بينما في الطابق السفلي:
نزلت دنيا من على السلم وهى تمسح دموعها ،متوجهة ناحية باب المشفى لترحل ..لم تعد تقدر على تحمل ذلك الشيطان! ،بافعاله التي ليس بها اي ضمير!..وكيف يكون له ضمير؟...فقلبه قد انتهى!! ،ولكنها وقفت عندما رأت مروة واقفة فوق (رخامة) الخاصة بمكتب الاستقبال ،وممسكة بيدها (ميكرفون) والجميع حولها!!...من ممرضين.. واطباء وطبيبات..وحتى عاملي النظافة!! ، وشاشات التلفاز ..موضوع بها الفيديو لعرضه ،وهى وجاسر واقفون امام بعضهم ملتصقين الانف!..انفاسهم تعانق انفاس الاخر !!! ،نظرت لكل ذلك بصدمة، ثم عادت النظر لمروة .
مروة بصوت مرتفع: الدكتورة دنيا عماد عبد الجواد..بتتعدى حدودها مع مدير المستشفى..بحركات غير اخلاقية في مكتبه ...
انهت كلماتها ثم ابتسمت بنصر وهى تنظر لدنيا بغل ،ثم نزلت من على (الرخامة) ، ووضعت (الميكرفون) جانباً ..ثم جائت اليها ووقفت امامها مباشرةً، ثم اكملت: بما اني مساعدة مدير المستشفى....فأقدر اقولك برة ...مش عايزة اشوف وشك دة هنا تاني!
نظرت دنيا لها بملامح مليئة بالضيق لافتراءاتها!..هو من تعدى عليها بالحدود قهراً عنها..وليست هى!
دُنيا بضيق: مر...
جاسر مقاطعاً بصرامة: مروة!!...
تفاجئت دنيا من صوته ،ثم التفتت اليه سريعاً...هى ومروة والجميع! ،نظروا اليه...بينما هو تقدم الخطوات حتى جاء اليهم ووقف بجوار دنيا ،ثم اكمل بجمود: ايه اللي بيحصل هنا دة!
مروة بضيق: الهانم دي مكانها برة...ماعندهاش اي خلاق ولا حياء ولسة واقفة؟!
دنيا بضيق: انتِ اللي معندكيش اي حياء...باللبسك اللي مش محترم!..ولا اسلوبك في الكلام!!..انتِ ماتليقيش انك تكوني واقفة في مستشفى اصلا!
مع كل كلمة قالتها دنيا كانت مروة تشتعل النيران بها بقوة..تريد ان تقتلها على كل وصف منها ،رفعت مروة كف يدها وكانت تنوي ان تصفع دنيا على ماقالته!! ،ولكن لم تستطيع حتى رفعها بمسافة اطول من كتفيها! ،حتى صفعها جاسر صفعة..صوتها اخذ المكان باكمله!! ،ثم نظرت له دنيا بدهشة!!...انه يوقفها عن حدها من اجلها!! ،ام من اجل خطته!!...لم تفهم السبب المحدد فهى تعلم انه من المستحيل ان يكون من اجلها لانه لا يوجد به شعور ابداً...ثم مالت مروة برأسها للجانب الاخر وخصلات شعرها جائت على احدى وجنتيها الوردي من الصفعة!! ،ثم وضعت يدها على مكان الصفعة ونظرت لجاسر بدهشة!! ،اعتدلت مروة في وقفتها.
مروة بدهشة: انت بتدافع عنها؟!!بتضربني عشان واحدة زي دي!! دي...
جاسر مقاطعاً: اللي زي دي تبقى مراتي...واحمدي ربنا اني ماقطعتش ايدك...
اخذت مروة تنظر له بدهشة كبرى !! ،بينما دنيا نظرت للجميع وهم يتهامسون لا يفهمون مايحدث امامهم!! وصدرها يعلو ويهبط.
ثم اكمل بجمود: انا مابخليش عندي في المستشفى ناس مش محترمة...وانت ماعندكيش اخلاق...يبقا برة.
مروة بصدمة كبرى: جاسر ا...
جاسر بصرامة: اطلعي برة.
جاء رجلين من رجاله ليأخذوها ويرحلوا ...بينما هى في صدمة.
مروة بصدمة: مراتك!...مراتك ازاي!!..
ابعدوا عني...سيبوني..هى اللي لازم تطلع برة!!
اخذوها الرجال وخرجوا ، بينما كادت دنيا ان ترحل ..امسك جاسر يدها وشدد عليها ،ثم نظرت له .
جاسر بصوت مرتفع: كله يسمعني كويس...دي تبقا مراتي ..وفرحنا الخميس اللي جاي..
نظرت دنيا له بدهشة مما يقوله...انه الان يورطها وسوف يجعلها في النهاية له! ،ولكنها لا تريد همجي مثله!! ،ليكمل: واي حد هيفتح الموضوع دة ويتكلم فيه...يطلع برة.
صمت الجميع ولم يستطيعوا التحدث ،بينما هو نظر لهم بغضب ليكمل: يبقا كل واحد على شغله....
ثم نظر لشاشات التلفاز التي عليها الفيديو قد توقف على صورتهم ،ليكمل :وشيلوا الحاجات دي.
رحل الجميع وتركوهم ،بينما نظر جاسر لدنيا ، ثم نظرت له بغضب وجذبت يدها من يده بغضب ،وتركته ورحلت ، نظر لها بجمود وعلامات الضيق في عينيه ...الان تتمرد عليه! ولكنه يعلم انه بعد ذلك لا يوجد تمرد!!..مطلقاً!!!
#####################
في القاهرة:
في شركة عماد:
في غرفة مكتب عماد:

كان عماد جالساً على مقعد مكتبه الرئيسي ،وهو ينظر لاوراقه ،ثم سمع صوت طرقات الباب ،فسمح بالدخول..دخل عزت بغضب ووقف امام مكتب عماد ،بينما نظر له عماد بتعجب! ، ثم نهض سريعاً.
عزت بضيق: ينفع اللي ابنك عمله دة!
عماد بتعجب: ايه اللي حصل مش فاهم!؟
عزت بضيق: بنتي بتطلب الطلاق من سليم ...والظاهر ان ابنك...
عماد بتعجب مقاطعا: طلاق ايه؟!..انا مش فاهم حاجة...اقعد الاول وفهمني.
نظر له عزت بضيق ،ثم جلسوا.
عزت بضيق: انت عارف كويس اوي ...ان ياسمين كانت عايزة سليم ..وكان ابنك عايزها في الاول...لكن انها توصل لمرحلة انها تقول عايزة تطلق!..يبقا دة اللي لازم يحصل.
عماد بجدية: اكيد في سوء تفاهم!..طلاق !!..دول بينهم طفل!!
عزت بضيق: انا عارف بنتي كويس مش هتوصل لمرحلة زي دي غير لما يكون في حاجة...وحاجة كبيرة كمان!
شبك عماد يديه بنفاذ صبر.
عماد بضيق: والشراكة اللي بنا؟!
كل ما كان يهم عماد هى الشراكة ،بينما عزت عكسه تماماً...فمصلحة ابنته فوق كل شيء.
عزت بضيق: انا مايفرقش معايا اي حاجة غير مصلحة بنتي...حتى لو كانت الصفقة اللي بنا ...خلاصة الموضوع..ابنك ييجي يصالحها..او يطلقها ويسيبها في حالها .
وقف بضيق ،ثم تركه ...اخذ عماد.تنهيدة نفاذ صبر ،ثم امسك هاتفه ليتصل ب سليم ...ولكن لا رد.
عماد بضيق: عملت ايه تاني!..ضيعتنا!!
######################
في الاسكندرية:
في قصر الساحل:
في غرفة ليلى:

كانت ليلى جالسة على الارض.. سانده ذراعيها على السرير ودافنة رأسها بين ذراعيها وهى تبكي بحرقة على مافعلوه والديها ومافعلته لوالدها!! ،كانت تريد ان يأخذوها ويبعدوها عنه فقط ان يستمعوا لصمتها المميت والذي يوحي بعدم الرضى وبكلمات معذبة وكثيرة !! ،الان علمت ان لا يوجد رجوع لاهلها مطلقاً لن يتقبلوها بعد الان! ،بينما دخل حسام ونظر لها رآها هكذا محطمة ،اقترب اليها وجلس بجوارها على الارض وهو ينظر لها ببرائة كالطفل ،ثم ملس على شعرها بيده الخشنة..بينما هى انتفضت بخوف لتبتعد عنه وتنظر له بعينين مليئة بالدموع والدموع منهمرة على وجنتيها ، كما ان شفتيها قد ورمت هى وعينيها ،نظر لها ببرائة وهدوء ثم لمس بيده احدى وجنتيها ليمسح تلك الدموع ،انزلت يده سريعاً وادارت وجهها الناحية الاخرى.
حسام بهدوء: للدرجادي مش طايقاني!
ظلت مديرة وجهها للناحية الاخرى وصدرها يعلوا ويهبط.
ليلى بصوت مكتوم: ومين قالك اني عايزاك من الاول؟!
حسام بهدوء: انا...وانتِ ،ولا نسيتي؟
نظرت له سريعاً وتحدثت بنبرة صوت قوية على عكس ضعفها.
ليلى بصوت مرتفع: لا مانستش! ،مانستش لما جبتني هنا ومارحمتنيش ضرب!! ،ومانستش انك خسرتني اهلي...وباقي الكلام انت عارفه كويس ،عارف كل حاجة وحشة عملتهالي طول حياتي!!...انا عمري ماحبيتك!! ،انت مريض ياحسام و.....
قاطعها بقبلة عميقة ،حاولت ان تبعده بيديها الصغيرتين الموضوعة على صدره ..تبعده لانها تعلم انها سوف تضعف لاتريد الضعف ، تريد ان تكون هى كإنسانة لديها حقوق ،تعنق في قبلته وهو ممسك وجهها بين يديها ومغمضين الاعين حتى استسلمت له عندما تغلب قلبها عليها...بل وبادلته المشاعر ايضاً!! ،تأكدت انها قد جنت لتكون معه في تلك المشاعر وهى في الواقع ضده..ومر وقت شعر انها تحتاج لبعض الهواء فابتعد قليلا ،وفتح عينيه لينظر لها وهى مغمضة الاعين تفتحها ببطء شديد ،ثم نظرت للارض بحزن شديد ،اقترب قليلا منها .
حسام بصوت منخفض: وانتِ مريضة بحبك ليا!!
رفعت رأسها اليه لتنظر له وعينيها مليئة بالبرائة ،بينما هو نهض ووقف في حزم.
حسام بجمود:بالليل مستنيكي تنزلي على العشا.
اعطاها ظهره ليخرج واتجه ناحية الباب ولكنها اوقفته بجملتها.
ليلى بجدية: وانا مش هنزل في حتة.
مازال واقفاً في ثبات وناظراً امامه.
حسام بجمود:اما نشوف كلام مين اللي هيمشي...
ثم نظر اليها ،واكمل: يامدام حسام...مستنيكي.
شعرت بالضيق من اخر جملة النداء التي قالها ،ثم رحل وتركها جالسة على الارض .
#######################
في قصر جاسر الدمنهوري:

دخلت ساندي وبيدها زجاجة مصنوعة خصيصاً للمياه ،وهى تمشي بليونة ..ونظرات عينيها المليئة باللا مبلاه!.جائت اليها هدى سريعاً وهى تقول..
هدى بابتسامة مشرقة: ساندي..جاسر زمانه جاي..ايه رأيك نقعد ناكل مع بعض.
نظرت ساندي لناحية اخرى باختناق ،ثم رفعت احدى حاجبيها بتظمر.
ساندي بجمود: ليه؟...وجودك مكفي! ماليش مكان معاكم.
وكادت ان تصعد امسكتها هدى من كوع ذراعها.
هدى برقة: ساندي..اسمعيني..صدقيني دي احسن حاجة نقعد مع بعض كلنا..افضل من انك تكوني قاعدة لوحدك...
لم تكمل حديثها عندما جاء جاسر ،فابتسمت هدى ، لتكمل بابتسامة: اخيراّ رجعت.
عانقته وبادلها العناق وملامح الجمود على ملامحه ، بينما نظرت ساندي لناحية اخرى باختناق وهى رافعة احدى حاجبيها ،وهى لا تريد رؤيتهم هكذا ..وجاسر لم يعطيها اي اهتمام...كأنها غير موجودة ،ثم ابتعد عن هدى ..واعتدل في وقفته.
هدى بابتسامة: ساندي هتتغدا معانا.
اومأ برأسه بجمود ..ليتجه للطاولة الكبيرة (السُفرة) وجلس على المقعد الرئيسي ،بينما جائت معه هدى وجلست بجواره ،ثم نظرت لساندي..ورأتها مازالت واقفة ،ثم اشارت لها بأن تجلس ...جائت اليهم ساندي ،ثم جلست على مقعد بعيد عن جاسر.. بمسافة مقعدين! ،وبدأوا في الطعام.
هدى بابتسامة: ايه الاخبار؟ في جديد؟
اخذت ساندي كوب المياه لتشرب ،بينما جاسر يقطع الطعام بالشوكة والسكين.
جاسر بجمود: انا هتجوز.
انتفضت ساندي وانزلت كوب المياه سريعاً عندما سمعت الخبر ،نظرت لها هدى سريعاً..بينما رفع جاسر نظره اليها بجمود ،وضعت يدها على فمها ..ويدها الاخرى كاشارة للاعتذار ،بينما نظرت هدى لجاسر من جديد بابتسامة.
هدى بابتسامة سعيدة:انا فرحتلك جدا...اخيراً!!...ودي تبقى مين؟
جاسر بجمود: دكتورة في المستشفى بتاعتي.
هدى بسعادة: حلو اوي...دي...
جاسر مقاطعاً: ارملة...
نظرت هدى له بهدوء ،ليكمل بجدية: ومعاها بنت صغيرة.
ابتسمت ساندي بسخرية لتكمل طعامها ، ثم اكملت هدى بهدوء: جوزها متوفي!...م..اا..انا كنت بحسب انها بنت ا....
جاسر مقاطعاً: مش فارقة معايا...وبعدين دة مش عيب!..مش ذنبها انه مات.
اعتدلت هدى في جلستها .
هدى بهدوء: اكيد طبعاً ياجاسر...لكن انا كنت بحسب حاجة تانية. .على العموم هى..اكيد واحدة كويسة وشايلة مسؤولية..انا حاسة بكدة.
تركت ساندي الشوكة باختناق ،لتنظر لشقيقتها بسخرية.
ساندي بسخرية: وانتِ ايه اللي يأكدلك انها محترمة! وشايلة مسؤولية!!..مش يمكن عايزة تتجوز وطمعانة في الفلوس.
نظر لها جاسر بابتسامة مليئة بالجمود.
جاسر بجمود: اول هام لازم تعرفيه ...ان مابحبش حد يخترع كلام على الفاضي!...
نظرت ساندي بجمود امامها ،ليكمل : تاني هام...دي تبقى اغنى مني ومنك!...تالت هام ودة الاهم ماتحكيش كتير عشان مااحكيش انا على موضوع التأخير بالليل.
انهى كلامه بنظرات التهديد وابتسامة خبيثة ،بينما نظرت لها هدى سريعاً بقلق بشأن التحدث في ذلك الامر كي لا يلحق الاذى بشقيقتها ،لتنظر له ساندي بهدوء ،ثم نظرت امامها بصمت ...لا يريد التحدث معها سوى في تلك المشكلات!!...عكس هدى انه يُفضلها ويحدثها في كل شيء...اضافة الى معاملته معها ،نظرت امامها بلا مبلاه ،ثم امسكت كوب العصير لتأخذ رشفة بهدوء ،ووضعته من جديد ،بينما نظرت له هدى بهدوء.
هدى بهدوء: الفرح امتى او هتتقدم امتى؟
جاسر بهدوء: قريب هقولك.
ابتسمت بهدوء لتنظر لساندي ،بينما نهضت ساندي بجمود.
هدى بهدوء: ماكملتيش اكلك؟
لم يعطيها جاسر اهتمام كعادته او حتى النظر اليها ،ثم اكمل طعامه .
ساندي بجمود: شبعت.
تركتهم وصعدت على الدرج متجهه لغرفتها.
#######################
في الحي الشعبي:
في الورشة:

كان ابراهيم واقفاً يعمل بجهد كببر ..لكي يحصل على الاموال التي تساعده في شراء منزل له هو وفرح في المستقبل ،لم ينظر لثرائها ابداً! ...لذلك فهو يجمع الاموال من عمله لكي يحصل عليها في النهاية وتصبح ملكه هو ،خرج من الورشة كي يأخذ قسطاً من الراحة ،ووضع يده في خصره واخذ نفساً عميقاً ،ثم رأى سيارة فخمة..تدخل الحي ،انزل يديه لينظر لها وهى في السيارة..عندما تدخل يشعر انها لم تدخل الحي الذي يقيم به بل تدخل الى قلبه من جديد وتنبته!! ،وقفت السيارة امام منزل دنيا ...ثم نزل كي يفتح لها الباب...ولكن اتجه ابراهيم اليها قبل ان يصل اليها السائق، وفتح لها الباب بابتسامة هادئة ،عندما رأته اتسعت ابتسامتها ..وكأن قلبها هو من اتسع له في كل مرة! ،نزلت من السيارة ووقفت امامه مباشرةً.
فرح بابتسامة رقيقة: ابراهيم...ايه اخبارك.
ابراهيم بجدية: بخير طول ما انتِ بخير.
ظلت ناظرة لعينيه البنية وهى مبتسمة برقة ...وشعرت بدقات قلبها المهولة!! تجاهه ،ثم نظرت سريعاً للسائق عندما لاحظت انه هنا.
فرح بهدوء: استناني في العربية وانا لما اخلص هاجي.
اومأ السائق بطاعة وهو يقول..
السائق بجدية: امرك ياهانم.
ثم دخل في السيارة واغلق الباب ،بينما اتجهوا ..ليقفوا بجوار المنزل قليلاً.
ابراهيم بجدية: طالعة لدنيا؟
فرح بهدوء: ايوة، عمر اتصل بيا عشان في موضوع مهم هنتكلم فيه مع دنيا.
شعر بالغيرة قليلا عندما قالت *عمر*..وانها ستجلس وهو معها ويتحدثون!! ،عقد حاجبيه بضيق قليلاً ولكن لم يظهره .
ابراهيم بجدية: طب وفيها ايه لو قعدتوا هنا واتكلمتوا؟
فرح بتعجب: هنا فين؟
ابرتهيم بجدية: اودامي .
كتمت ضحكتها...لشعورها بغيرته التي لم يستطيع اخفاؤها اكثر!
فرح وهى كاتمة ضحكتها: صعب.. لانه موضوع يخص جواز فلازم اتكلم مع دنيا مش هنعرف نتكلم فيه غير عندها.
ابراهيم وهو عاقد حاجبيه: امممم..فهمت ...
ثم اكمل عندما ابتسم بخبث: طب واحنا هنتجوز امتى بقا ان شاء الله ؟
احمرت وجنتيها بخجل كبير ،لتنظر للارض بابتسامة ناعمة ورقيقة .
فرح بخجل: ان شاء الله.
تركته وصعدت للاعلى بخجل من جملته...لم تعطيه الاجابة من كثرة خجلها ولكنه تعمد ان يخجلها.. ليرى وجنتيها وهى تتلون بالفراولة اللذيذة...تمنى لو قبل وجنتيها عندما خجلت امامه...زلكنه ينتظر ان تكون حلاله اولاً ،ضحك بخفة على خجلها ،ثم اتجه لمكان عمله ليكمله.
#####################
في قصر جاسر الدمنهوري:
في غرفة ساندي:

واقفة امام (دولابها) ترتب ماابسها المُعلقة ،ومرتدية بنطال (چينس) فوقه للوزة تصل لخصرها ،عاقدة خصلات شعرها من الاعلى على شكل(ذيل حصان) وبيدها سيجارة وضعتها في فمها ،ثم سمعت صوت رنين هاتفها ..انحنت على سريرها لتأخذ هاتفها وتنظر 'من المتصل؟' ،رأت 'امير' فتأففت باختناق...كرهت ماتفعله من زنا! شعرت بالتقزز مما تفعله حتى اليوم ولكنها تفعل كل هذا من اجل جاسر ومن جبروته على الفتيات!! ،وافقت على المكالمة ووضعت الهاتف على احدى اذنيها بتأفف، واخرجت السجارة من فمها وامسكتها بيدها وهى مشتعلة.
ساندي بجمود:الو.
أمير بصوت خببث: ايه ياحبيبتي؟مش هتجيلي النهاردة الشقة؟
نظرت بلا مبلاه وحسمت ان تأخذ حجه لتبتعد عن سؤاله.
ساندي بجدية: مش هينغع النهاردة..جاسر تحت ومش هيسكت لو شافني وانا نازلة.
امير بجدية: تمام خلاص..لما تعرفي تتضرفي وتيجي كلميني ..هستناكي في اي وقت عشان وحشتيني جدا.
ساندي بجمود: ماشي يا امير..سلام.
اغلقت المكالمة ثم القت الهاتف على السرير باختناق..وتقزز!
######################
في قصر الساحل:

كان حسام واقفاً مرتدي حلته السوداء الفخمة ينتظرها وهو على أمل ان حتى بعد رفضها له! ، يعلم انها عنيدة ولكنه اكثر منها بكثير ...هى عنيدة وهو قاسي لن يعرفوا الاستقرار بينهم بهذه الصفات ، اوقف شروده صوت رنين الجرس ،ثم عقد حاجبيه بتعجب خفيف ..من سيأتي هنا والان!! ، فتوجه ناحية الباب وفتحه ..بينما دخلت مروة كالغزالة الهاربة والقت حقيبتها على المقعد وهى معطياه ظهرها ودخلت بغضب عارم ،بينما اغلق حسام الباب.
مروة بغضب: انا يرميني في الشارع عشان خدامة !!
تقدم حسام خطوتين وتأفف باختناق من حديثها.
حسام بجمود: في ايه يامروة؟
استدارت اليه سريعاً وعلى ملامحه الغضب العارم وعينيها التي اصبحت كحجر جهنم وهى سوف تشيط من الغيظ.
مروة بغضب: البيه صاحبك رماني في السارع واهني اودام موظفين المستشفى عشان خاطر الخدامة بتاعته.
حسام بجمود:جاسر؟
وضعت يديها في خصرها وهى تقول..
مروة بغضب: اه جاسر...جاسر يرميني انا مروة هانم ...وكمان يضربني!! دة نسي انا ابقا مين!!...
حسام مقاطعاً بصوت حازم: مروة!!..
نظرت له سريعاً ثم اكمل بجمود: حاسبي على كلامك انت عارفة لو جاسر سمع الكلام دة نهايتك هتكون ازاي.
تقدمت مروة بضع خطوات حتى اصبحت امامه مباشرة ونظرت لعينيه بتحدي .
مروة بنبرة تحدي: عارفة...وهو كمان عارف انا ابقا مين والوحيدة اللي وقفت جمبه...لكنه مارعاش دة!!...
ابتعدت قليلا واخذت تسير بغضب ذهاباً اياباً ،ثم اكملت بغضب: فوق كل دة يضربني اودام الموظفين والدكاترة والخدامين عشان خدامة ماتسواش حاجة..وكمان تكون مراته!..وانا!! انا اي..
عقد حسام حاجبيه بتعجب من جملتها "وكمان تكون مراته" لم يقول له جاسر اي شيء عن هذا القبيل ،ليعلم انه من الممكن ان بكون ضربة فقط ل مروة ليس الا!!
حسام مقاطعاً بتعجب: لحظة، ايه؟! مراته!!
ابتسمت مروة وادارت وجهها له بسخرية.
مروة بسخرية: ايوة مراته..الهانم الخدامة بتنضف سلالم المستشفيات تبقى مراته.
حسام بجمود: وانت عرفني ازاي! مش يمكن دة مقلب وانت لبستيه.
اعطته ظهرها مجدداً ،واخذت تسير في هدوء وملامح الغضب على وجهها.
مروة بغضب: جاسر ماببهزرش في حاجة زي دي ..اعلن اودام الناس كلها انها....هى..!
اوقفت الحديث عندما عقدت حاجبيها ،الان علمت انه من الممكن انه قال هذا امام الناس لكي يحفظ سمعتها ،ثم استدارت بهدوء ل حسام وهى تقول..
مروة بهدوء وشك: هو عمل كدة عشان يحفظ سمعتها!! وعشام يسكتهم...ايوة..
ابتسمت بعدم وعي ،لتكمل: ابوة لا يمكن يكون اتجوز عليا!!
حسام بجمود: انت كدة هتتجنني!..جاسر لما بيقول حاجة بيبقا قدها ممكن دة مقلب فيكي حاليا لكن بعدها هيتحززها بردو...واللي بينك وبين جاسر مجرد ورقة وهتتقطع لو جاسر عاوز كدة..اعقلي ياكروة وروحي.
رفعت رأسها له سريعاً بضيق.
مروة بضيق: انا مش مجنونة عشان تقولي 'اعقلي' ! ،انت عارف اني بحبه لكنه اكيد مش هيتجوز عليا جاسر بيحبني و...
اوقفت الحديث عندما نظرت له رأته ينظر لناحية السلم ،عقدت حاجببها لتنظر الى مابنظر له ،رأت ليلى وهى واقفة ...ثم نظرت له من جديد وابتسمت بسخرية ،لتكمل بسخرية: ااه..قولتلي بقا مستعجل تمشيني ليه..الهانم واكله عقلك ولا ايه؟
نظر لمروة بجمود من سخريتها تلك كأنها تشير ان تلك الفتاة معه في ماحرمه الله!
حسام بجمود: مروة احترمي نفسك...دي تبقا مراتي.
رفعت حاجبيها بسخرية اكبر واخرجت تنهيده ساخرة وابتسمت نصف تقوس فمها.
مروة بسخرية:دة انتوا الاتنين شكلكم مظبطينها وانا اللعبة في النص...بس اقولك حاجة!...
نظرت لليلى.. ثم عاودت النظر لحسام بابتسامة قوية ،ثم اكملت: لايقين جدا على بعض..وبصراحة البنت حلوة...ونسيت اباركلك على جوازكك...
نظر حسام اناحية اخرى بتأفف من اسلوبها ،ثم عاود اىنظر لها بجمود وقاطعها قائلا...
حسام مقاطعاً بحزم: مروة!...
رفعت رأسها بابتسامة خبيثة ،ليكمل بحزم: خلاصة الكلام ايه الرسالة اللي انت جاية هنا مخصوص وانت عارفه اني هوصلهاله؟
اقتربت بخفه والابتسامة الخبيثة على وجهها .
مروة بابتسامة خبيثة: قوله انه بدأ الحرب معايا وانا هوريه الحرب اللي بجد ازاي؟!
حسام بابتسامة خفيفة: اتكلمي على ادك ..جاسر لما يسمع الكلمتين دول مش هيسكت ووقتها بتقلبي بطه لسة طالعة من البيضة!!
ابتسمت بسخرية ورفعت رأسها.
مروة بابتسامة: هنشوف فعلا!
انحنت لتاخذ حقيبتها ،ثم نظرت لليلى ،ونظرت لحسام من جديد وحسمت الخروج ولكن عما مرت بجواره وقفت واقتربت لاذنه .
مروة بابتسامة خبيثة: البنت قمر فعلا ..ويابختها بيك..شوفت نسيتني اباركلك...مبروك ياعريس.
ابتعدت وكادت ان تخرج امسك كوع احدى ذراعها ،وانحنى على اذنيها وابتسم بخبث وقال...
حسام بابتسامة خببثة: المباركة دي هتكون لجاسر ..خليكي فاكرة دة كويس...جاسر مش هياخد واحدة بايعة شرفها في الاخر.
تغيرت ملامحها للصمت ،ثم نظرت له بينما هو نظر لها بابتسامة نصر ،ثم رحلت بغضب واغلقت الباب خلفها ،ببنما هو نظر امامه بجمود.
#######################
في منزل دنيا:
في غرفتها:
في منتصف الليل:

كانت دنيا نائمة على السرير بجوار ابنتها ( عشق) وواضعة يدها عليها ..ثم فجأة شعرت بعدم الارتياح لتفتح عينيها وتنظر لابنتها تعجب .
دنيا بتعجب: عشق!
اعتدلت في جلستها وهى تنظر لابنتها ،ثم وضعت اصبعها تحت انف ابنتها بعدما شعرت انها تتنفس بصعوبة! ،لم تشعر بانفاس داخلة وخارجة سوى ببطء شديد!! ،انتفضت من الفزع والقلق ،وهى تهزها بقلق وهى تقول...
دنيا بخوف وقلق شديد: عشق!!..عشق!..عشق!!!
نهضت من على السرير سريعاً واسرعت خارج الغرفة الى غرفة عمر لتطرق بسرعة وقلق.
دنيا بصوت مرتفع وقلق: عمر!...عمر عمر.. الحقني.
فتح عمر الباب لينظر لها بدهشة من قلقها وتوترها ذلك!!
عمر بتعجب: دنيا!..خير في ايه؟
دنيا بقلق شديد: عشق...عشق مش بتتنفس .
نظر لها بصدمة كبرى !!!
ومر وقت:
في سيارة عمر:

كان عمر جالساً يقود السيارة وبجواره دنيا مرتدية ملابس الخروج خاصتها وبين ذراعيها ابنتها الصغيرة وصدرها يعلوا ويهبط من الخوف وهى ناظرة لابنتها ،بينما عمر يسرع في القيادة .
دنيا مسرعة بخوف: بسرعة...بسرعة ياعمر مش بتتنفس!!
اسرع عمر في القيادة حتى وصلوا لكشفى قريبة منهم ولبست مشفى جاسر الدمنهوري ،نزلا كلاً منهم ،واسرعوا للداخل ،وعندما اصبحوا في الطابق العلوي.
كان عمر واقفاً بجوارها وهى واقفة وحاملة عشق بين ذراعيها ، فجائت اليهم الممرضة.
الممرضة بجدية: انا اسفة بس مافيش دكتور اطفال دلوقتي.
دنيا مسرعة بقلق: يعني ايه؟!...هى هتموت كدة!!
عمر يحاول تهدئه شقيقته الكبرى: اهدي يادنيا اهدي...مش هتموت ماتخافيش هتصرف .
نظرت له والدموع انهمرت من عينيها ثم ابتعدت عنه ونظرت اليها بخوف وقلق شديد ووجه من اللون الازرق!!
دنيا بحزن: اهدى ازاي!...دي مش بتتنفس!....
قاطعها صوت رجولي خشن تعرفه جيداً.
تحدث بجمود: هتتنفس ماتقلقيش...
رفعت رأسها اليه سريعاً وهو واقف امامها مباشرةً بعينيه الزرقاء التي بنظرات الخبث وبها كل افعاله الشبطانية!.. وبشرته القمحاوية بصدره العريض وحلته الفاخرة... انه جاسر!!!!

الفصل الحادي عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close